الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
46- مجلس أبي العباس ثعلب مع محمد بن عبد الله بن طاهر
قال أبو العباس: سألني محمد بن عبد الله بن طاهر يوم دخلت عليه، وكان لما قدم من خراسان طلبني، فلما وصلت إليه بادر إلى بيت الراعي:
كدخان مرتجلٍ بأعلى تلعةٍ
…
غرثان ضرم عرفجا مبلولا
قلت: يصف ذئبا. فسألني عن بيته:
كلي الحمض بعد المقحمين ورازمي
…
إلى قابلٍ ثم اعذري بعد قابل
فقلت له: ليصبر الإنسان عن قليله، ويعف عن كثيرِ غيره، ليكون أعز له:
وسألني عن بيته:
وخادع المجد أقوامٌ لهم ورقٌ
…
راح العضاه به والعرق مدخول
فقلت: رأى ظاهرهم فقدر أن الباطن مثله فأخلف.
فسألني عن بيته:
فنلنا غرارا من حديثٍ نقوده
…
كما اغتر بالنص القضيب المسمح
فقلت: يعني أنه لم يزل يترفق بمن يهواه حتى أطاع وسامح.
فسألني عن بيته:
وأفضن بعد كظومهن بجرةٍ
…
من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
فقلت: ذو الأبارق وحقيل: موضعٌ واحد، فأراد من ذي الأبارق إذ رعينه.
فأقبل يسألني عن كتاب الندبة للفراء، وأنا أجيبه، فسألني عن خمس مسائل منه، فتوخيت أن أتيت بلفظ الكتاب، فرفع يده عن الكتابين، وكان على فخذه اليمنى شعر الراعي، وعلى فخذه اليسرى كتاب الندبة، وهو يسألني عن بيتٍ من هذا ومسألةٍ من هذا. ثم قال لي: قد وصفت لي وأنا بالمعسكر، وشاهدتك، فما رأيت رجلا إلا كانت مشاهدته دون صفته، خلاك.