الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13- مجلس حماد الراوية مع مروان بن أبي حفصة
حدثني أبو بكر قال: حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثنا علي بن المغيرة الأثرم قال: حدثني مروان بن أبي حفصة، قال:
دخلت أنا وعدادٌ من الشعراء على الوليد، وإذا رجل غائبٌ في الفراش، وكنا عدة من الشعراء: طريح، وأشجع وغيرهما.
قال: فكل من أنشد التفت إلى الخليفة فقال: سرق ذا من كذا وذا من كذا، حتى يأتي على شعره، فقلت لبعض من أقول: من هذا؟ قال: حماد الراوية.
فلما وقفت على أمير المؤمنين قلت: يا أمير المؤمنين، ما لهذا والكلام، وهو لحانة! قال: فتهانف الشيخ وقال: يا ابن أخي، إني أجالس السوق فلساني على لسانهم، وأنا أعلم الناس بالشعر، فهل تروي من أشعار العرب شيئا. فذهب عليَّ الشعر إلا شعر ابن مقبل. فقال: أنشدني. فلما أنشدته:
سل الدار من جنبي حبرٍ فواهبٍ
…
إلى ما رأى هضب القليب المضيح
فذهبت أمر، فقال لي: مكانك، أين تذهب، ما يقول؟ قال: فلم أدر؟ قال: فقال لي: يقال رأى الموضع الموضع، إذا قابله. أنشد فلا بأس عليك. ثم لم ألقه إلى زمان المسودة. فبينا أنا في بعض الطرق
فإذا إنسانٌ من خلفي يغمزني بسوطه، فالتفت فإذا حماد، فقلت: لا إله إلا الله، أبعد تلك الحال! قال: نعم، ذهب ويحك ما كنت تعهد، ذاك زمانٌ وهذا زمان.
قال: وكانت قد جاءت الدولة العباسية.