الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
116- مجلس يونس مع عبد الله بن أبي إسحاق
حدثنا محمد بن الحسن البلعي قال حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد قال: حدثنا أبو عبيدة عن يونس قال:
مضيت إلى عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي فقلت له: كيف تقرأ: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} ؟ فقال: فإذا برق البصر، وفتح الراء. فقمت من عنده إلى أبي عمرو فقال: من أين بك؟ قلت: من عند عبد الله بن [أبي] إسحاق الحضرمي، سألته كيف تقرأ: فإذا برق البصر فقال: فإذا برق البصر بفتح الراء. فقال أبو عمرو: وأين يراد به، يقال برقت السماء وبرق النبت وبرقت الأرض فأما البصر فبرق، كذا سمعنا.
ومثله ما حدثنا محمد بن أبي سعيد عن ابن الرومي قال: بلغني عن الخليل بن أحمد وهارون أنهما اجتمعا فقال أحدهما: برق البصر وقال الآخر: برق، فطلع عليهما أعرابي من بني فزارة فسألاه فقال: لا أقول شيئا مما قلتما ولكني أقول: بلق البصر. وقد سمعتها باليمن من غير واحد، يعني فتح البصر. يقولون: بلق الباب، إذا فتح، وقرأ أبو السمال العدوي: فإذا بلق البصر باللام بدلا من الراء. وروي عن يعقوب أن
بعضهم قرأ: {فانفلق فكان كل فلقٍ} باللام إتباعا لقوله: فانفلق.
وقد تبدل العرب اللام من الراء في كثير من كلامهم فيقولون: متاعٌ رثيد ولثيد، وقد رثدتت ولثدته، أي نضدته. ويقال ردم ثوبه ولدمه، أي رقعه. واعرنكس الشيء واعلنكس، إذا تراكب وكثر. وهدل الحمام وهدر هديلا وهديرا. ويقال للظلمة طرمساء وطلمساء. ويقال للدرع نثره ونثلة ويقال جلمه وجرمه، إذا قطعه، ويقال سهم أملط وأمرط، إذا لم يكن عليه ريش. وقد تملط وتمرط، وكذلك كل ذي شعر أو صوف من الدواب، وكذلك أشباهه في كلامهم.