الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8- مجلس الأصمعي مع ابن الأعرابي عند سعيد بن سلم
حدثني أبو جعفر أحمد بن عبد الله قال حدثني أبي قال: أخبرني بعض أصحابنا أن السبب في طعن ابن الأعرابي على الأصمعي وقدحه فيه، أن الأصمعي دخل يوما على سعيد بن سلم وابن الأعرابي يؤدب حينئذ ولده، فقال لبعضهم: أنشد أبا سعيد. فأنشد الغلام لرجل من بني كلاب شعرا رواه إياه ابن الأعرابي، وهو:
رأت نضو أسفارٍ أميمة قاعدا
…
على نضو أسفارٍ فجن جنونها
فقالت: من أي الناس أنت ومن تكن
…
فإنك راعي صرمةٍ لا تزينها
فقلت لها: ليس الشحوب على الفتى
…
بعارٍ ولا خير الرجال سمينها
عليك براعي ثلة مسلحبة
…
يروح عليه محضها وحقينها
سمين الضواحي لم تؤرقه ليلةٌ
…
وأنعم أبكار الهموم وعونها
ورفع ليلة، فقال له الأصمعي: من رواك هذا؟ فقال: مؤدبي. فأحضره واستنشده البيت، فأنشده ورفع ليلة، فأخذ ذلك عليه، وفسر البيت فقال: إنما أراد لم تؤرقه ليلة أبكار الهموم. وعونها: جمع عوانٍ. وأنعم، أي زاد على هذه الصفة. وقوله:((سمين الضواحي)) ، يريد ما ظهر فيه وبدا سمينٌ. ثم قال لابن سلم: من لم يحسن هذا فليس موضعا لتأديب ولدك. فنحاه.
وأنشدني هذه الأبيات أبو الحسن قال: أنشدني ثعلب عن ابن الأعرابي.