الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
98- مجلس بشار بن برد مع خلاد بن المبارك
حدثنا أبو عبد الله حدثني أحمد بن يحيى قال: حدثت عن أحمد بن خلاد بن المبارك الباهلي قال: حدثني أبي قال: قلت لبشار: إني أراك في شعرك تهجر، فتأتي مرة بفن ومرة بفن. قال: مثل ماذا؟ قلت: مثل قولك:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية
…
هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
ثم تقول:
ربابة ربة البيت
…
تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ
…
وديكٌ حسن الصوت
فقال: يا أبا مخلد، الحال بيني وبينك قديمة، وأراك ليس تعرف مذهبي في هذا، هذه امرأة كانت لها عشر دجاجات وديك، وكنت لا آكل [بيض السوق، وإنما آكل] البيض المحصن، فأردت أن أمدحها بما تفهم، ولو أني مدحتها بمثل:
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
…
وأخواتها لم تفهم ما أقول؛ ولم يقع منها موقعه، وإنما أنا كالبجر الزاخر يقذف بالعنبرة وبالدرة النفيسة، وربما قذف بالسمك الطافي، ولكن لا أضع كل شيء إلا في موضعه. قلت: مثل ماذا؟ قال: مثل قولي:
أنفس الشوق ولا ينفسني
…
وإذا قارعني الهم رجع
أصرع القرن إذا نازلته
…
وإذا صارعني الحب صرع
أنا كالسيف إذا روعته
…
لم يروعك وإن هز قطع
سيفي الحلم وفي منطقتي
…
أسد الموت إذا الموت نقع
قال أحمد: فسمعت الأصمعي يقول: العجب له، أنه لا عشيرة له، ولا [له] مال بارع، وأعمى، ويقول مثل هذا.