الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعالى القلم (1)»، بأن معناه عندما خلق الله القلم، قال له: اكتب، وذلك بنصب "أول" و"القلم" على أنه جملة واحدة، أما إذا كان جملتين، ورفع "أول" و"القلم"، فالمعنى: إن القلم أول المخلوقات في هذا العالم دون العالم الأعلى، وبهذا يتفق الحديثان ويرتفع ما يتوهم من الإشكال بينهما، والله أعلم.
(1) الترمذي تفسير القرآن (3319)، أحمد (5/ 317).
المبحث الثاني: مكان العرش:
أخبرنا الله تبارك وتعالى عن المكان الذي يوجد عليه العرش، فقال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (1).
قال الطبري: كان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض ومن فيهن، ثم أخرج عن مجاهد أنه قال: كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئا، ويبين هذا حديث عمران بن الحصين الذي قال فيه النبي - صلى الله
(1) سورة هود الآية 7
عليه وسلم -: «كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض (1)» .
فالآية والحديث يدلان على أن مكان العرش على الماء، ولا يكون ذلك إلا بعد أن خلق الله الماء.
قال الحافظ ابن حجر: وليس المراد بالماء ماء البحر، بل هو ماء تحت العرش (2).
وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد عن سليمان التيمي قال: لو سئلت أين الله؟ لقلت: في السماء. فإن قال: فأين عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء، فإن قال: فأين عرشه قبل الماء؟ لقلت: لا أعلم. قال أبو عبد الله: وذلك لقوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (3)، يعني: إلا بما تبين (4).
وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش فوق الفردوس الذي هو أعلى الجنة؛ حيث قال: «
…
فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة (5)».
(1) سبق تخريجه.
(2)
فتح الباري 13/ 410
(3)
سورة البقرة الآية 255
(4)
خلق أفعال العباد ص 15.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 276، كتاب التوحيد، باب: وكان عرشه على الماء، وهو رب العرش العظيم