الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو تحت المشيئة.
الخاتمة:
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على خير خلقه، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ثم أما بعد:
ففي خاتمة هذا البحث يقف الناظر على جملة من الحقائق المهمة، منها:
أولا: تتابع السائرين على طريقة السلف على المعتقد الحق، مع اختلاف الأزمان والأقطار، فما تراه مقررا هنا في مسائل الإيمان هو بعينه الذي تجده في مصنفات الأئمة المتقدمين، والناقلين مقالتهم على مر السنين، ولا غرابة في ذلك، إذ الجميع يستقي من منبع واحد، ويعتمد المنهج نفسه.
ثانيا: أن مسائل الإيمان مما يلزم تعلمها من خلال دلالات النصوص، ومن خلال معرفة مقالة أهل السنة فيها، فإن الغلط فيها ليس
كالغلط في غيرها.
ثالثا: أن الإيمان قول وعمل صنوان متلازمان، لا يفترقان، ولا ينفك أحدهما عن الآخر، فمن خالف في ذلك، فهو على غير هدي السلف.
رابعا: أن نقل بعض الخلاف في بعض مسائل الإيمان، كالقول بأن الإيمان هو الإسلام، أو منع القول بنقصان الإيمان، والخلاف في معنى نفى الإيمان عن مرتكبي بعض الذنوب، ونحو ذلك، فإن هذا كله لا يخرج المخالف عن دائرة السنة في الإيمان، ما دام قائلا بأصولها في كون العمل من الإيمان، وإن كان الواجب على المتأخر التزام ما عليه عامة أهل السنة في هذه المسائل، والتمسك بما استقرت عليه كلمة التحقيق.
خامسا: يلحظ الناظر فيما قرره علماء الدعوة رحمهم الله في باب الإيمان عنايتهم الفائقة بتحقيقات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك، والذي هو إحياء لمذهب السلف في باب الإيمان، فكان صنيع علماء الدعوة في ذلك نشرا لمعتقد السلف، ونقضا لمقالة الخلف.
هذه بعض ما انتهي إليها النظر في هذه الدراسة، وختاما أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفع به، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.