الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمجيد: على وزن فعيل، وهو أبلغ من فاعل (1)؛ لأنه يدل على بلوغ النهاية، ولا يكون إلا في محمود (2).
ووصف العرش بالمجيد لجلالته وعظم قدره وسعة خلقه (3).
ومجادته: عظمه وعلو مقداره، وحسن صورته وتركيبه (4).
ووصف العرش بالمجيد أبلغ في تمجيد صاحبه؛ لأنه إذا كان هذا المخلوق مجيدا، فخالقه ومالكه والمدبر له، المستوي عليه جل وعلا أحق بالمجد منه.
وذو العرش: أي: صاحب العرش، والمراد: مالكه، أو: خالقه (5).
وخص الله العرش بإضافته إليه تشريفا للعرش، وتنبيها على أنه أعظم المخلوقات (6)، ولأنه أخص المخلوقات بالقرب منه تعالى (7).
(1) لسان العرب، مادة:"مجد".
(2)
معجم مقاييس اللغة، مادة:"مجد".
(3)
المفردات للراغب مادة "مجد" وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي مادة " مجد"
(4)
البحر المحيط 8/ 452، وروح المعاني 3/ 92.
(5)
روح المعاني، 30/ 92.
(6)
البحر المحيط، 8/ 452.
(7)
تفسير السعدي ص 919.
المبحث الخامس: أحوال الملائكة مع العرش:
وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: حملة العرش:
وكل الله تبارك وتعالى بعض ملائكته الكرام بحمل عرشه العظيم كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (1).
(1) سورة غافر الآية 7
وقال سبحانه وتعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (1).
إن حملة العرش خلقهم عظيم جدا، وقد جاء في صفاتهم:
1 -
ما أخرجه أبو داود والبيهقي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام (2)» .
2 -
أخرج أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه، وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون (3)» .
(1) سورة الحاقة الآية 17
(2)
أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة باب في الجهمية، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 504، وصحح إسناده السيوطي في الدر المنثور 13/ 7، وصححه الألباني في حاشية شرح الطحاوية ص 279.
(3)
أخرجه أبو يعلى في مسنده 6/ 113، رقم 6588. وقال الهيثمي في المجمع 8/ 138: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده السيوطي في الدر المنثور 13/ 16. ولم أجد في وصفهم سوى هذين الحديثين، وأما ما ورد في صفاتهم غير هذا، فكما قال أبو حيان في تفسيره 8/ 324: وذكروا في صفات هؤلاء أشكالا متكاذبة، ضربنا عن ذكرها صفحا.