الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقريرات علماء الدعوة في الإيمان ومسائله
للدكتور: عبد الله بن محمد السند
المقدمة:
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على خير خلقه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد:
فإن مما لا يخفى أن مسائل الإيمان والإسلام من مسائل الدين العظام؛ فإن الله جل وعلا قد علق بها السعادة والشقاوة، واستحقاق الجنة والنار، ومن هنا كان اهتمام علماء السنة بها، علما وعملا، وتقريرا وردا على المخالفين.
والناظر في دواوين أهل السنة يجد هذه الحقيقة جلية، فيرى ما هم عليه من الاعتقاد في هذا الباب، ويرى ردودهم على المخالفين فيها.
وقد وقع بحمد الله اعتناء بتقييد ما جاء عن الأئمة المتقدمين من السلف الصالحين في ذلك، فلا تكاد ترى مصنفا في موضوع الإيمان إلا
ويعتمد على نقل ما جاء عن أئمة السنة، وإن اختلف الناس في فهم هذا المعتقد.
وقد رأيت أن الحاجة ماسة في تقييد ما جاء عن علماء السلف المتأخرين ممن هم على طريقة الماضين؛ ليعلم مدى متابعة اللاحق بالسابق، ومبلغ ما هم عليه من التوافق.
ولما كانت الدعوة السلفية التي أحيا معالمها إمام أهل السنة في عصره، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هي امتداد لما عليه السلف الصالح في أبواب الاعتقاد، فقد استعنت الله تعالى في تقييد ما جاء عنه، وعمن تابعه في دعوته من علماء الدعوة في باب الإيمان ومسائله؛ نظرا للأهمية التي يستحقها هذا الموضوع، خاصة في مثل هذه الأزمنة، وما يشاهد في الواقع من كثرة الاختلاف في هذه المسائل، أو بعضها.
وأيضا لكون تلك المادة العلمية الثرية التي تركها هؤلاء الأعلام متناثرة في بطون المجاميع، وتفاريق المصنفات، مما لا يوصل إليها إلا بتنقيب وتقييد، فلعل هذا البحث يكون جامعا لها، فيوفر الجهد، ويحفظ الوقت للباحثين.
هذا وقد دارت مسائل هذا البحث، في تمهيد وخمسة فصول:
التمهيد في بيان منزلة مسائل الإيمان.
الفصل الأول: مسمى الإيمان وحقيقته.
الفصل الثاني: الإسلام وصلته بالإيمان.
الفصل الثالث: زيادة الإيمان ونقصانه.
الفصل الرابع: حكم الاستثناء في الإيمان.
الفصل الخامس: مرتكب الكبيرة.
الخاتمة.
هذه هي خطة البحث، وأما منهج إعداده، فيتلخص فيما يلي:
1 -
عزو الآيات القرآنية إلى سورها.
2 -
تخريج الأحاديث، فما كان منها في الصحيحين أو أحدهما اقتصرت على تخريجها منه، وإلا خرجته من مسند الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربع، فإن لم أجده فيها وهو قليل خرجته مما تيسر من كتب السنة، والتخريج يكون لأول مرة يرد فيها الحديث، فما كان مهملا من ذلك فمعناه أنه سبق تخريجه.
3 -
لم أر حاجة لترجمة الأعلام، فإنه مدعاة للإطالة بأمر ميسور تحصيله على الناظر في مثل هذه البحوث، وإذا قلت: الإمام أو إمام الدعوة، فهو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى.
4 -
اقتصرت أيضا على تقريرات هؤلاء الأعلام في المسائل المبحوثة فحسب؛ إذ هي المقصودة من البحث، وعزوت في الحواشي لبعض المراجع لمن أراد التوثيق والتوسع.
هذا ما تم عمله، حسب الجهد والطاقة، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.