الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاحتمال الأول أن يقال:
أ - إن القيد في الآية لا مفهوم له، فهم ثمانية في الدنيا وفي الآخرة.
ب - إن إثبات عددهم يوم القيامة - وأنهم ثمانية - لا ينفيه عما سواه من الأيام.
وإنما ذكر عددهم في ذلك اليوم؛ لأن المقام مقام تخويف وترهيب.
والاحتمال الثاني: أن نتوقف في عددهم في الدنيا، ونكل العلم إلى عالمه، ونقول: سبحانك، لا علم إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
المطلب الثالث: الملائكة حول العرش:
أخبرنا الله تبارك وتعالى عن بعض ملائكته المقربين أنهم حول العرش حافين به، وذلك تعظيما له كما قال تبارك وتعالى:{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} (1)، وقال تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} (2)
و {حَافِّينَ} (3) بمعنى: محدقين بالعرش. و"من" مزيدة للتوكيد (4).
قال ابن كثير: أخبرنا عن ملائكته أنهم محدقون من حول عرشه المجيد، يسبحون بحمد ربهم، ويمجدونه ويعظمونه، ويقدسونه وينزهونه من النقائص والجور (5).
(1) سورة الزمر الآية 75
(2)
سورة غافر الآية 7
(3)
سورة الزمر الآية 75
(4)
تفسير الطبري 20/ 271 - 272، والقرطبي 15/ 287.
(5)
تفسير ابن كثير 5/ 433.
وقال الشوكاني في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} (1) الجملة مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان أن هذا الجنس من الملائكة الذين هم أعلى طبقاتهم يضمون إلى تسبيحهم لله والإيمان به الاستغفار للذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا.
والمراد بمن حول العرش: هم الملائكة الذين يطوفون به مهللين مكبرين (2).
وهؤلاء الملائكة المذكورون في قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} (3) ليسوا جميع الملائكة، بل هم فئة منهم، وكلها الله عز جل بأن تحف العرش وتحدق به، فهم بعض الملائكة وليسوا جميعهم؛ لأن من الملائكة من وكله الله تبارك وتعالى بحمل العرش في ذلك اليوم، كما قال تعالى:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (4) فهؤلاء ليسوا ممن يحدق بالعرش.
ولهذا عطفهم على حملة العرش في قوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} (5) والعطف يقتضي المغايرة، فحملة العرش لهم عمل، والذين من حول العرش لهم عمل، ولكنهم كلهم يستغفرون للمؤمنين، ويدعون لهم، ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم، وبالمغفرة والوقاية من السيئات، ومن النار، وأن يدخلهم الجنة.
(1) سورة غافر الآية 7
(2)
تفسير الشوكاني 4/ 464.
(3)
سورة الزمر الآية 75
(4)
سورة الحاقة الآية 17
(5)
سورة غافر الآية 7