الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكنيته أبو العباس (1)
وقال ابن عاشور: والخضر: اسم رجل صالح، قيل: هو نبي من أحفاد عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام، فهو: بليا أو إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر، فيكون ابن عم الجد الثاني لإبراهيم عليه السلام وقيل الخضر لقبه.
ولعل هذا أقرب الأقوال في اسمه، لاتفاق أكثر العلماء على ذكره.
(1) شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 136، والبداية والنهاية لابن كثير 1/ 327، والإصابة لابن حجر 2/ 287، والخضر بين الحقيقة والخيال ص 26.
المطلب الثاني: القائلون بنبوة الخضر:
ذكر النووي في شرح صحيح مسلم عن الماوردي ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه نبي، والثاني: ولي، والثالث: أنه من الملائكة، وهذا غريب باطل.
وقال ابن كثير: وهذا غريب جدا وذكر النووي أيضا عن الثعلبي المفسر: أن الخضر نبي معمر. (1)(2)
وقال الفخر الرازي: قال الأكثرون إن ذلك العبد كان نبيا (3)
(1) شرح صحيح مسلم للنووي 15/ 136، والبداية والنهاية 1/ 326.
(2)
شرح صحيح مسلم للنووي 15/ 136، والبداية والنهاية 1/ 326. ') ">
(3)
التفسير الكبير للرازي 21/ 148. ') ">
وقال ابن كثير: وقد دل سياق القصة على نبوته، وذكر عن الرماني الاستدلال على نبوته: من تواضع موسى له وتعظيمه، واتباعه في صورة مستفيد منه، فهذا دليل على أنه نبي مثله (1)
وقال أبو حيان في البحر المحيط: الجمهور على أن الخضر نبي وكان علمه معرفة بواطن قد أوحيت إليه، وعلم موسى الأحكام والفتيا بالظاهر (2)
وقال ابن عطية: قوله: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} يقتضي أن الخضر نبي وقد اختلف الناس فيه: فقيل هو نبي وقيل هو عبد صالح وليس بنبي (3) وقال ابن حجر في الإصابة: باب ما ورد في كونه نبيا: قال الله تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} وهذا ظاهره أنه فعله بأمر الله، والأصل عدم الواسطة، ويحتمل أن يكون بواسطة نبي آخر لم يذكر وهو بعيد، ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام، لأن ذلك لا يكون من غير النبي وحيا حتى يعمل به ما عمل من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق. . . وقال: ثم اختلف من قال إنه كان
(1) البداية والنهاية 1/ 328. ') ">
(2)
البحر المحيط 6/ 147. ') ">
(3)
المحرر الوجيز لابن عطية 10/ 440. ') ">
نبيا: هل كان مرسلا، فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه: أنه كان نبيا غير مرسل، وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب: أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له: ونصر هذا القول: أبو الحسن الرماني، ثم ابن الجوزي (1)
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: والعلماء مختلفون في الخضر: هل هو نبي، أو رسول، أو ولي، وقيل ملك، ولكنه يفهم من بعض الآيات: أن هذه الرحمة المذكورة هنا رحمة نبوة: وأن هذا العلم اللدني علم وحي، مع العلم بأن في الاستدلال بها على ذلك مناقشات معروفة عند العلماء. وقد ناقش الشنقيطي هذه الأدلة، وخلص إلى ثبوت نبوته (2)
وذكر الألوسي: أنه نبي عند الجمهور
الأدلة على نبوته:
أولا من القرآن:
1 -
قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} .
(1) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 1/ 430. ') ">
(2)
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي 4/ 158 وما بعدها. ') ">
2 -
قول موسى له: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} . . الآيات إلى قوله. . {حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} فلو كان وليا وليس بنبي لم يخاطبه موسى بهذا الخطاب ولم يرد على موسى بهذا الرد.
3 -
إقدام الخضر على قتل الغلام دليل على أن ذلك بوحي من الله لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يرى في ذهنه ويدور في خلده.
4 -
تصريح الخضر لموسى في نهاية القصة بقوله {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} فدل هذا على أنه بوحي من الله، وهذا دليل صريح على نبوته.
ثانيا من السنة:
1 -
قوله صلى الله عليه وسلم: «وددت أن موسى صبر، حتى يقص علينا من أمرهما» (1)
2 -
قول الخضر عليه السلام في سبب قتله للغلام كما ورد
(1) فتح الباري كتاب التفسير باب (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة) 8/ 422.