الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد. كحديث:«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد، فسمع كلاما من ورائه، فذهبوا ينظرون، فإذا هو الخضر» ، وحديث:«يلتقي الخضر وإلياس كل عام» . . . .
وحديث: «يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر» . . الحديث المفترى الطويل.
كما أشار إلى ضعف تلك الأحاديث: ابن الجوزي في كتابه الموضوعات، وابن كثير في البداية والنهاية، وفي تفسيره، وابن حجر في الزهر النضر، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة (1)
(1) لابن الجوزي 1/ 195، البداية والنهاية لابن كثير 1/ 334 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 416، الزهر النضر لابن حجر ص 101، واللآلئ المصنوعة للسيوطي 1/ 167.
المطلب الثاني: الذين قالوا ببقائه على قيد الحياة:
أما الذين قالوا بحياة الخضر وأنه باق حتى يقتل الدجال فاستدلوا بما يلي:
ما رواه الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نسي للخضر في أجله حتى يكذب الدجال) قال ابن كثير:
وهذا منقطع غريب، وقال ابن حجر: ورواد ضعيف، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما " (1) (2) ويروى عن الحسن البصري قال: وكل إلياس بالفيافي ووكل الخضر بالبحور، وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى، وإنهما يجتمعان في موسم كل عام (3).
وقال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: قال الأكثرون من العلماء: هو حي موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عند الصوفية، وأهل الصلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به، والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر (4).
وقال ابن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء الصالحين والعامة منهم، وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين (5)
(1) البداية والنهاية لابن كثير 1/ 326 والإصابة لابن حجر 1/ 433 والزهر النضر لابن حجر ص 101.
(2)
البداية والنهاية لابن كثير 1/ 326 والإصابة لابن حجر 1/ 433 والزهر النضر لابن حجر ص 101. ') ">
(3)
وقد ضعف ذلك: ابن حجر في الإصابة 1/ 422، والسخاوي: في المقاصد الحسنة ص 22، والعجلوني: في كشف الخفاء 1/ 49، وانظر الدر المنثور 5/ 434.
(4)
تهذيب الأسماء واللغات 1/ 262. ') ">
(5)
فتاوى ابن الصلاح ص28. ') ">
وقال ابن تيمية حول روايات رؤية الخضر: وعامة ما يحكى في هذا الباب من الحكايات: بعضها كذب، وبعضها بني على ظن رجل، مثل شخص رأى رجلا ظن أنه الخضر وقال: إنه الخضر، كما أن الرافضة ترى شخصا تظن أنه الإمام المنتظر المعصوم، أو تدعي ذلك (1)
وقال ابن الجوزي: فوا عجبا! ألهم فيه علامة يعرفونه بها؟ وهل يجوز لعاقل أن يلقى شخصا، فيقول له الشخص: أنا الخضر فيصدقه (2)
وقال أيضا: قد روي عن أهل الكتاب أنه شرب من ماء الحياة، ولا يوثق بقولهم (3)
وممن قال بحياة الخضر: القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: قال: ولا حجة في الحديث لمن استدل به على بطلان قول من يقول: إن الخضر حي لعموم قوله: «ما من نفس منفوسة» (4)؛ لأن العموم وإن كان مؤكد الاستغراق فليس نصا فيه، بل هو قابل للتخصيص، فكما لم يتناول عيسى عليه السلام، فإنه لم يمت
(1) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 27/ 101. ') ">
(2)
الموضوعات لابن الجوزي 1/ 197. ') ">
(3)
الموضوعات لابن الجوزي 1/ 199. ') ">
(4)
صحيح البخاري تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (4948)، صحيح مسلم الْقَدَرِ (2647)، سنن الترمذي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ (3344)، سنن أبي داود السُّنَّةِ (4694).
ولم يقتل فهو حي بنص القرآن ومعناه، ولا يتناول الدجال مع أنه حي بدليل حديث الجساسة (1) فكذلك لم يتناول الخضر عليه السلام وليس مشاهدا للناس، ولا ممن يخالطهم حتى يخطر ببالهم حالة مخاطبة بعضهم بعضا، فمثل هذا العموم لا يتناوله (2).
وقد رد الشنيطي في أضواء البيان قول القرطبي هذا بقوله: كلام القرطبي هذا: ظاهر السقوط كما لا يخفى على من له إلمام بعلوم الشرع، فإنه اعترف أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عام في كل نفس منفوسة عموما مؤكدا. .
ثم استمر بتفنيد قوله بحياة الخضر بأدلة من الكتاب والسنة والأصول المعتبرة (3)
والراجح والله أعلم: قول الذين قالوا بموت الخضر، لقوة أدلتهم، وضعف أدلة الفريق المثبت لحياته، فمن أقوى الأدلة على عدم
(1) قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال، وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنها دابة الأرض المذكورة في القرآن، صحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة باب قصة الجساسة 3/ 2261.
(2)
الجامع لأحكام القرآن 11/ 42. ') ">
(3)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 4/ 172. ') ">