الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأشار بالسبابة كلتا الصفتين صحتا عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما يده اليسرى فيضعها على فخذه اليسرى مبسوطة ممدودة أصابعها إلى القبلة، وإن شاء وضعها على ركبته، كلتا الصفتين صحتا عن النبي صلى الله عليه وسلم والله نسأل أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، والحمد لله رب العالمين ".
المبحث الرابع
جهة الإشارة بالسبابة
اختلف الفقهاء القائلون بمشروعية الإشارة بالسبابة، وهم جمهور أهل العلم، اختلفوا في وضع السبابة عند الإشارة بها، هل يوجهها إلى القبلة فتكون حركتها إلى أعلى وأسفل، أو يحنيها ذات اليمين فيكون حرفها قبالة وجهه، وتكون حركتها حينئذٍ يمينًا وشمالاً.
اختلفوا في ذلك إلى قولين:
القول الأول:
أنه يوجهها إلى جهة القبلة فتكون حركتها حينئذٍ أعلى وأسفل.
وهذا مذهب الجمهور (1) وقول عند المالكية. (2)(3)
(1) حاشية ابن عابدين، حاشية الطحطاوي (صـ 146)، مرقاة المفاتيح (2/ 575)، النجم الوهاج (2/ 159)، ومغني المحتاج (1/ 266)، ونهاية المحتاج (1/ 258)، كشاف القناع (2/ 356)، ومعونة أولي النهى (1/ 746).
(2)
تنوير المقالة (2/ 138)، وكفاية الطالب الرباني (1/ 358).
(3)
تنوير المقالة (2/ 138)، وكفاية الطالب الرباني (1/ 358). ') ">
القول الثاني:
أنه يجعل حرفها قبالة وجهه إلى جهة السماء، فيكون تحريكها يمينًا وشمالاً، وهذا هو المذهب عند المالكية (1)
الأدلة:
أدلة القول الأول
الدليل الأول:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يحرك الحصا بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف قال له عبد الله: لا تحرك الحصا وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال:«فوضع يده اليمنى على فخذه، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة، ورمى ببصره إليها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع» (2).
(1) شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 215)، وعقد الجواهر (1/ 105)، وتنوير المقالة (2/ 138)، والقوانين الفقهية (صـ 46)، وكفاية الطالب (1/ 358)، وجواهر الإكليل (1/ 52)، ومسالك الدلالة (صـ 51).
(2)
أخرجه النسائي 2/ 236. (كتاب التطبيق -باب موضع البصر في التشهد) وابن خزيمة 1/ 355 وابن حبان 5/ 273 وصححه ابن حبان، والألباني في تعليقه على سنن النسائي صـ 189.
وجه الاستدلال:
دل قوله (وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة) دلالة صريحة على أن السبابة توجه إلى القبلة أثناء الإشارة.
الدليل الثاني أثر ابن عمر رضي الله عنهما " أنه كان إذا صلى استقبل القبلة بكل شيء حتى بنعليه ".
دل الحديث بعمومه على مشروعية توجيه السبابة إلى القبلة، لأنها من جملة الإنسان.
ويناقش: بأنه حديث غير ثابت. (1)
الدليل الثالث: أن القبلة هي أشرف الجهات وأفضلها، فكان توجيه السبابة إليها أفضل لندب الشرع إليه.
قال ابن مفلح: ويتجه استقبال القبلة في كل طاعة إلا لدليل
دليل القول الثاني
يمكن أن يستدل لهم بالآتي:
1 -
حديث أبي نمير الخزاعي قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعًا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعًا أصبعه السبابة، قد حناها شيئًا» (2).
(1) أورده في معونة أولي النهى (1/ 746)، وعزاه للأثرم، ولم أعثر عليه. ') ">
(2)
أخرجه النسائي (صـ 206)[كتاب السهو، باب إحناء السبابة]، وأخرجه أبو داود (1/ 259)[كتاب الصلاة، باب الإشارة في التشهد]. وسكت عنه، وابن ماجه (1/ 295)[كتاب إقامة الصلاة، باب الإشارة في التشهد]، والبيهقي (2/ 131)، وابن خزيمة (1/ 355)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 216)، وابن عبد البر في التمهيد (4/ 391)، وصححه الألباني دون زيادة الإحناء.
وجه الاستدلال:
أن قوله: [قد حناها شيئًا] يدل على أن السبابة تحني، وإذا حنيت صار حرفها إلى السماء.
ويناقش من وجهين:
الأول: أن زيادة [قد حناها] فيها ضعف كما تقدم في تريج الحديث.
الثاني: أنه لا يلزم من الحني أن يحرف الجهة فيصح حنيها قليلاً (كالهلال) وهي موجهة للقبلة.
الدليل الثاني أن هذه الصفة أيسر في الوضع وأسهل في الحركة، فتكون أولى كالتورك.
الترجيح
الراجح في هذه المسألة هو القول الأول، إذ هو صريح في حديث ابن عمر وهو ظاهر النصوص الواردة في الإشارة وهو الموافق للأصل، وهو استقبال القبلة، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بها إلى غير القبلة لاشتهر ذلك وتنوقل بين الرواة.
والعلم عند الله تعالى.