الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بدعاء، وفيه:«وأسألك نعيما لا ينفذ» (1) أي: لا ينقضي، وكل نعيم فإنه سينقضي، إلا نعيم الآخرة، وهو نعيم الجنة {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} فقد تضمن هذا الدعاء سؤال الله الجنة.
(1) أخرجه النسائي في سننه، صفة الصلاة، 3/ 54 رقم 1305، وصححه الألباني.
المبحث الرابع- الأدعية المأثورة وعلاقتها بمقصد حفظ الدين من جانب العدم
.
ورد في الأدعية المأثورة ما يحفظ الدين من جانب العدم، وذلك بدرء ما يضره، ودفع المخاطر التي يتوقع أن تضر بالدين، وبيان ذلك في المطالب التالية:
المطلب الأول: طلب العبد أن يحفظه الله من الكفر والشرك
.
فإن من أعظم نواقض الإسلام الشرك بالله في القول أو العمل أو الاعتقاد، كدعاء غير الله، أو الذبح لغيره، أو التوكل على غيره في جلب نفع أو دفع ضر (1)(2) وقد ورد ذلك في أدعية مأثورة، منها:
(1) ينظر: فتح المجيد، لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ 159.
(2)
ينظر: فتح المجيد، لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ 159. ') ">
أ- الدعاء الوارد في قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} أي: لا تُمِلها عن الهدى والقصد، فتصرفها عن هداك بعد إذ وفقتنا للإيمان بمحكم كتابك ومتشابهه {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} أي: هب لنا من عندك توفيقا وثباتا للذي نحن عليه من الإقرار بمحكم كتابك ومتشابهه {إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} يعني: إنك تهب عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك (1)
ب- وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر وما يجرّ إليه، فكان يقول في دبر الصلاة:«اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر» (2) وهذا الحديث يتضمن توجيه المسلم إلى أن يعتصم بالله أن يحفظ عليه دينه، ويعصمه من الكفر والفقر؛ لأن الفقر ربما يكون سببًا إلى الكفر (3) ولا يعتصم ويلتجأ من جميع المخاوف والشدائد وتقلبات الأحوال إلا به سبحانه وتعالى
(1) ينظر: تفسير الطبري 3/ 187. ') ">
(2)
أخرجه النسائي في سننه، صفة الصلاة، باب التعوذ في دبر كل صلاة 3/ 73 رقم 1347، وصححه الألباني.
(3)
ينظر: دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، للقرضاوي 102. ') ">