الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشروعية ذلك لأمته " (1) وتربيتهم على الحذر منها، فقد تتزين للمسلم، وتغره وتنسيه الآخرة، فينبغي له الحذر من ذلك، وألاّ يأخذ منها زيادة على قدر الحاجة (2) وذكر بعض العلماء أن المراد بفتنة الدنيا الدجال؛ لأن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا (3)
و- ومن الأمور التي كان يستعيذ منها النبي صلى الله عليه وسلم –وبخاصة في السفر-: «الحَوْر بعد الكَوْر» (4)
والمراد: التجاء الداعي إلى الله ألاّ يرجع من زيادة إلى نقص، ومن استقامة إلى خلل، ومن صلاح إلى فساد، ومنه أيضًا الرجوع من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية
(1) فتح الباري، لابن حجر 13/ 44. ') ">
(2)
ينظر: تحفة الأحوذي، للمباركفوري 10/ 11. ') ">
(3)
ينظر: عمدة القاري، للعيني 23/ 7. ') ">
(4)
أخرجه الترمذي في سننه، الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافرا 5/ 497 رقم 3439، وصححه الألباني.
المطلب الثالث: الاستعاذة بالله من التكاسل عن فعل الطاعات أو التهاون بها
فإذا كانت الطاعات تزيد في إيمان المسلم وتقوي دينه، فإن التكاسل عن فعلها أو التهاون بها، مما ينقص الإيمان، ويخل بالدين،
وقد وردت أدعية كثيرة يستعيذ فيها المسلم بالله من أن يتسلط عليه الشيطان أو أعوانه فيجعلوه يتكاسل عن فعل الطاعات أو يتهاون في أدائها على الوجه المطلوب، ونحو ذلك مما قد يؤدي إلى عدم قبول الطاعات، ومن هذه الأدعية:
أ- ورد من استعاذته صلى الله عليه وسلم بالله من كل ما يمنع من أداء الطاعات، فكان كثيرًا ما يقول:«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال» (1)؛ لأن العبد قد يعجز عن القيام بالطاعات، ويتكاسل عن صالح الأعمال مع القدرة عليها؛ إيثارا لراحة البدن، أو يجبن عنها، فالتجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله في أن يكفيه شر هذه الأدواء ونحوها (2)
ب- ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: «رب أعنِّي ولا تُعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني، ويسّر هداي إليّ» (3) الحديث
ومعنى "أعني": وفقني لطاعتك وحسن عبادتك، "ولا تُعن علي" أي: تَغلب عليَّ من يمنعني من طاعتك من شياطين الإنس والجن،
(1) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من غزا بصبي للخدمة 5/ 2069 رقم 5109.
(2)
ينظر: 6/ 36، عمدة القاري، للعيني 14/ 119، فقه الأدعية والأذكار، للبدر 2/ 43.
(3)
أخرجه أبو داود في سننه، سجود القرآن، باب ما يقول الرجل إذا سلم 1/ 474 رقم 1510، وصححه الألباني.