الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم (1)؛ لأن كل عمل غير متقبل إتعاب للنفس في غير طائل (2) ولذلك شرع للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء إذا أصبح؛ ليستقبل به يومه.
وعلى المسلم أن يحمد الله تعالى على أن هداه إلى الإيمان والعمل الصالح، ووفقه إلى الاستقامة، كما ذكر الله حمد أهل الجنة حين يدخلونها:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} أي: لولا أن وفَّقنا وأرشدنا لهذا الجزاء العظيم وهو الخلود في الجنة، والمراد الهداية إلى أسبابه، وهي الإيمان والعمل الصالح في الدنيا
(1) ينظر: فقه الأدعية والأذكار، للبدر 2/ 43. ') ">
(2)
ينظر: نيل الأوطار، للشوكاني 2/ 350. ') ">
المطلب الرابع: الدعاء بأن يكون من الدعاة إلى الدين
.
إن في الدعوة (1) إلى الدين تثبيتا له، وبيانا لحقائقه وأحكامه العادلة، ولا يمكن حفظ الدين بدون الدعوة إليه، وبيان لمحاسنه، وتوضيح لأحكامه وآدابه، وكشف الشبهات عنه؛ لذا كانت الدعوة إلى
(1) الدعوة: تبليغ الإسلام للناس، وتعليمه إياهم، وتطبيقه في واقع الحياة. المدخل إلى علم الدعوة، د. محمد أبو الفتح البيانوني 17.
الله من أعظم الوسائل وأنفعها لحفظ الدين (1)(2) ومن الأدعية الواردة التي تتصل بهذه الشعيرة:
أ- ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بدعاء، وفيه:«واجعلنا هداة مهديين» (3)
فقد وصف الهداة بالمهديين أو المهتدين؛ لأن الهادي إذا لم يكن مهتديا في نفسه لم يصح أن يكون هاديا لغيره؛ لأنه يوقع الناس في الضلال من حيث لا يشعر، وكمال العبد يحصل بمعرفته بالحق، واتباعه له، وتعليمه للناس وإرشادهم إليه (4)
ب- والدعوة إلى دين الله من أعظم الطاعات، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فتتناولها الأدعية الواردة في الطاعة، كما يمكن أن تتناولها الأدعية الواردة في طلب الهداية (5) ومن ذلك الدعاء في قوله تعالى:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أي: طريق
(1) ينظر: مقاصد الشريعة الإسلامية، لليوبي 199.
(2)
ينظر: مقاصد الشريعة الإسلامية، لليوبي 199. ') ">
(3)
أخرجه أحمد في مسنده 4/ 264 رقم 18351، وصححه الأرناؤوط.
(4)
ينظر: فيض القدير، للمناوي 2/ 146، إغاثة اللهفان، لابن القيم 1/ 28. ') ">
(5)
ينظر: ص 22. ') ">