الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأكرم به من سائح رائد وفاحص مدقق!!!
ثم سرد أسماء بعض الأعلام من مدن ورجال فقال في أسماء المدن: نيفار والأصح نفر؛ وأبي هبة أو لبيار والأصح أبو حبة أو سبارة؛ وبرز والأصح برس والخمر والأصح والخضر؛ ولرسام والأصح ولارسا؛ ومغير والأصح (والمقير) بتشديد الياء. إلى آخر ما هناك من أغلاط الأسماء. - وذكر بين أعلام الرجال: نجيب أفندي شيحا وقال عنه أنه (نسيب حبيب أفندي شيحا) والحال أنه ابنه. وهو لم يكن في بغداد لما كان حضرته فيها. بل كان قد غاب عنها قبل بضع سنين ولم يأتها بعد ذلك فكيف ذكره بأنه (حظي بمعرفته) كما قال. فهذا من أغرب الغرائب، بل من خوارق العجائب.
هذا مجمل ما رأيناه من الأوهام في رحلة الأب لويس شيخو اليسوعي إلى بغداد فقط. فما القول في الرحلة كلها؟ بل وما القول في ما يكتب عن تواريخ الأجيال المنقرضة والقرون الخالية؟ وما عسى أن تكون منزلة ما يكتبه مثلا عن قبائل العرب وما يتعلق بأديانهم؟ فلا جرم أن الأغلاط تكال حينئذ كيلا ولا تقال قولا. وبهذا القدر كفاية لمن يريد أن يقف على مكانة مؤلفات حضرة الأب ونحن لم نتعرض لما في عبارته من الأغلاط الجمة التي تزيد كلامه غموضاً وخفاءً لأن ذلك يجرنا إلى تطويل أذيال المقال، إلى ما لا يسعنا فيه المجال. فاكتفينا بالإشارة إذ (إن اللبيب من الإشارة يفهم)
فوائد لغوية
زقنبوت!
سألنا أحدهم: ما معنى زقنبوت ومن أي لغة هي؟
قلنا: هذه اللفظة كثيرة الشيوع على ألسنة العوام وضبطها بفتح الزاي وسكون القاف وفتح النون وضم الباء بعدها واو ساكنة ثم ياء مبسوطة ويقولونها للآكل إذا دعوا عليه. وإذا عطفوا عليها مرادفا قالوا: زقوم. أما
معنى زقوم فمشهور وقد ذكره اللغويون في كتبهم فلتراجع للفظة في مظانها. وأما زقنبوت فلم يذكرها. وقد ذهب الأدباء في معانيها مذاهب شتى فمنهم من قال إنها مصحفة عن (ذق نبوت) والنبوت بلسان الشاميين هو الدبوس (أو الطبوس) بلسان أهل بغداد فيكون محصلها: (ذق أو كل خشبة) وقد اشتقوا منها فعلاً فقالوا: زقنبه (فتزقنب) أي أطعمه طعاماً سيئ المغبة فأكله فتضرر منه. لكني سمعت بعض الأعراب من أهل البادية يقول: الزقنبوت دويبة إذا وقعت في العشب الذي تأكله نفختها أو سممتها وربما قتلتها وسمعت كردياً يقول الزقنبوت تسمى عندنا الزقنبورت (بياء مثلثة فارسية وواو ساكنة ثم راء ساكنة) هي دوبية كالخنفسة الصغيرة تكون في العشب فإذا أكلته الدواب سممتها. وجاء في كتاب الهدية الحميدية، في اللغة الكردية، تأليف الشيخ يوسف ضياء الدين باشا الخالدي المطبوع في الآستانة سنة 1310 ص 129: زقنبورت. يقال (زقنبورت خوار) أي أكل لا هنيئاً ولا مريئا. قلنا: واسم هذه الدويبة بالفرنجية الفصيحة وباللغة العامية وهي من رتبة الغمدية الأجنحة الخماسية المفاصل من فصيلة المسننة القرون وهي رأس قبيلة (الزقانب) وهذه الهوام لا تستطيع القفز لأن قوائمها قصيرة ولها عيون ملوزة. وهذا الجنس يشمل نحو 150 نوعاً وهي كثيرة الوجود في ولاية بغداد والبصرة والموصل لاسيما في البصرة فإنها أكثر وألوانها حارة زاهية متموجة وقد سميت بهذا الاسم الإفرنجي (ومعناه نافخة البقر من اليونانية لأنهم توهموا فيها ما قاله بلينوس عنها (في 4: 30) إنها تنفخ بطون البقر عند ابتلاعها إياها في مراعيها. لكنهم عرفوا اليوم أن التي يشير إليها بلينوس المذكور هي من جنس المحرقة على الأرجح. - ومن هذا كله يظهر أن معنى زقنبوت: عسى أن يكون أكلك هذا سبباً لموتك! ولهذا تسمعهم يقولون أيضا: (سم وزقنبوت) أو (وجع وسم وزقنبوت) أو (زقنبوت وموت) وكان فصحاء العرب
يقولون في هذا المعنى: أغصك الله وأشجاك! وكل ذلك لا يليق أن يتلفظ به الأدباء. . وكفى ردعاً للعاقل أن يقال أن هذه العبارات من كلام القليلي الأدب!