الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأسوائه للنفس يستجلب الأسى
…
ويرمي بهن الدهر ظلماً وينقم
ولو أنصف الإنسان ما راح مسنداً
…
إلى الدهر جرماً وهو لا الدهر مجرم
ولو مثلما قد قيل للدهر سطوة
…
على المرء تقضي بالشقاء وتحكم
لما عاش إنسان بأرغد عيشة
…
على رغم دهر بالغنى يتنعم
ولو لم يقاوِ الدهر جزءُ اختيارنا
…
لما بعث الله رسولاً يعلم
فما الدهر إلا مسرح وفعالنا
…
تمثل فيه ما نرى وتجسم
أرى المرء يشقيه قبيح فعاله
…
ويسعده حسن الفعال ويكرم
ولكن أبى الإنسان إلا تحاملاً
…
على الدهر فيما قد جنى حين يندم
وذلك طبع راسخ في وجوده
…
مدى العمر لا يبلى ولا يتصرم
إبراهيم منيب الباججي
العريسات وأم الغراف
-
كتب إلينا من النجف حضرة الشيخ العلامة محمد رضا أفندي الشبيبي ما هذا نصه: وقفنا على طرف من أخبار العريسات أخذناه عن قطاع تلك الفلوات وطلاع تلك الثنيات فقد رووا لنا أن العريسات موضع على 8 ساعات من النجف غرباً. وإنه جسيم بناء تحت الأرض ينفذ إليه الداخل من نفق طويل مظلم ينتهي بأبنية متعددة مختلفة. وهناك مسالك كثيرة أشبه شيء بالجواد إلى غير ذلك مما يطول شرحه. وقد ذكروا أن من يريد الوقوف عليه وقوفاً تاماً تلزمه الإقامة فيه لا أقل من يومين، لا يرى فيها نور الشمس ولا يستغني سالك هذه الطريق المؤدية إليه عن إدلاء وخفراء يصحبونه
هذا قليل من كثير من أحوال هذا الأثر الكبير. اهـ
وقد سألنا حضرة المستشرق الأديب لويس ماسنيون عن العريسات وعن رأيه فيها فقال: (إني لا أستطيع أن أبت رأياً بدون أن أشاهدها فلعلها تشبه (أم الغراف) التي كتبت عنها في رحلتي إلى العراق. فراجعها هناك لتقابل بين الموضعين.) فراجعنا ما رواه عن أم الغراف فإذا هو يقول:
(لما وصلت أم الغراف رأيتني أمام أجراف قائمة فيها خروق متتالية على عرض الأجراف وكل ثقب يبعد عن أخيه قراب 10 أمتار على علو ونصف قامة الإنسان فوق سطح الحضيض. - ولما صعدت التلعة ودخلت في نقب من تلك الانقاب تحققت أن مدخلها مستطيل أو قائم الزوايا تفضي إلى دهاليز هي دهاليز للموتى أو دهاليز قبور. وكلها متشابهة كأنها أفرغت في قالب واحد. ودونك وصفها:
1: مدخلها فوهة قائمة الزوايا ارتفاعها متر و60 سنتيمتراً وهي مفتوحة على نصف طول قامة الإنسان فتحاً ينظر إلى الجرف القائم.
2: وقبيل الفوهة بئر من آبار الموتى في سطحه أمت يفاجئك مفاجأة تكسيره متر و50 سنتيمتراً ويبلغ قطره من متر و50 سنتيمتراً إلى مترين.
3: وبين يدي ذلك دهليزان أو ثلاثة دهاليز تتقاطع ارتفاع كل دهليز من متر و20 سنتيمتراً إلى متر و60 سنتيمتراً تقريباً. وهو يؤدي إلى آبار تشابه البئر الأولى وذلك على
بعد نحو مترين آخرين من الدهليز.
ولهذه الدهاليز حروف حادة.
وإن سألتني عن تاريخ هذه المدافن قلت: إني لم أر هناك عظاماً في البئرين اللتين نظرت فيها نظراً غير بعيد. ولم أجد هناك شقفاً أو خزفاً إلا قطعة واحدة، ولعلها نقلت إلى ذلك الموطن نقلها إليه بعض المتجولين أو الأفاقين.
إن البدو قد نهبوا ما في تلك المقابر وقد فضوا عدة كل بئر باحثين عن كنوز ظنوا أنها فيها.
إنه وإن لم يك هناك ما يرشدني إلى ضالتي فإني أميل إلى أن أجمع بين هذه المدافن وبين مدافن البحرين التي ينبش فيها الآن أثريون من الإنكليز (يكتب المؤلف كلامه هذا في 15 نيسان 1908)
إن نظام الآبار والفوهات التي وصفناها فويق هذا تبين لي أنها تشبه كل الشبه نظام ما رآه في البحرين سنة 1907 حضرة الدكتور جون استروب من جامعة كوبنهاغ.
أما معضلة تاريخها فأنها تبقى في نظري أعقد من ذنب الضب على أني لا أؤكد أن مدافن أم الغراف بقيت مقابر تدفن فيها الموتى إلى عهد فتوحات الإسلام لكني أرى أنه غير مناسب الآن أن يعين لهذه المدافن التاريخ الذي يؤرخ به بعضهم مدافن البحرين (الفنيقية؟ قبل أن يهاجروا إلى فنيقية إلى ما وراء الألف الثاني من الميلاد؟) اهـ كلام الباحث المستشرق.
ونحن ننتظر من أبناء هذه الديار أن يبحثوا عن هذين الموطنين القديمين بل الواغلين في القدم بحثاً نعما لكي يساعدوا علماء الغرب على إماطة اللثام الذي يستر حقيقتها وتاريخ إنشائهما والله المعين على كل حال وفي كل حين.