الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن عفان اقطعت الأشعث بن قيس الكندي؛ وكان لمحمد بن الأشعث فيها قصر فخيم على عهد الدولة الأموية؛ وبقيت كذلك وهي تقارع الدهر والدهر يقارعها؛ تارة تغلبه؛ وأخرى يغلبها؛ حتى أدركت في أواخر عمرها أوائل الدولة العباسية؛ فتوالت عليها المصائب في أواسط الدولة العباسية وما زالت في نزاع واحتضار حتى فاضت نفسها وأصبحت أثراً بعد عين في القرن الرابع للهجرة؛ فبعثت يد الزمان برسومها ولم يبق منها اليوم إلا تلك الأطلال الدارسة؛ والآثار الطامسة التي أشرنا إليها في النبذة السابقة؛ ومع ذلك فإن تلك الأنقاض تنطق بما كان لها في العهد العهيد من الشان الخطير والعمران الذي ليس له نظير، وربك
على كل شيء قدير.
إبراهيم حلمي
أبو الفتوح الشيخ إبراهيم السويدي
-
هو أبو الفتوح إبراهيم بن الشيخ عبد الله السويدي أخو الشيخ المتقدم ذكره ولد في بغداد سنة 1146هـ - 1733م واخذ العلم عن والده وعن الشيخ فصيح الهندي وغيره قال عثمان أفندي العمري في كتابه الروض النضر ما نصه: (. . هو ذو الأدب الجسيم والكمال الرائق الذي يهزأ بالنسيم. . . نارت به نجوم الفضائل وشموسها ودانت لمعاليه أرواحها ونفوسها. . . فمما أثبتت له الأيام قوله هذين البيتين وقد أرسلهما إلي على ظهر كتاب).
ذا شريف بلثم أقدام من قد
…
فاق الأقران بالتقى عثمانا
فهو كالجلد بالتفرد نذل
…
وشريف إن صاحب القرآنا
وسافر إلى بلاد الهند وجعلها دار أقامته إلى أن توفي فيها وله من الكتب كتاب البدائع في الأدب ورسائل في الحديث.
5 -
أخوه أبو المحامد الشيخ احمد السويدي
-
هو أبو المحامد احمد بن عبد الله السويدي ولد في بغداد سنة 1153هـ - 1740م واخذ العلم عن والده والشيخ فصيح الهندي والشيخ عبد الله الهيتي والشيخ محمود الكردي وغيرهم. كان كثير الحياء سالكاً طريق السلف رادعاً لأهل البدع والرياء له من الكتب كتاب الصاعقة المحرقة في الرد على أهل الزندقة وشرح بانت سعاد وحاشية على شرح الأزهرية ورسالة لطيفة في علم التصوف وله شعر ونثر فمن شعره في وصف أيام الربيع.
هذا الحمى برجاله ونسائه
…
وربيعه وعبيره وسنائه
قم فاجتلِ زهر السرور بروضه
…
وأفض علينا الراح بين فضائه
فالدهر يرفل في مروط زبرجد
…
والغيم مد عليه فضل ردائه
والطل يقطر في الرياض دموعه
…
والروض يضحك في خلال بكائه
ومنه قوله الليل والكواكب من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم
لقد جد وجدي يا سعاد فاسعدي
…
وطالت عهودي بالوصال فجددي
فللله كم من ليلة نابغية
…
بها بت ذا سهد بليلة انقد
كأَن نجوم الأفق سمط وبعضه
…
نضيد ومنه البعض غير منضد
كان ضياء البدر عند مغيبه
…
على الأرض سحق من قراضة عسجد
كان الدجى مذجن واسود جنحه
…
على ساحة الغبراء عثير أثمد
كان مبادي الصبح والليل حالك
…
بشارة عيسى للأنام بأحمد
وقد توفي في بغداد سنة 1210هـ - 1795م ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.
6 -
أبو المعالي الشيخ علي السويدي
-
هو أبو المعالي علي بن محمد سعيد بن عبد الله السويدي كان اعلم أهل زمانه بالحديث وسائر العلوم وكان يحفظ عشرين ألف حديث من كتب الصحاح الستة وكان خطيباً مصقعاً قال الشهاب الالوسي في (غرائب الاغتراب)(والمجموعة الوسطى) (. . . كان الشيخ المشار إليه. . . لأهل السنة برهاناً وللعلماء المحدثين سلطاناً ما رأَيت اكثر منه حفظاً ولا أعذب منه لفظاً ولا احسن منه وعظاً ولا افصح منه لساناً ولا أوضح منه بياناً. . . ولا أكبر منه بمعرفة الرجال علماً. . . ولقد مضت لي معه أيام كرعت فيها من حميا مجالسه أهنا مدام. . . وقد كان في مبدأ طلبي وأوان صلاحيتي لمجالسة أمثاله. . . قاطناً في دمشق الشام. . . وكانت تفد أخباره على مسامعي حتى لقيته. . . وقرأُت عليه نخبة شرح الفكر في مصطلح أهل الأثر. . . ونال مزيد القرب عند الوزير سليمان باشا الصغير حتى انه لم يصدر إلَاّ عن رأُيه ويرى إرشاد غيره عين غيه فلم يتغير عن أخلاقه الحسان وحسن معاملته للعوام والأقران. . . ثم انه لم يبق إلَاّ القليل حتى عزم على الرحيل وقصد الرجوع إلى الشام. . . فلم تمض مدة حتى قطفت يد الأجل نواره وأطفأت ريح المنية أنواره فتوفي ليلة الخميس 27 رجب سنة 1237هـ - 1821م. .
ثم غسل وكفن وبقي إلى الصباح فصلي عليه ودفن في سفح جبل قاسيون. . . اهـ
قد رثاه جماعة من فضلاء زمانه منهم ابن عمه الشيخ محمد سعيد ابن الشيخ احمد وقد أرخ وفاته بقوله منها:
مذ وسد اللحد نادانا مؤرخه
…
أن المدارس تبكي عند فقد علي
ومنهم الشيخ علي الأمين رثاه بقصيدة رنانة عدد أبياتها 41 بيتاً والشيخ علي المكي بقصيدة عدد أبياتها 29 بيتاً وغيرهم وقد اخذ العلم عن والده وعن عمه الشيخ عبد الرحمن وعليه تخرج وله من الكتب العقد الثمين في العقائد وقد طبع في مصر سنة 1325هـ وذخر المعاد في معارضة بانت سعاد تخميس قصيدة البوصيري مطلعها (يا غافلاً عزه وعد وتسويل) وشرح المناوي الصغير ورسالة في الحضاب ورسالة لطيفة في شرح قول بعض الآجلة
(طه النبي تكونت من نوره
…
كل البرية ثم لو ترك القطا)
وله نظم رقيق ونثر بليغ فمن شعره وقوله في وصف أهل زمانه.
يا نفس كم لا تعبئين بحال
…
هلا اتعظت بفرقة الأمثال
هذا الشباب تصرمت أيامه
…
واتى المشيب يميل للترحال
ذهب الزمان بأهله وتخلفت
…
إخلاف سوء عادمو أفضال
بئس الخلائف هم ولا ذكرى لهم
…
أشباح أهواء ومحض خيال
أخلاقهم نقض العهود ودأُبهم
…
خلف الوعود وزخرف الأقوال
لا يعرفون وداد من صافاهم
…
ويرون ذلك شعبةً لضلال