الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في هذا الباب وأن كان للقارئ شيء يزيد على هذا القدر فليتحفنا به ونحن
له من الشاكرين.
سرعة عمران عبادان
اطلع كثيرون على مقالتنا التي أدرجناها في الجزء الرابع من السنة الأولى من لغة العرب (1: 121 - 129) فنقلتها بعض الجرائد الشامية والمصرية وترجمتها أيضاً بعض الصحف والمجلات الإفرنجية. ثم طلب إلينا بعض القراء أن نزيدهم علماً فيما حدث بعد تلك المقالة، وأي مبلغ بلغ عمران تلك المدينة الحديثة، وهل نبع الزيت الحجري أم لا، وكم يبلغ مقداره في اليوم. فالقينا هذا السؤال على أحد مخبرينا أبناء العرب النبهاء فكتب إلينا ما يأتي:
أن اقتراحكم علي صعب التحقيق، والسبب هو: لأن الإنكليز أصحاب الأمر في عبادان يمنعون منعا باتا كل من يريد دخولها من أجانب ووطنيين من نقلة الأخبار. فقد حاول الدخول خمسة من الإنكليز قبل شهرين فردوا على أعقابهم خائبين لا يلوون على شيء. وحاول آخرون رشو بعض الحرس فلم يفلحوا وعادوا بخفي حنين. ولهذا اصبح الوقوف على ما يجري هناك اعز من جبهة الأسد. على أن الدخول مباح لكل رجل أمي لا يحسن القراءة والكتابة أو بيده رخصة من مدير محل ستريك سكوت وشركائهما في المحمرة وبالإنكليزية وأما الموظفون أو المشتغلون بإشعال المدينة وعمرانها على نفقة الشركة فهؤلاء يدخلون ويخرجون متى يشاءون. ولا يحق لهم أن يكتبوا شيئاً أو يبوحوا بسر من أسرار عمران الحاضرة أن كتابة وأن مشافهة. وإذا كان الموظفون من الإنكليز فهم يبدلون مرة في كل ثلاثة أعوام، وإذا رجعوا إلى أوطانهم وخرجوا من وظائف الشركة لا يجوز لهم نشر شيء مما علموه. وألا تقام عليهم الدعوى ويحاكمون. أما أنا فقد نكرت زيي ودخلت المدينة دخول عامل أمي يطلب رزقه بعرق جبينه فكانت هذه الواسطة سبب نجاحي وفوزي بمرامي.
وبعد هذا التمهيد أقول: إن أدوات المسرة (التلفون) والإبراق (التلغراف) قد تمت اليوم؛ وقد ربطت بها جميع المقامات والمراكز والمدن التي فيها محلات أو أشغال الشركة. وزيادة على ذلك تنور اليوم تلك الحاضرة الجديدة بالكهربائية البديعة الضياء حتى أن الليل فيها يشبه النهار.
ولا تظن أن العمران قد بلغ اليوم أقصاه هناك ولم يبق مجال للإيغال فيه؛ بل بالعكس فأن البواخر البحرية لا زالت تتردد إليها وتنقل أنواع الأدوات والعروض والبضائع والأموال؛ منها للبناء، ومنها للبيع، وبعضها للاتجار، وغيرها طلباً لرغد ورفاهية المتوظفين وجميع
الإنكليز الموجودين هناك.
ومن جملة ما نقلته البواخر البحرية الأخيرة قطع من الحديد تدخل في الأبنية وفي تركيب الآلات الضخمة الراجعة إلى معامل الزيت الحجري وتصفيته وترويقه الخ؛ ومنها مراجل أو خلاقين من حديد هائلة العظم، وزن كل اثنين منها 31 طناً وعددها 30 مرجلاً فيكون وزنها جميعاً 930 طناً. وقد ادخلوا في عبادان جميع مستحدثات الحضارة حتى المطيرة وأول من ركبها وطار بها المستر ريتشي وبعد أن حلق بها لم يحسن تسيير آلتها المحركة، فهوت به فجأة إلى الأرض واوثى، إلا أن راكبها لم يصب بأذى وقد كتب فجلب مطيرة ثانية بدلاً من الأول فنجح في سعيه.
وأما مقدار النفط أو الزيت الحجري الذي ينبع من الارض، ويستخرج من منبعه فلا يعرف على التحقيق، لأن الباخرة (سلطان فأن التي رست في عبادان في شهر أيار شحنت ثلاثة آلاف طن من هذا السائل في يوم واحد، وكان الشحن على هذا الوجه وهو: تركب أنبوبة تجمع بين منبع النفط وداخل الباخرة فكان السائل يجري جرياناً متصلاً إلى أن أخذت الباخرة ما يمكنها حمله فأقلعت في اليوم عينه متجهة نحو جاوة.
ثم جاءتها في ذلك الشهر باخرة منهلا وشحنت ألف طن من النفط (وهو الزيت الحجري قبل أن يصفى) ونقلته إلى رانكون في الهند؛ ثم أقبلت بعدها باخرة (جلنار) من سفن شركة لنج التي تسير على دجلة من
البصرة إلى بغداد ونقلت مرتين 107 براميل ضخمة من هذا النفط ثم جاءت عدة سفن شراعية لتتزود ما يحتاج إليه (جلنار) من هذه المادة.
وإذا أردت أن تعلم الآن ما هناك من الأبنية والمعاهد التي أقيمت لاستخراج النفط والزيت الحجري وما جلب له من الأدوات والسفن والآلات وما هيئ له من المعدات، فدونك أسماءها بالعربية والإنكليزية:
أنابيب يجري فيها
(الدوبة بلسان العراق هي السفينة الجنيب عند الفصحاء)
للمراجل أو الخلاقين الكبيرة 1، 2، 3، 1 2 3محل للمراجل مع 3 لتصفية زيت لتصفية زيت الاستصباح مع دار فيها متعددة الحمالين. والحي يشمل عدة خطوط وهي عشرة اليوم وفيكل خط عشر حجر ولكل حمال حجرة. فيها منزفة للزيت غير (قاطرة صغيرة) التصوير لتصفية - للأشغال أو صغيرة وسفن -
(جنيبة) لجر الزيت مع دار القوى القوى (إسطبل أو آخور) كبار أحواض 1 3 4خمسة أحواض كبار 4 5 6 7 مسمرة (تلفون) ماء (وهو بناء موقت) لصناديق الصفيح (التنك) الماء ومحلات ميناء عبادان فقد اصبح من احسن موانئ خليج فارس وأمنها والآن لا يدع الإنكليز أن يرسو فيه ألا البواخر التي تنقل إلى عبادان ما يفيد أشغالها الخاصة بالزيت الحجري وبالعملة الذين يشتغلون به. فقد جاءها في شهر شباط مركب غريكوي وقد نقل حدائد تركب منها دوبة (جنيبة) حملها ألف طن. وقد ركبت قطعها في عبادان.
وجاءها في شهر آذار مركب (أداليا وكان قد نقل إليها مائتي ألف صندوق خشب للنفط.
وجاءها في ذلك الشهر أيضاً مركب وكان محموله عشرين ألف صندوق صفيح (تنك) وفي كل صندوق عشر قطع من الصفيح.