الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما قتل الشيخ احمد بن ثاني سنة 1323هـ - 1905م في أثناء القنص وكان سبب قتله ظنه في الأسرة نفسها وكان الشيخ القتيل يستوفي هو بذاته زكاة العشيرة إذ كانت من جملة العشائر الخاضعة له لم تحد عن خضوعها للشيخ الذي وليه بل ثبتت منقادة له بينما كانت تستطيع أن تفلت من أيديه. إلا أنه وقع في سنة 1328 حادث أوجب الشيخ أن يؤدب العشيرة (هكذا روى الخبر) فكان من نتيجة ذلك أن أمر بزيادة الزكاة أو الرسوم المضروبة هناك. فضجرت العشيرة من تلك المعاملة وظعنت إلى (الجبيل)(بالتصغير) وهي جزيرة أو شبه جزيرة قريبة من قطر لا تبعد كثيراً عن البحرين وهي على بعد بضع ساعات من كلا البلدين. وقد آلو على أنفسهم أن يعتمدوا عليها وينشئوا بين ظهرانيهم أمارة يقلدون أمرها أميراً يدبرهم ويكون سيدهم ويجعلون بيديه الحل والربط ففعلوا. ثم اخذوا يعنون بشؤون المعيشة بحيث أنهم يستغنون عمن ليس من قومهم فجمعوا أموالهم وسفنهم والتف بعضهم على بعض وتكاتفوا كل التكاتف فكان مجموع سفنهم في عام أول مائة.
ولا يخفى أن في السنة الماضية قد عالج الغياصة من لم يزاولها إلى ذلك العهد. فانهال عليها العرب من كل حدب وصوب أي من الاحساء ونجد والعارض والقصيم. فضلا عن الزبير والبصرة فإن غاصتها زادوا عدداً عن السنين السابقة حتى أن من ينعم النظر في عدد الغواص وعدد سفنهم لا يصدق بما يقال. على أن الحقيقة هي كما تسمع بها هذا ما اعرفه عن بلدة البوعينين وعن منشئها وأخبارها وعن مبدأ أمر القبيلة وعسى أني لم أخطئ في ما ذكرته والله اعلم.
سليمان الدخيل صاحب جريدة الرياض
الضرب على النحاس في أبان الخسوف
الضرب على الطاسات عادة قديمة في العراق ولا سيما في ديار فارس. وقد
أنكر بعض كتاب مجلة لغة العرب نسبة هذه العادة إلى حادث تاريخي فجئت بهذه الأسطر أؤيد ما كتبته سابقاً في هذا المعنى (311: 2) نقلاً عن الكتبة الأقدمين وهو ما أشرت إليه بوجه الأجمال هناك فأقول:
ذكر المولى محمد المحبي صاحب خلاصة الأثر، في أعيان القرن الحادي عشر، في الجزء الثالث من تصنيفه في ترجمة ابن الصغير عمر بن محمد ما انشد إليه البديعي قوله:. . .
دقوا بطاساتهم لما رأوه بدا
…
توهما أن بدر التم قد كفا
قال: وهو معنى حسن تصرف فيه واصله ما اشتهر في بلاد العجم أن القمر إذا خسف يضربون على الطاسات وباقي النحاس حتى يرتفع الصوت زاعمين بذلك أنه يكون سبباً لجلاء الخسوف وظهور الضوء هكذا قاله بعض الأدباء والذي يعول عليه في اصله أن هلاكو لما قبض على النصير الطوسي وأمر بقتله لأخباره ببعض المغيبات قال له النصير: في الليلة الفلانية، في الوقت الفلاني، يخسف القمر. فقال هلاكو: احبسوه إن صدق أطلقناه واحسنا إليه وإن كذب قتلناه فحبس إلى الليلة المذكورة. فخسف القمر خسوفا بالغاً. وأتفق أن هلاكو غلب عليه السكر تلك الليلة فنام ولم يجسر أحد على إيقاظه. فقيل للنصير ذلك. فقال: إن لم ير القمر بعينيه أصبح مقتولاً لا محالة وفكر ساعة ثم قال للمغول: دقوا على الطاسات وإلا يذهب قمركم إلى القيامة فشرع كل واحد يدق على طاسه فعظمت الغوغاء فانتبه هلاكو بهذه الحيلة ورأى القمر قد خسف فصدقه وبقي ذلك إلى يومنا هذا. المراد من إيراده وهناك ذكر شاهد آخر يؤيد هذا الخبر لا محل لإيراده هنا.
وفي روضة الصفا التاريخ الفارسي في ذكر فتح هلاكو بغداد ما يقرب من هذه الحكاية.
قلنا: وأنت تعلم أن نصير الدين الطوسي توفي في مراغة سنة 675هـ - 1276م وتوفي هولاكو سنة 664هـ - 1265م فتكون العادة إذاً قديمة.
وفي ديوان أبي بكر العمري ذكر خبر يؤيد وجود مثل هذه العادة في دمشق الشام وقد ارتجل أحدهم أبياتاً منها هذا البيت: