الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 18
السويديون
السويديون أسرة شريفة كريمة عريقة الفضل والنسب والعلم والأدب نبغ منها رجال مبرزون في فنون المعارف والآداب العربية في عصور مختلفة وقد صنفوا التصانيف المفيدة والتآليف العديدة فأفادوا من جاء بعدهم ببعضها إن لم يكن بجميعها كما استفادوا هم من الذين قبلهم.
السويديون عباسيو النسب شافعيو المذهب بغداديو المنشأ والتربية والآداب والتحصيل أولاً وأخراً.
نشأ أباء السويديين الأولون في بغداد على ما ذكروه في نسبهم وهم الخلفاء مثل محمد الأمين وهارون الرشيد ومحمد المهدي وعبد الله المنصور ثم لما انتقلت الخلافة إلى سامراء بانتقال المعتصم إليها وبنى المتوكل فيها قصوره في الجعفري أو الجعفرية فانتقل إليها قطن أباء السويديين منذ ذلك الحين الدور التي هي قرب الجعفريّ أو الجعفرية وما زالوا فيها حتى أواخر القرن العاشر من الهجرة وأول رجل منهم وصلنا خبره في بغداد هو
ناصر الدين الجد الثالث للشيخ عبد الله السويدي ولم تزل أسرة السويديين تقطن الكرخ الجانب الغربي من بغداد حتى يومنا هذا. أما الاسم الذي نبه به ذكر السويديين فهو عبد الله بن حسين بن مرعي بن الشيخ ناصر الدين وأن كان قد نبغ بعد عبد الله من هو اعلم منه بكثير مثل الشيخ علي ومثل الشيخ عبد الرحمن. - وسنأتي على ترجمتها في هذه العجالة إن شاء الله تعالى. - ولكن الفضل للمتقدم.
هذا وبعد تمهيد هذه المقدمة نأتي على ذكر تراجم عشرة رجال منهم أولهم الشيخ عبد الله وأخرهم الشيخ سليمان على حسب ترتيب الأباء والأبناء لا على حسب ترتيب حروف الهجاء. فنقول:
1 -
الشيخ عبد الله السويدي
1: (نسبه): هو أبو البركات عبد الله بن حسين بن مرعي بن ناصر الدين بن الحسين بن علي بن احمد بن محمد المدلل بن الحسين بن علي بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي بكر بن الفضل بن احمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن احمد بن اسحق بن جعفر بن
احمد بن الموفق طلحة بن جعفر بن محمد بن الرشيد بن محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي
2 -
: (مولده ومنشأه وتربيته): ولد الشيخ عبد الله في الكرخ الجانب الغربي من بغداد وذلك سنة 1104هـ - 1692م وما بلغ من العمر ست سنوات إلا ودهمت والده المنية فكفله عمه لامه (خاله) الشيخ احمد بن سويد فنسب إليه منذ ذاك الحين ومنذ ذاك العهد اخذ بتهذيبه
فاقرأه القران وعلمه صنعة الكتابة وشيئاً من الفقه والنحو والصرف وبعده أجازه بما يجوز له.
3 -
: (اشتغاله وتحصيله وأساتذته): وبعد أن درس في بغداد على الشيخ حسين بن نوح المعمر الحنفي البغدادي وعلى الشيخ سلطان بن ناصر الجبوري الشافعي الخابوري ارتحل في طلب العلم إلى الموصل فدرس فيها علي ياسين أفندي الحنفي وفتح الله أفندي الحنفي ثم كر راجعاً إلى بغداد وقد أتم المادة في العلوم العقلية والنقلية وعند وروده بغداد قرأَ فيها شيئاً كثيراً من الفقه والأصول على الشيخ محمد الرحبي مفتي الشافعية ببغداد ثم تصدر للتدريس والإفادة في داره وفي جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني وفي المدرسة المرجانية وفي يوم الأحد 21 من شهر شوال سنة 1156هـ - 1743م طلب لمعسكر نادر شاه في النجف للمناظرة مع علماء إيران والتحكيم في الخلاف الذي بينهم وقد كانوا من ثلاث بلاد مختلفة: من إيران وأفغانستان وما وراء النهر. وفي سنة 1175هـ - 1761م حج بيت الله الحرام متخذاً طريق الموصل فحلب
فدمشق وقد اخذ فيها عن عدة مشايخ ودرس في طريقه دروساً عامة وخاصة وقد اخذ عنه فيها خلق كثير منهم الشيخ محمد العقاد الشافعي ودرس أيضاً في المدينة المنوَّرة في الروضة المطهرة أطراف الكتب الستة وحضره الأَئمة والأفاضل.
4 -
(مؤلفاته): وبعد رجوعه من الحج عكف على تأْليف المؤلفات النافعة فألف من الكتب كتاب الجمانات في الاستعارة وكتاب الأمثال السائرة وقد طبع في مصر 1324هـ وكتاب النفحة المسكية في الرحلة المكية جمع فيه من الأخبار والمحاورات وما أشبه من أنواع الأدب شيئاً كثيراً وذكر فيها قصة نادر شاه وما جرى من الأبحاث له مع علماء إيران وقد طبعت تلك المحاورة على حدة باسم الحجج القطعية لاتفاق الفرق الإسلامية في مصر سنة
1324هـ ولها ترجمة تركية أوسع منها نطاقاً طبعت أيضاً في مصر سنة 1326هـ وله من الشروح والحواشي كتاب رشف الضرب شرح لامية العرب وكتاب أتحاف الحبيب حاشية على مغني اللبيب جعلها محاكمة بين شراح المغنى والدماميني والشمني وابن الملا والماتن وله كتاب انفع الوسائل شرح الدلائل (أي دلائل الخيرات) وديوان شعر.
5 -
(نظمه ونثره): قل من العلماء من يبرع في العلم والشعر فيكون عالماً فاضلاً وشاعراً ماهراً معاً وشيخنا المترجم قد حاز قصب السبق في كليهما فقد بلغ في الأدب شأُواً بعيداً ونال فيه منزلةً ترفعه بين الأدباء وله نظم يزري بالمنظوم ونثر يهزأُ بالمنثور ومن نظمه قوله وقد ضمنها مقامته الأمثال السائرة:
تهيأ لأشجان بقلبك حلت
…
وعقد وكاء العين للدمع حلت
ستبكي إذا بِناَّ وتنشد كلما
…
تذكرتنا في كل يوم وليلة
(وما كنت ادري قبل عزة ما البكا
…
ولا موجعات القلب حتى تولت)
وله من الشعر المزدوج وقد ضمنها مقامته أيضاً:
إلى مَ تطلب الجد
…
وتبغي الحظ والجد
وتعني الكبر والجد
…
بذكر الأب والجد
تجنب جانب الزهو
…
وخل عنك ذا السهو
إلى مَ أنت في لهو
…
ولا كسب ولا كد
إلى كم أنت تعتل
…
وكل الشر تفعل
فعن ذا الفعل تُسأَل
…
فما الجواب والرد
تجنب قول من ذم
…
وإن خص وإن عم
ولا تصغ لمن نم
…
ولو جاَءك بالحمد
إذا حل بك الموت
…
أَجبت داعي الفوت
ولا حس ولا صوت
…
وهذا آخر العهد
هناك تخشى الأهوال
…
وليس تجدي الآمال
ولا أهل ولا مال
…
ولا عرض ولا نقد
وقال وقد أهداه أحد أصحابه في يوم واحد ثلاث هدايا وكان لصاحبه