الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما نثره فقد قال فيه الشهاب الالوسي في (المجموعة الوسطى) ما نصه (. . . فهو مما تتمنى النجوم أن تنظم في سلكه ولكن لم يحفظ منه إلا القليل منها مقامة بليغة أنشأها في تحكيم العقل بينه وبين نفسه مقدار نصف كراسة. . .) وقد أعقب أربعة أولاد وهم الشيخ محمد أمين والملا صالح وإسماعيل ومحمود ولم نعثر على تاريخ ولادته رحمه الله رحمة الأبرار
كاظم الدجيلي
بلد البوعينين
-
جاء في الجزء السابع من مجلة لغة العرب (320: 2) ذكر بلد البوعينين من الديار التي فيها غواصون. فسألني غير واحد عن السبب الذي سميت بهذا الاسم والى من تنسب ومن هو هذا البوعينين ولماذا سمي بهذا الاسم. فكتبت هذه الأسطر لطب الأدباء المذكورين فأقول:
سميت بلدة البوعينين بهذا الاسم لأن أول من احتل تلك الأرض رجل من العرب كان يعرف بالبوعينين. وكان ذا شدة وبأس وصولة ومراس كان يطوي بساط أيامه في نحو سنة 1200هـ - 1785م. وكان هذا الرجل على ما نقل من الأخبار أعمى. وقد قيل في سبب عماه أخبار مختلفة ترجع إلى ثلاثة وهي ذهب بعضهم إلى انهم سمي بذلك لكونه ولد اكمه أي ولد أعمى العينين. وقال آخرون كان له عينان أخريان فوق العينين الطبيعيتين لكنه ما كان يبصر بهما. والإشارة في قولهم البوعينين أي ذي عينين هي إلى هاتين الباصرتين الزائدتين. وهذا ليس ببعيد فقد ذكر التاريخ مثل هذه الصورة الشاذة. والرأي الثالث وهو الأصح الأقرب إلى الصواب وهو المشهور كل الشهرة على الألسنة هو أن الرجل المذكور ولد بصيراً لكن سملهما أي فقأهما بحديدة محماة أحد أمراء العرب نكاية وتنكيلاً به، أو تعذيباً وانتقاماً. وذلك بعد أن قتل أبويه وإخوانه
فاستحياه لهذه الغاية القاسية الظالمة.
ثم دالت الأيام فتقهقرت تلك الأمارة العربية فأصبح تابعوها أشبه بملوك الطوائف. ولكل أمير ملك لا يتجاوز ما يجاوره من الأرضين. أما رؤساء العشائر والقبائل وما هم من قبيلهم فأنهم كانوا كالفوضى إلى أن ظهرت أمارة محمد بن الرشيد في السنين الأخيرة وحينئذ تغيرت البلاد. وإن كان حكم هذا الأمير لم يعم الجزيرة كلها كما سنذكره في غير هذا الموطن إن ساعدت الفرص.
وبعد أن تقلص ظل سطوة تلك الأمارة أصبح البوعينين كبيراً في قومه نافذ الكلمة موفقاً في أعماله وسياسته أما عشيرته فكانت فخذاً من أفخاذ قبائل العجمان التي تقطن في قطر. وقد جرت في أيامه محاربات جمة شديدة توفق فيها وحاز النصر على العشائر الأخرى
التي كانت تناوئه. ومنذ ذاك الحين أصبح بعيد الأمر والنهي نافذ الكلمة وكان له سفن يغزو بها في خليج فارس. ويتعرض دائماً للسفن التجارية فكان كأنه هو وأصحابه من القوم المعروفين بالقرصان أي غزاة البحر. وفضلاً عن ذلك كان لعشيرته من الصولة في البر ما لا مثيل لها في تلك الأنحاء.
واتفق له ذات مرة أنه بينما كان يغزو في سفينته وهو في الخليج إذ أحاط به العدو إحاطة السوار بالمعصم ولم يتمكن من الفرار لخلو ريح موافقة تسير سفينته فلما رأى عدوه على قاب قوسين منه وأن لا مناص من الهلاك وأنه واقع في قبضة العدو لا محالة عمد إلى الذخيرة فأطلق عليها النار وكانت المؤونة في السفينة التي كان فيها فاندلع لسان اللهب إلى السفينة كلها واحرقها واحرق جميع السفن التي كانت وما عتمت أن أصبحت بعد هنيهة رماداً تذره الريح أو فحماً طاف على وجه الماء. ولم ينل عدوه منه مأرباً.
كانت هذه النكبة من اشد النكبات على هذه العشيرة فأفقرتها فاضطرت إلى أن تقيم في قطر وتتعيش كما تتعيش سائر العشائر أي بالكد والكدح إلى أن نجمت أمارة (آل ثاني) في قطر فخضعت تلك العشيرة المرزوءة للشيخ قاسم بن ثاني أمير قطر الحالي. وكان عددها قليلاً لا يزيد على 400 رجل على الأكثر.