الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طوله 7 أمتار، وعرض وسطه 70 سنتيمتراً على التقريب من الأعلى، و40 سنتيمتراً من الأسفل أي (من ساحته) وعرض صدره قراب 30 سنتيمتراً؛ وعرض مؤخره نحو 45 سنتيمتراً. وإذا ركب فيه الركاب لا يبقى من حاشيته المجاورة للماء سوى مقدار خمسة سنتيمترات.
ولا يمكن أن يركب فيه غير أهل تلك الديار، لأنه متى ما تحرك الراكب أدنى حركة غرف ماءً، وقد يتحارب فيه، لأنه سريع الجري؛ وتسييره بالدفع وقد يمشي بعض الأحيان على الردغة: أي (الطين الرقيق) وذلك إذا ضايق ركابه العدو وليس لهم مهرب سوى ذلك الطريق. ويظلل أيام الصيف؛ وذلك خصيص بالرؤساء الكبار. وخشبه من الساج. وليس له دقل، ولا سكان.
22: (المعيبر): (بالتصغير) بلم من ابلام الفرات صغير يتخذ من لوح الساج، ويبلغ طوله 5 أمتار على التقريب. وعرضه من الوسط 80 سنتيمتراً؛ وهو مخصوص بالعبور يسع من 6 إلى 10 رجال وقد يسمى صاحبه به؛ والاسم قديم. قال في المخصص:(. . . المعبر - المركب الذي يعبر فيه). وليس له دقل ولا سكان. وسيره في الفرات. ويسمى (المعيبر) في البصرة (بلماً) وذلك خصيص بالتنزه فيما بين العشار والبصرة.
23: (المهيلة): (بإسكان الميم وفتح الهاء وسكون الياء بعدها لام مفتوحة يليها هاء): تجمع عندهم على (مهيلات) والأغلب يقولون (مهاييل) وقد سبق وصفها. وصغراها تحمل عشرين ظغاراً من الطعام ولها عرشة (أي علبة) ودقل وسكان وسير أكثرها في الفرات.
هذا ما يوجد اليوم من السفن في نهري دجلة والفرات. وفي دجلة بغداد طائفة أخرى تدخل في ضمن السفن التي تسمى بهذه الأسماء.
كاظم الدجيلي
المنصورية أو المنصوري
المنصورية أو المنصوري: نهر يعرف بهذا الاسم تابع لناحية دلي
عباس التابعة لقضاء بعقوبا؛ وهو أول نهر يخرج من ديالى أو تامرا، ويمتد إلى الغرب منها؛ ومخرجه من سلسلة جبال حمرين، من المحل الذي تنحدر ديالى منه إلى سهول العراق العربي؛ وينتهي إلى هور أبي فراش (بتشديد الراء وزان شداد) بالقرب من نهر المرفوع (أحد سواعد الخالص).
وطوله من مخرجه إلى منتهاه مسافة ثلاث ساعات للراكب، وأربع للراجل وعرضه متران ونصف، وفي بعض الأماكن يكون عرضه أربعة أمتار؛ وفوهته منحوته في الجبل المتكونة بعض طبقاته في ذلك المحل من البورق؛ وعمق النحت 20 متراً وطوله مسافة ثلث ساعة وعرضه ثلاثة أمتار ومقدم النحت من جهة ديالى مبني بالطاباق والكلس، ولفوهته صناع أي باب من خشب وهو هناك من خشب التوت قد ركب في البناء وهو يرفع وينزل في فوهة النهر بحسب الاقتضاء والاحتياج إلى الماء أو لا. وعند نهاية القسم المنحوت في الجبل من هذا النهر رابيتان صغيرتان، علو الأولى القريبة من مجرى النهر أربعة أمتار وتسمى نفاضة الزنبيل، وعلو الثانية ثلاثة أمتار وتبعد عن الأولى خمسين متراً ولهاتين الرابيتين رواية خرافية يرويها أهل تلك الديار وهي: تحت مجرى هذا النهر في الجبل عفريت كانت تأجره صاحبة هذا النهر على عمله ديناراً في اليوم، وعند المساء كان يعيد لها الدينار فتؤاجره عليه فيزنى بها. وبقيا على هذا المنوال أياماً عديدة حتى تم نحت جدول النهر المذكور بدينار واحد. وتانك الرابيتان نفاضة زنبيل ذلك العفريت بعد إتمامه العمل في اليوم الأخير. ولهذا السبب يسمى الآن ذلك القسم من نهر المنصورية نهر الزناء أيضاً.
وعلى مسافة ثلثي ساعة من مخرج النهر، قرية تسمى المنصورية أيضاً أو منصورية الجبل. تتصل بساتينها بديالى فيسقيها نهر المنصوري الذي يخترقها من الوسط طولاً. وفي القرية 300 دار تقريباً. وأهلها أخلاط من العرب والأكراد وكلهم سنية حنفية المذهب ويتكلمون اللغات العربية والتركية والفارسية والكردية. ورئيس القرية رجل اسمه مالك أفندي؛ وفي القرية جامع قديم البناء مربع الأركان تكسير مساحته خمسون متراً في خمسين
وطول مصلاه 20 متراً وعرضه 16 متراً. وهو مبنى بالطاباق القديم والجص والكلس وقد طليت جدرانه من الداخل بالبورق. وفي القرية من النخيل ما يقدر بخمسة آلاف رأس. وفيها من سائر أنواع الفواكه والأشجار كل ما ينبت في إقليم العراق. وهي مشهورة بكثرة كرومها وجودة عنبها الأسود وأهلها مشهورون بغرس الكرم اكثر من اشتهارهم بغرس سائر أنواع الأشجار ولهم بغرسه تعلق شديد، وغرام عظيم.
وعلى مسافة ساعتين من قرية المنصورية وساعة من مركز ناحية دلي عباس مزار السيد مبارك مبنية قبته بالطاباق والجص وصحنه مربع البناء قياسه خمسة وعشرون بخمسة وعشرين من الأمتار، وجدارها من الطين أي (الطوف). وفي داخل المزار صخرة يبلغ طولها ومحيطها متراً واحداً ويعتقد الزائرون أن لهذه الصخرة بركة فتراهم يتبركون بها ويحملونها على ثقلها ويطوفون بها حول قبر المزار. ويروي أن أحد الأعجام حملها مرة على كتفه ولثقلها لم يتمالك عن أن يسمع ما يخجله، فرماها للحال على الأرض لكثرة ما اعتراه من الخجل؛ وأخذته سورة الغضب واستل قامته من جنبه وضربها بها فقطع منها قطعة صغيرة ولا يزال أثرها في الصخرة ظاهراً للعيان. وأهل تلك الديار يشدون الرحال بلا انقطاع لزيارة هذه الصخرة ولما ماثلها من بقية محلات الزيارة.
أما نهر المنصورية وقريته فيه من الأوقاف العائدة إلى دائرة أوقاف
بغداد. ويزرع على نهر المنصوري الأرز والقطن وسائر أنواع الحبوب وزراعته من 250 إلى 300 فدان نيرين، وزراعه من ثلاث قبائل: الأولى طاطران ويتكلمون العربية والتركية والفارسية والكردية. وأصلهم أكراد. وهم سنية حنفية المذهب واسم رئيسهم عباس بك؛ والثانية المجاريون ويتكلمون العربية فقط وهم سنية حنفية المذهب واسم رئيسهم احمد الطعمة، والثالثة الجبور ويتكلمون بالعربية فقط وهم سنية حنفية المذهب وليس لهم رئيس بل هم وجميع عشيرة الجبور في تلك الأنحاء تحت رئاسة صالح العنبر النازل في نهر الزاوية التابع لناحية قزل رباط التابعة لقضاء خانقين.
وعلى مسافة نصف ساعة، من مركز ناحية دلي عباس، إلى الشمال منه تل يعرف بتل (شكبان - شقبان): بضم الشين وسكون الكاف الفارسية. علوه قراب 15 متراً، ومحيطه زهاء 800 مترٍ، وهو واقع في منتهى (نهر السليماني) أحد متفرعات نهر المنصوري،
ويقابل هذا التل تل آخر يعرف (بتل شهاب)، واقع في منتهى (نهر سمير)، من متفرعات نهر شروين، ويحكى أن عفريت المنصورية، حرد مرة من العمل في نهر المنصوري، ومضى لسبيله تاركا هزته المفعمة تراباً على كتفه، فلحقت به صاحبة النهر المذكور وصالحته على أن يرجع إلى عمله، فلما سكن غضبه نفض ما كان في هزته من التراب فكان منه هذا المثل.