الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الرد على النبهاني" لعلّامة العراق محمود شكري الألوسي، و "صيانة الإِنسان عن وسوسة الشيخ دحلان" لعلامة الهند محمد بشير السهسواني
…
وغيرها مما يوضح أهداف هذه الدعوة المباركة، ويرد شبهات خصومها.
هذا ما نرجوه من الأستاذ الكريم.
ونسأل الله لنا وله التوفيق فيما نقول ونعمل، هو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرد على أبي زهرة
قال الشيخ صالح الفوزان:
1 -
عدَّ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوِهاب نِحلة ومذهبًا محدَثًا مستقلًا أطلق عليه لفظ الوهَّابية وعدَّه من جملة المذاهب الضَّالَّة التي أدرجها تحت عنوان: (مذاهب حديثة): وهي الوهابية، والبهائية، والقاديانية. "تاريخ المذاهب الإسلامية 207".
- ومن المعلوم وواقع دعوة الشيخ أنه ليس صاحب مذهب جديد، وإنما هو في العقيدة على مذهب السلف أهل السنة والجماعة، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ولم يستقلَّ ولا بمسألة واحدة عن هؤلاء.
فكيف يعدُّه أبو زهرة صاحب مذهب جديد، ويدرجه ضمن المذاهب الضالة والنِّحَل الفاسدة؟ قاتل الله الجهل والهوى والتقليد الأعمى.
وإذا كان هو يعيب على الوهابية ما توهَّمه من تكفيرهم للناس، فكيف يُبيح لنفسه هذا الذي عابه على غيره؟!
2 -
ثم قال: "ومُنشى الوهابية هو محمد بن عبد الوهاب، وقد درس مؤلَّفات ابن تيمية، فراقت في نظره، وتعمَّق فيها، وأخرجها من حَيِّز النظر إلى حيِّز العمل".
- هكذا قال عن مرتبة الشيخ محمد بن عبد الوهاب العلمية: إنه لم يدرس إِلا مؤلَّفات ابن تيمية!! وكأنه لم يقرأ ترجمة الشيخ وسيرته، ولم يعرف شيئًا عن تحصيله العلمي، أو أنه عرف ذلك وكتمه بقصد التقليل من شأنه، والتغرير بمن لم يعرف شيئًا عن الشيخ. ولكن هذا لا يستر الحقيقة، ولا يحجب الشّمس في رابعة النهار، فقد كتب المنصفون عن الشيخ رحمه الله مؤلَّفات كثيرة انتشرت في الأقطار، وعرفها الخاص والعام، وأنه رحمه الله تعمَّق في دراسة الفقه والتفسير والحديث والأصول وكتب
العقيدة التي من جملتها مؤلَّفات شيخ الإِسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وقد تخرَّج على أيدي علماء أفذاذ وأئمة كبار في مختلف الفنون في بلاد نجد والحجاز والإِحساء والبصرة، وقد أجازوه في مرويَّاتهم وعلومهم، وقد ناظر ودرَّس وأفتى وألَّف في الفقه والحديث والعقيدة حتى نال إعجاب من اجتمع به أو استمع إلى دروسه ومناظراته، أو قرأ شيئًا من مؤلَّفاته، ومؤلَّفاته تدلُّ على سعة أُفُقه وإدراكه في علوم الشريعة، وسعة اطلاعه وفهمه، ولم يقتصر فيما ذكر في تلك المؤلِّفات على كتب ابن تيمية -كما يظن الجاهل أو المتجاهل - بل كان ينقل آراء الأئمة الكبار في الفقه والتفسير والحديث؛ ممَّا يدل على تبحُّره في العلوم، وعمق فهمه، ونافذ بصيرته، وها هي كتبه المطبوعة المتداولة شاهدة بذلك والحمد لله، ولم يكن رحمه الله يأخذ من آراء شيخ الإِسلام ابن تيمية ولا من آراء غيره إِلا ما ترجَّح لديه بالدليل، بل لقد خالف شيخ الإِسلام في بعض الآراء الفقهية.