الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحتي إلى جميع الجماعات
لقد بلغت من الكِبَر عتيًا، وعمري الآن يقرب من السبعين عامًا، وإني أحِبُّ الخير إلى جميع الجماعات، وعملًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(الدين النصيحة). "رواه مسلم"
فإني أقدم النصائح الآتية:
1 -
أن يتمسكوا بالقرآن، والسنة النبوية، عملاً بقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} . [آل عمران: 103]
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضِلوا ما تمسكتم بها: كتابَ الله، وسنة رسوله).
"رواه مالك وصححه الألباني في صحيح الجامع"
2 -
إذا اختلفت الجماعات، فعليهم أن يرجعوا إلى القرآن والحديث وعمل الصحابة عملاً بقول الله تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها). "صحيح رواه أحمد"
3 -
أن يهتموا بعقيدة التوحيد التي ركز عليها القرآن، وقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته إِليها، وأمر أصحابه أن يبدأوا بها.
4 -
لقد عاشرت الجماعات الإِسلامية، فرأيت أن الدعوة السلفية تلتزم الكتاب والسنة حسب فهم السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين، وقد أشار إلى هذه الجماعة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:(ألا إن مَن قبلكم مِن أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملَّة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة). "رواه أحمد وحسنه الحافظ"
وفي رواية: (كلهم في النار إلا واحدة: ما أنا عليه وأصحابي)"رواه الترمذي وحسنه الألباني"
يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن اليهود والنصاري تفرقوا كثيرًا، وأن المسلمين سيفترقون أكثر منهم، وأن هذه الفرق ستكون عرضة لدخول النار، لانحرافها، وبعدها عن كتاب ربها وسنة نبيها، وأن فرقة واحدة، تنجو من النار، وتدخل الجنة، وهي الجماعة المتمسكة بالكتاب والسنة وعمل الصحابة.
وتمتاز الدعوة السلفية بالدعوة إلى التوحيد، ومحاربة الشرك، ومعرفة الأحاديث الصحيحة، والتحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومعرفة الأحكام الشرعية بأدلتها وهذا مهم جدًا لكل مسلم.
واني أنصح إخواني المسلمين أن يلتزموا بالدعوة السلفية؛ لأنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لا تزال طائفة مِن أُمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم مَن خذلهم حتى يأتي أمر الله)"رواه مسلم"
اللهم اجعلنا من الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة.
الخلاصة
1 -
على الجماعات الإسلامية أن يبتعدوا عن التحزب الممقوت الذي يؤدي إلى الفُرقة وأن يتعاونوا فيما بينهم فيما ينفع المسلمين ويعود عليهم بالخير والنفع لقول الله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} . [المائدة: 2]
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كونوا عباد الله إخوانا: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا، وأشار إلى صدره، بحسب امرىء مِن الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دَمه وماله وعِرضه). "رواه مسلم"
2 -
على الجماعات الإسلامية ألا يتحاسدوا، ولا يتباغضوا لقوله صلى الله عليه وسلم:(لا تحاسَدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابرَوا. . .). "رواه مسلم"
3 -
على كل جماعة من الجماعات الإسلامية أن يقبلوا النصيحة إذا كانت موافقة للقرآن والحديث الصحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم:(الدين النصيحة). "رواه مسلم"
وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). "حسن رواه أحمد وغيره"
4 -
وأختم كلمتي بالدعاء الآتي:
اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سِلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك، وصلى الله على محمد وآله وسلم.