الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا خالق إلا الله
اختلف الناس في معنى "لا إله إلا الله" إلى طوائف:
الطائفة الأولى تقول: إن معناها: لا خالق ولا رازق إلا الله، فإذا اعتقد المسلم أن الله وحده هو الخالق والرازق أصبح مؤمنًا، فإذا دعا غير الله، وقال: يا رسول الله أغثني، يا جيلاني اشفني، أو نذر له، أو توجه إلى قبره وطاف به لا يضر بزعمهم، ما دام يعتقد أن الله هو الخالق والرازق، والرب وحده.
وهذا خطأ ظاهر، لأن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون أن الله وحده الرب والخالق والرازق والمدبر للأمور قال الله تعالى عن المشركين:
وبعض المنتسبين للإِسلام يعتقدون أن هناك أقطابًا أربعة يُدَبِّرُون الكون! وهذا شرك بالله يجب أن يتوبوا منه، لأن المدبر للأُمور هو الله وحده، وغيره عاجز عن تدبير نفسه فضلًا عِن غيره.
فإن قيل: إذا كانوا يعتقدون أن الله وحده هو الرب والخالق والرازق والمدَبّرُ للكون، فكيف عبد هؤلاء المشركون غير الله؟
فالجواب: عبدوا غير الله ابتغاء التقرب إلى الله، وليكونوا شفعاءهم عند الله.
قال تعالى عنهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} . "سورة الزمر آية 3"
وقال تعالى عن المشركين: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} . "سورة يونس آية 18"
فزعموا أنهم لا يعبدون غير الله إعراضًا عنه، بل يعبدونهم ويدعونهم للإقبال على الله، فإن هؤلاء شفعاء عند الله بزعمهم يتقربون بهم إلى الله.
وبعض المسلمين -هداهم الله- لا يرون بأسًا في دعاء الأولياء الأموات، فقد سمعناهم يقولون: لا ندعوا الأولياء على اعتقاد أنهم قادرون على قضاء حوائجنا، وإنما ندعوهم على أنهم يشفعون لنا عند الله، ولهم منزلة عند الله، وزعموا أن هذا لا يناقض التوحيد، وهذا خطأ لأن الله تعالى يقول: