الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العقوبات الممنوعة
إذا احتاج المعلم إلى العقوبات أحيانًا فعليه أن يجتنب ما يلي:
1 -
الضرب على الوجه:
وذلك شائع بين المعلمين، حيث يضربون الطالب على وجهه، وربما أصاب أحدهم عينه أو أذنه، وتعرض للمسئولية والمحاكمة ودفع الغرامة، وكان سببًا في تعطيل أحد حواسه، ولذلك فقد نَهَى الرسول عليه الصلاة والسلام عن ضرب الوجه فقال:(إذا ضرب أحدكم خادمه فليتق الوجه).
"حديث حسن: انظر صحيح الجامع 187"
2 -
القسوة الشديدة:
المعلم القاسي في ضربه يطلق عليه الطلاب اسمًا قاسيًا ويقولون عنه:
"فلان معلم ظالم"، وكفى بهذا الاسم شرًا، فليس بعد الظلم والقسوة إِلا الندم، فكم رأينا بعض الأساتذة يعتذرون لأولياء الطلاب والمسئولين بعد إنزال العقوبة القاسية على طلابهم.
فالله الله معاشر المعلمين في فلذات الأكباد، ارفقوا بهم فإن الرفق كله خير.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن يُحرَم الرفق يُحرَم الخيرَ كله). "رواه مسلم"
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إِلا زانه، ولا نُزع مِن شيء إِلا شانه)"رواه مسلم"
3 -
الكلام السيء:
على المعلم أن يجتنب ما يسيء إلى الطالب من ألفاظ نابية قد تسبب له نفورًا وانحرافًا، وربما كانت سببًا في انحرافه وميله للإِجرام في المستقبل، فالمعلم الذي يقول للطالب: خبيث، ملعون، مجرم
…
وغيرها من الكلمات القاسية التي تجرح شعور الطالب، وتحلمها بدوره ليقولها لرفيقه في المدرسة أو لأخيه في البيت، وتكون المسئولية على ذلك المربي الذي سن لطلابه أن يتعلموا مثل هذا الكلام الذي لا يليق بمعلم أن يتفوه به، وفي الحديث الصحيح: (
…
ومَن سَنَّ في الإِسلام سُنة سَيئة فعليه وِزرُها وَوِزرُ مَن عمل بها مِن بعده مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيء). "رواه مسلم وغيره"
4 -
الضرب عند الغضب:
قال أبو مسعود:
كنت أضرب غلامًا لي بالسوط، فسمعت صوتًا مِن خلفي:(اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت مِن الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول (اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود) قال: فألقيت السوط مِن يدي. فقال: (اعلم أبا مسعود أن الله أقدَر عليك منك على هذا الغلام، فقلت لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا). "رواه مسلم"
5 -
الرفس بالرجل:
وقد رأيت بعض المعلمين يرفسون بأرجلهم ونعالهم، وربما أصاب ذلك الرفس محلًا خطيرًا أودى بحياة الطالب، وتقع المسئولية، ويندم حيث لا ينفع الندم، مع العلم أن الرفس ليس من شيمة الإنسان.
6 -
الغضب الشديد:
على المعلم الناجح في درسه أن يملك أعصابه، ويدرك مزايا الطفولة ليعذر الأطفال في تصرفاتهم، وليتذكر عمله حين كان طالبًا في المدرسة، فربما كان أشد سُوءً في تصرفاته، فإذا تذكر المعلم خفَّ غضبه، وملك نفسه وكان شجاعًا حقًا:
فقد قال المربي الكبير محمد صلى الله عليه وسلم:
(ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسَه عندَ الغضب). "متفق عليه"
وليحذر المربي سواء كان معلمًا أو أبًا أن يعاقب عند الغضب، لئلا يؤذي مَن يعاقبه، تكون العاقبة السيئة، وعلى المعلم أن يسجل أسماء المخالفين ليعاقبهم آخر الدرس، وإني أعرف معلمًا لحق بولده ليعاقبه في حالة الغضب فخاف الولد وهرب، وقد عثر في هروبه فصُدعت رجله، وحُمل إلى المجبر ليداويه، وندم الأب على عمله.
وقام بعض المدرسين بمعاقبة أحد طلابه في حالة غضبه، فجعل يسب ويشتم ويكفر والطلاب ينظرون إليه باحتقار، وإذا تكرر غضب المربي أمام طلابه، وعلا صياحه، وكثر هياجه، أثر في نفوس طلابه وغُرِست فيهم تلك العادة السيئة واقتدوا بمعَلمِهم في سلوكهم وأعمالهم، فأصبحوا يغضبون، ويشتمون وو ..