الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فوائد لا إله إلا الله
لهذه الكلمة إذا قيلت بصدق وإخلاص وعمل بمقتضاها ظاهراً وباطنًا فوائد حميدة على الفرد والجماعة مِن أهَمها:
1 -
اجتماع الكلمة التي ينتج عنها حصول القوة للمسلمين والإنتصار على عدوهم لأنهم يدينون بدين واحد وعقيدة واحدة كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} . "سورة آل عمران آية 103"
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . "الأنفال آية 62 - 63"
والإختلاف والتناحر في العقيدة يسبب التفرق والنزاعِ والتناحر كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} . "سورة الأنعام آية 159"
وقال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} .
"سورة المؤمنون: 53"
فلا يجمع الناس سوى عقيدة الإِيمان والتوحيد التي هي مدلول لا إله إلا الله، واعتبرْ ذلك بحالة العرب قبل الإِسلام وبعده:(كان العرب في الجاهلية متفرقون فجمعهم الإِسلام).
2 -
توفر الأمن والطمأنينة في المجتمع الموَحد الذي يدين بمقتضى لا إله إلا الله لأن كُلَّا من أفراده يأخذ ما أحل ويترك ما حرم عليه تفاعلًا مع عقيدته التي تُملي عليه ذلك، فيَنكَف عن الاعتداء والظلم والعدوان ويَحل محل ذلك التعاون والمَحبة والموالاة في الله عملاً بقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} . "سورة الحجرات آية 10"
يظهر هذا جليًا في حالة العرب قبل أن يدينوا بهذه الكلمة وبعد ما دانوا بها، فقد كانوا مِن قبل أعداء متناحريبن يفتخرون بالقتل والنهب والسلب، فلما دانوا بها أصبحوا إخوة متحابين كما قال تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} . "الفتح آية 29"
"آل عمران آية 103"
3 -
حصول السيادة والإستخلاف في الأرض وصفاء الدين والثبوت أمام تيارات الأفكار والمبادىء المختلفة كما قال تعالى:
فربط سبحانه حصول هذه المطالب العلية بعبادته وحده لا شريك له الذي هو معنى ومقتضى لا إله إلا الله.
4 -
حصول الطمأنينة النفسية والإستقرار الذهني لمن قال لا إله إلا الله وعمل بمقتضاها لأنه يعبد ربًا واحدًا يعرف مراده وما يُرضيه فيفعله ويعرف ما يُسخطه فيجتنبه بخلاف مَن يعبد آلهة مُتعددة كل واحد منها له مراد غير مراد الآخر كما قال تعالى:
{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} . "سورة يوسف: 39"
وقال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} . "الزمر آية 29"
قال الإِمام ابن القيم رحمه الله: هذا مثل ضربه الله سبحانه للمُشرك والموَحد، فالمشرك بمنزلة عبد يملكه جماعة متنازعون مختلفون متشاحنون؛ والرجل المتشاكس: السيء الخلق.
فالمشرك لما كان يعبد آلهة شتى شُبه بعبد يملكه جماعة متنافسون في خدمته لا يمكنه أن يبلغ رضاهم أجمعين، والموحد لما كان يعبد الله وحده فمثله كمثل عبد لِرَجل واحد قد سَلِم له وعلم مقاصده وعرف الطريق إلى رضاه فهو فى راحة مِن تشاحن الخلَطاء فيه بل هو سالم لمالكه من غير تنازع فيه مع رأفة مالكه ورحمته له وشفقته عليه وإحسانه إليه وتوليه لمصالحه فهل يستويان هذان العبدان. "إعلام الموقعين 1/ 187"
5 -
حصول السمو والرفعة لأهل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} . "الحج: 31"
فدلتَ الآية على أن التوحيد عُلوٌ وارتفاع وأن الشرك هبوط وسُفول وسقوط.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: شبه الإِيمان والتوحيد في علوه وسعته وشرَفه بالسماء التي هي مصعده ومهبطه، فمنها هبط إلى الأرض وإليها يصعَد منها، وشبه تارك الإِيمان والتوحيد بالساقط مِنْ السماء إلى أسفل سافلين من حيث التضييق الشديد والآلام المتراكمة والطير التي تخطف أعضاءه وتُمزقه كل مُمَزق بالشياطين التي يرسلها الله