الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير محمد قطب
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . "سورة المائدة"
يقول "محمد قطب" في كتابه "لا إله إلا الله":
1 -
لما قال الناس لابن عباس رضي الله عنه إن هؤلاء يقصدون الأمويين- يحكمون بغير ما أنزل الله، فما القول فيهم؟ قال قولته الشهيرة:
إنه كفرٌ دون كفر، إنه ليس الكفر الذي تعلمون، كفرٌ لا يُخرج مِن الملة إلخ.
أ - أقول: فتحت للأخ محمد قطب هاتفًا، وسألته عن صحة هذا النقل عن الأمويين، فلم يذكر المرجع وقلت له: لم يذكر الطبري ولا ابن كثير هذا التخصيص.
ب - ثم رجعت إلى تفيسر الطبري فرأيته يرجح تخصيص الآية بأهل الكتاب حيث قال: وأولى الأقوال عندي بالصواب قول من قال:
نزلت هذه الآيات في كفار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات، ففيهم نزلت، وهم المَعنِيون بها. "ج 10/ 358 تحقيق محمود شاكر"
ثم قال: إن الله تعالى عَمَّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كل من لم يحكم بم أنزل الله جاحدًا به هو بالله كافر، كما قال ابن عباس، لأنه بجحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه، نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي.
"ج 10/ 358 تحقيق محمود شاكر"
أقول: يستفاد من تفسير الطبري هذا ما يلي:
1 -
أن الآية نزلت في أهل الكتاب، وتعُم مَن جحد حكم الله وهو عالم كما قال ابن عباس، ومفهومه أن مَن حكم بغير ما أنزل، غير جاحد، أو غير عالم بالحكم لا يكفر، والدليل قوله تعالى في سورة المائدة:
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ."المائدة: 45"
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} . "سورة المائدة"
2 -
لم يذكر الأخ "محمد قطب" أيضًا "وحدة الوجود عند الصوفية" في نواقض لا إله إلا الله، واكتفى بذكر فكرة "الفناء" التي قال عنها في بحث آخر:
"في الصوفية الهندية يسعى الإِنسان لتحقيق الخلود، ولا يتم هذا إلا بالفناء في
"الروح الأعظم" والإتحاد معه وهذا لا يتم إلا بتعذيب الجسد وإهانته لتنطلق الروح من أوهاقه، وترفرف في عالم النور .. " "ص 134"
أقول: إن فكرة الفناء التي عرفها الأخ "محمد قطب" تختلف عن وحدة الوجود التي ذكرها أخوه "سيد قطب" في تفسيره كما سبق.
فكان عليه أن يذكرها في نواقض الشهادة، ويذكر نصها، ومن أخذ بها كابن عربي وغيره حيث قال:
الربُّ عبد، والعبدُ رَب
…
ياليت شِعري مَنِ المُكَلف؟
وقال غيره:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا
…
وما الله إلاراهبٌ في الكنيسة
3 -
لم يُفصِّل في ذكر النواقض حينما عدها كما فصّل في الحكم بغير ما أنزل الله، علمًا بأن دعاء غير الله، والإستعانة والنذر والذبح لغير الله وقع فيه علماء أهل البدع والعوام.
4 -
لم يذكر الطواف حول القبور بنية العبادة والتقرب كالطواف حول قبر الحسين وغيره.
5 -
لم يذكر في النواقض عقيدة بعض الصوفية المعتقدين بأن هناك أقطابًا أربعة يُدَبرون أمور الكون! مع أن المشركين السابقين يسندون التدبير لله.
6 -
قال إن التفلت من التكاليف طبعِ بشري صاحب الإِنسان منذ نشأته:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} ."سورة طه آية 115"
أقول: لا يجوز لأي مسلم كان إطلاق هذا التعبير لعدم صحته، ولما فيه من المس بكرامة النبي آدم الذي نسيَ أمرَ ربه ولم يتفلت؛ ولو أنه قال: إن الخطأ والنسيان مِن طبيعة الإِنسان لكان صوابًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(كلُّ بني آدمَ خطاء وخيرُ الخطائين التوابون)"حسن رواه أحمد"
وقال العلماء: ما سُمِّيَ الإِنسان إنسانًا إلا لِنِسيَانه.