المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الصلوات المبتدعة نسمع كثيرًا من صيغ الصلاة على النبي صلى الله - مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع - جـ ٣

[محمد جميل زينو]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌ المجلد الثالث

- ‌(1)شهادة الإِسلام لا إله إلا الله محمد رسولُ الله

- ‌أركان الإِسلام

- ‌أركان الإِيمان

- ‌مكانة لا إله إلا الله

- ‌فضل لا إله إلا الله

- ‌لا معبود بحق إلا الله

- ‌لا إله في الوجود إلا الله

- ‌لا خالق إلا الله

- ‌لا مطاع إلا الله

- ‌تفسير سيد قطب

- ‌تفسير ابن تيمية

- ‌لا حاكم إلا الله

- ‌ملاحظات على كلام سيد قطب

- ‌تفسير محمد قطب

- ‌من لم يستطع الحكم بالقرآن

- ‌تحقيق الشهادتين (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)

- ‌الأنبياء دينهم واحد

- ‌متى تنفع لا إله إلا الله

- ‌الرد علي بعض الشبهات

- ‌رد الحافظ ابن رجب

- ‌أفضل شعب الإِيمان

- ‌شروط "لا إله إلا الله

- ‌حقيقة لا إله إلا الله

- ‌معنى محمد رسول الله

- ‌أهمية التوحيد

- ‌من فضل التوحيد

- ‌نواقض لا إله إلا الله

- ‌وحدة الوجود في الظلال

- ‌لا تصدق الدجالين

- ‌رُكنا لا إله إلا الله

- ‌من فوائد لا إله إلا الله

- ‌دعاء الليل المستجاب

- ‌(2)كيف نفهم التوسل على ضوء الكتاب والسنة

- ‌التوسل المشروع وأنواعه

- ‌التوسل الممنوع

- ‌{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}

- ‌معنى لا إله إلا الله

- ‌{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

- ‌استعن بالله وحده

- ‌الدعاء لا يحتاج إلى واسطة

- ‌الدعاء هو العبادة

- ‌أحاديث ضعيفة في التوسل

- ‌شبهات حول التوسل

- ‌الشبهة الأولى

- ‌الشبهة الثانية

- ‌التوسل بالأحياء لا بالأموات

- ‌خلاصة البحث

- ‌التوسل بالرسول ثلاثة أقسام

- ‌دفع توهم

- ‌لا تدعوا مع الله أحدا

- ‌إلَهي أنت المغيث وحدك

- ‌(3)أخطاء شائعة يجب تصحيحها على ضوء الكتاب والسنة

- ‌أخطاء مِن الشرك الأكبر

- ‌أخطاء من الكفر

- ‌أخطاء من الشرك الأصغر

- ‌أخطاء في حق الله تعالى

- ‌أخطاء تتعلق بعلم الغيب

- ‌أخطاء في أسماء الله

- ‌أخطاء في حق الإِسلام

- ‌أخطاء في معنى الإله

- ‌أخطاء في العبادات

- ‌أخطاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أخطاء في التحليل والتحريم

- ‌أخطاء في حق المسلم

- ‌أخطاء في حق غير المسلم

- ‌أخطاء في أحوال المسلمين عامة

- ‌أخطاء في عادات الناس

- ‌أخطاء في حق الناس

- ‌أخطاء في التسمية

- ‌(4)كيف اهتديت إلى التوحيد والصراط المستقيم

- ‌المقدمة

- ‌الولادة والنشأة

- ‌كنت نقشبنديًا

- ‌ملاحظات على الطريقة النقشبندية

- ‌كيف انتقلت إلى الطريقة الشاذلية

- ‌الطريقة القادرية

- ‌التصفيق في الذكر

- ‌الضرب بالشيش (بسيخ الحديد)

- ‌الطريقة المولوية

- ‌درسٌ عجيب مِن شيخ صوفي

- ‌الذكر في المساجد عند الصوفية

- ‌كيف يعامل الصوفية الناس

- ‌كيف اهتديت إلى التوحيد

- ‌معنى وهابي

- ‌مناقشة مع الشيخ الصوفي

- ‌لا يعلم الغيب إلا الله

- ‌جولة مع جماعة التبليغ

- ‌الخروج مع التبليغ للدعوة

- ‌مناقشة شروط الجماعة

- ‌الدين النصيحة

- ‌الجماعة الصوفية

- ‌جماعة الدعوة والتبليغ:

- ‌جماعة الإخوان المسلمين:

- ‌السلفيون، وأنصار السنة المحمدية:

- ‌حزب التحرير

- ‌جماعة الجهاد وغيرهم

- ‌نصيحتي إلى جميع الجماعات

- ‌تنبيهات على ملاحظات

- ‌الخلاصة

- ‌تنبيه هام

- ‌(5)دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بين المعارضين والمؤيدين

- ‌ما معنى وهابي

- ‌محمد بن عبد الوهاب

- ‌معركة التوحيد والشرك

- ‌موقف المشايخ من التوحيد

- ‌التعقيب على كتاب الخطيب

- ‌الدعوة المحمدية

- ‌الخلاف بين الصحابة

- ‌أسماء الله توقيفية

- ‌هل يكفي توحيد الربوبية

- ‌التناقض في كتاب الخطيب

- ‌الدعوة لا تكفر المسلمين

- ‌التثبت واجب

- ‌هدم معالم الشرك

- ‌الدين ينكر البدع

- ‌الإستعانة الجائزة

- ‌رد الإتهام بالتكفير

- ‌الدعوة لا تقوم على العنف

- ‌الرد على أبي زهرة

- ‌الإفتراء على الدعوة

- ‌من فضائل الدعوة

- ‌اتهامات مردودة

- ‌الجهل بالوثنية

- ‌مناقشة حول الوهابية

- ‌معتقد السلفية

- ‌ردود على أباطيل

- ‌من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الإنتشار ومواقع النفوذ:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب

- ‌أقوال المستشرقين

- ‌عقيدة المسلم

- ‌(6)نداء إلى المربين والمربيات لتوجيه البنين والبنات

- ‌شروط المربي الناجح

- ‌وظيفة المعلم

- ‌من واجبات المعلم

- ‌وصايا لقمان الحكيم لابنه

- ‌من هداية الآيات

- ‌وصايا نبوية مهمة للأولاد

- ‌من فوائد الحديث

- ‌من آداب الإِسلام

- ‌مِن آداب الزيارة والإستئذان

- ‌مِن فوائد الآيات والحديث

- ‌الطريق الصحيح للإستئذان المشروع

- ‌استئذان الأولاد والخدم والأقارب

- ‌مِن آداب المعلم والمعلمة

- ‌مِن آداب الطلاب والطالبات

- ‌المعلم المسلم داعية

- ‌كيف قامت الدولة الإسلامية في عهد النبوة

- ‌منهاج الدعوة السلفية

- ‌نصيحة عامة

- ‌النشاط المدرسي

- ‌من فوائد القصة

- ‌المسابقات في المدرسة

- ‌كيف ندرس القرآن الكريم

- ‌الرياضة البدنية

- ‌الطرق التربوية الناجحة

- ‌المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد

- ‌التحذير من الأمور الضارة

- ‌المكافآت والعقوبات

- ‌العقوبات وأضرارها

- ‌أضرار العقوبات المادية

- ‌العقوبات الممنوعة

- ‌علاج الغضب:

- ‌العقوبات التربوية المفيدة

- ‌أخطاء بعض المعلمين والموظفين

- ‌من فوائد الحديث

- ‌إلى المعلمات والمدرسات

- ‌خلاصة الرسالة

- ‌(7)تكريم المرأة في الإِسلام على ضوء الكتاب والسنة المطهرة

- ‌المرأة عند العرب في الجاهلية

- ‌وأد البنات في الجاهلية

- ‌تكريم المرأة في الإِسلام

- ‌سورة النساء تكريم للمرأة

- ‌قوامة الرجل للتنظيم لا للإستبداد

- ‌الرجال قوامون على النساء

- ‌علاج المرأة العاصية لزوجها

- ‌تكريم الإِسلام للأم

- ‌حق الزوجة وحق الزوج

- ‌من فوائد الخطبة العظيمة

- ‌الحكمة في خلق الرجل والمرأة

- ‌سبب اختلاف الرجل عن المرأة

- ‌حجاب المرأة المسلمة

- ‌لباس الرجل والمرأة

- ‌الحجاب تكريم وحفظ للمرأة

- ‌تعدد الزوجات تكريم للمرأة

- ‌المرأة سلاح ذو حدين

- ‌فساد المرأة والرجل

- ‌مسؤولية المرأة المسلمة

- ‌نتائج عمل المرأة خارج البيت

- ‌المرأة سبب البطالة في المجتمعات الغربية

- ‌خطر الإختلاط في المدارس

- ‌شروط عمل المرأة المسلمة

- ‌كيف تختار المرأة زوجها وكيف يختارها

- ‌حرية المرأة في اختيار زوجها

- ‌الرسول صلى الله عليه وسلم يكرم البنات

- ‌القرآن يكرم الإناث

- ‌كرامة المرأة المسلمة

- ‌تحريم قتل النساء في الحرب

- ‌محافظة الإِسلام على سمعة المرأة

- ‌الوحي ينتصر للمرأة

- ‌العمل بمشورة النساء الصالحات

- ‌موقف المرأة المسلمة من الدين

- ‌وصية امرأة لابنتها في زفافها

- ‌شرط الولي لنكاح المرأة

- ‌واجب ولي المرأة

- ‌الخنساء قبل الإِسلام وبعده

- ‌إهانة المرأة في بلاد الكفر

- ‌فتاة أمريكية تعتنق الإِسلام

- ‌هاجر تدعو للإسلام

- ‌الخليفة ينقذ المرأة الضعيفة

- ‌أهمية تربية النساء

- ‌(8)تحفة الأبرار في الأدعية والآداب والأذكار

- ‌أسباب نشر الأدعية

- ‌الأخذ بالأسباب المشروعة

- ‌الأمر بالدعاء

- ‌من فضائل الدعاء

- ‌من آداب الدعاء

- ‌مِن فوائد الدعاء

- ‌أوقات إجابة الدعاء

- ‌الذين يستجاب دعاؤهم

- ‌المحَرم مِن الدعاء

- ‌شروط الدعاء

- ‌الخوف والرجاء

- ‌الدعاء لا يحتاج إلى واسطة

- ‌(الدعاء هو العبادة)

- ‌دعاء من القرآن الكريم

- ‌مِن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن استعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌دعاء الإستخارة

- ‌دعاء الشفاء

- ‌دعاء الضائع

- ‌الدعاء المستجاب

- ‌نصائح وتوجيهات

- ‌آداب الأكل والشرب

- ‌آداب السفر

- ‌دعاء الركوب والسفر

- ‌آداب السلام

- ‌فضل الذكر

- ‌مِن فوائد الذكر

- ‌الذكر في الصباح والمساء

- ‌الذكر عند النوم والإستيقاظ

- ‌الذكر عند الدخول والخروج من المنزل

- ‌الذكر عند دخول المسجد والخروج منه

- ‌الذكر عند الأذان

- ‌الذكر بعد الصلاة

- ‌الذكر عند الغضب

- ‌الذكر عند الكرب والمصائب

- ‌الذكر وكفارة المجلس

- ‌احذر قراءة هذه الكتب

- ‌(9)فضائل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام صلى الله عليه وسلم

- ‌المقدمة

- ‌الأمر بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الصلاة على النبي في الصلاة

- ‌صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معنى الصلاة والسلام والبركة

- ‌مَن هم آل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌توضيحات حول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مواضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الإسرار بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أقوال الأئمة في حكم الجهر

- ‌الصلوات المبتدعة

- ‌الصلاة النارية

- ‌كتاب دلائل الخيرات

- ‌ماذا تعرف عن قصيدة البردة

- ‌حسان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌ ‌الصلوات المبتدعة نسمع كثيرًا من صيغ الصلاة على النبي صلى الله

‌الصلوات المبتدعة

نسمع كثيرًا من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مبتدعة لم ترد في كلام الرسول وصحابته والتابعين والأئمة المجتهدين، بل هي من وضع المشايخ المتأخرين. وقد راجت هذه الصيغ بين العوام وأهل العلم فأخذوا يقرأونها أكثر مما يقرأون الصلوات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وربما تركوا الوارد الصحيح ونشروا الصلوات المنسوبة إلى مشايخهم، ولو أمعنا النظر في هذه الصلوات لرأينا فيها مخالفة لهدي الرسول الذي نصلي عليه:

ومن هذه الصلوات المبتدعة قولهم:

1 -

الصلاة والسلام عليك يا أولَ خلق الله:

أقول: هذا مخالف لما جاء به القرآن من أن أول المخلوقات من البشر هو: آدم عليه السلام. قال الله تعالى:

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} "ص: 71"

والصواب أن يُقال: الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله أو يا خاتم رسل الله.

2 -

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آلِ محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء، وارحم محمدًا وآل محمدًا حتى لا يبقى من الرحمة شيء، وبارك على محمد، وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البركة شيء، وسلم على محمدٍ وعلى آل محمدٍ حتى لا يبقى من السلام شيء.

أقول: قوله: (حتى لا يبقى من الصلاة شيء

حتى لا يبقى من الرحمة شيء

حتى لا يبقى من البركة شيء

).

مِن الفلسفة الفارغة التي فيها من التضييق لرحمة الله الواسعة وبركته وسلامه، وهي منافية لقول الله تعالى:

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}

3 -

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد عدد مَن صَلَّى عليه إلى قوله:

اللهم صَلَّ على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله.

أقول: هذا مِن الكذب الصريح على النبي صلى الله عليه وسلم والغلُو فيه ولا أدري فكيف يزعمون ذلك عنه، وهو صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا به فليتقوا الله، وإذا كانت الوحوش تتعلق بذيله، فكيف يستطيع أن يمشي؟

ص: 448

4 -

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك.

أقول: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو بحر أنوار الله تعالى، ومعدن أسراره، فهل يكون النور قد انطفأ والسر قد مات بموت النبي صلى الله عليه وسلم؟

هذا الكلام لا دليل عليه، وفيه غُلو لا يرضاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

5 -

اللهم صَلِّ على مَن تفتقت مِن نوره الأزهار.

أقول: وهذا أَيضًا من افتراءات الصوفية فمحمد صلى الله عليه وسلم خلق من تراب. قال الله تعالى:

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} . "الكهف: 110"

وليست الأزهار منه ولا دليل على ذلك، والله تعالى يقول:

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم} . "الإسراء: 36"

6 -

اللهم صَلَّ على سيدنا محمد السابق للخلق نوره.

أقول: هو لم يخلق مِن نور، بل خُلق مِن تراب، ثم هو من أبوين وليس هو سابق للخلق، بل أول الخلق من البشر آدم عليه السلام. قال الله تعالى:

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} "ص: 71".

7 -

اللهم صَلَّ على أفضل مَن طَاب منه البخار وسحابه الفخار، واستنارت بنور جبينه الأقمار، وتضاءلت عند جنود يمينه الغمائم والبحار.

أقول: الإدعاء بأن الأقمار قد استنارت من نور جبينه باطل لا دليل عليه، والأقمار موجودة قبل خلق النبي صلى الله عليه وسلم.

8 -

اللهم صَلَّ على محمد هو قطب الجلالة.

أقول: الزعم بأنه قطب الجلالة شرك بالله؛ لأن الله تعالى وحده هو ذو الجلال والإِكرام. قال الله تعالى:

{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} "الرحمن: 78".

9 -

اللهم صَلِّ على مَن منه انشقت الأسار وَانفلقت الأنوار وفيه ارتقت الحقائق وتنزلت علوم آدم.

أقول: مِن أين لهم هذا الزعم الباطل أن علوم آدم تنزلت منه، وكذا انفلاق الأنوار، وقد بيّن الله في كتابه أنه هو الذي علَّم آدم.

قال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} . "البقرة: 31"

ص: 449

وقال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا} . "الإسراء: 85"

فالله تعالى هو الذي أعطن آدم وذريته العلم، وأكرمهم بذلك، وأمر ملائكته بالسجود له.

10 -

اللهم صَلِّ على محمد طِبِّ القلوب ودوائها، وعافيةِ الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وعلى آله وسلم.

أقول: إن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره فهذه الصيغة تخالف قول الله تعالى:

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ} . "يونس:49"

وتخالف قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم فإنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله). "رواه البخاري"

ومعنى الإِطراء: هو مجاوزة الحد أو الزيادة في المدح.

11 -

رأيت كتابًا في فضل الصلوات لشيخ لبناني صوفي كبير فيه هذه الصيغة: اللهم صَلِّ على محمد حتى تجعل منه الأحدية القيومية.

أقول: الأحَدِية والقَيومِية مِن صفات الله الواردة في القرآن قد جعلها هذا الشيخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

12 -

اللهم صَلِّ على محمد الذي خلقت مِن نوره كل شيء.

أقول: الشيء يشمل آدم وإبليس، والقردة والخنازير فهل يقول عاقل بأنهم خلقوا من نور محمد؟!

لقد عرف الشيطان خلقه وخلق آدم حين قال في القرآن:

{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} . "ص:76"

فهذه الآية تكذب الصيغة وتبطلها.

13 -

الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، ضاقت حيلتي فأدركني يا حبيبَ الله. أقول: الجزء الأول من الصلاة صحيح.

ولكن الخطر والشرك في الجزء الثاني. من قوله: (أدرِكني يا حبيب الله)!

وهذا مخالف لقول الله تعالى:

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} . "النمل: 62"

وقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} . "الأنعام:17"

ص: 450

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أصابهَ همٌّ أو غمٌّ قال:

(يا حَيُّ يا قَيُّوم برحمتك أستغيث). "حسن رواه الترمذي"

فكيف يجوز لنا أن نقول له: أدركنا ونَجنا!! وهذه الصيغة مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم:

(إذا سألتَ فاسألِ الله وإذا استعنتَ فاستعِن بالله).

"رواه الترمذي وقال: حسن صحيح"

14 -

اللهم صَلِّ على محمد الفاتح لما أُغلِق

وتُسمى صلاة الفاتح.

أقول: قائلها يزعم أن مَن يقرأها أفضل له مِن قراءة القرآن بستة آلاف مرة، ونُقل ذلك عن الشيخ أحمد التيجاني رئيس الطائفة التيجانية.

إنها لسفاهة أن يعتقد العاقل فضلًا عن المسلم أن قراءة هذه الصيغة المبتدعة أفضل من قراءة كلام الله مرة واحدة فضلًا عن ستة آلاف مرة، وهذا ما لا يقوله مسلم، وأما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاتح لما أُغلق على إطلاقه دون تقييده بمشيئة الله تعالى، فهو خطأ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفتح مكة إلِّا بمشيئة الله تعالى، ولم يستطع فتح قلب عمّه للإِيمان بالله بل مات على الشرك، والقرآن يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا:

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَن أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} "القصص: 56".

وقال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} "الفتح: 1"

15 -

اللهم صَلِّ على محمد ما سَجعَتِ الحمائم ونفعَت التمائم!

أقول: التميمة هي الخيرزة والخيط ونحوها، التي تعلق على الأولاد وغيرهم للحماية مِن العين، ولا تنفع مُعلِّقا ولا مَن عُلَّقت له، بل هي من أعمال المشركين، قال صلى الله عليه وسلم:

(مَن علق تميمة فقد أشرَك). "صحيح رواه أحمد"

فهذه الصيغة تخالف الحديث وتجعل الشرك والتميمة قربة إلى الله تعالى فنسأل الله العافية والهداية.

16 -

صلوات الله عليك يا نبي

يا مُجليَ الهَمِّ والكُرَب.

المقطع الأول من هذا الكلام صحيح، ولكن الخطر والشرك في المقطع الثاني؛ لأن كاشف الهمِّ والكُرَب هوالله وحده.

قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} . "الأنعام: 17"

وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} . "الجن: 21"

ص: 451