الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
-
اعتاد المؤذنون في البلاد الإِسلامية -ما عدا السعودية- الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان أو قبله، فما حكم الشرع فيه؟
الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان أو قبله لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم. والمؤذنون في عهده: (بلال وأبو محذورة وغيرهما).
ولم يفعله الصحابة والخلفاء الراشدون والتابعون، ولو كان الجهر خيرًا لسبقونا إليه.
1 -
الأذان عبادة مبناها على التوقف حتى يأتي الدليل، ولا دليل على الجهر من الكتاب والسنة.
2 -
الأذان ألفاظ معروفة يبدأ بقول المؤذن: (الله أكبر) وينتهي عند قول المؤذن (لا إله إلَّا الله).
3 -
الجهر بالصلاة بعد الأذان لم يقله أحد من الأئمة الأربعة والذين من بعدهم من القرون المفضلة.
4 -
الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان يشوش على الصلين الذين يصلون السنة بعد الأذان، وقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى جماعة يُصلون وجماعة يقرأون القرآن، فقال:
(أيها الناس: كُلكم يناجي ربه، لا يَجهرْ بعضكم على بعض في القرآن).
"صحيح رواه أحمد"
فإذا كان قارئ القرآن قد نهاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجهر بقراءته ويرفع صوته لئلا يُشوش على المصلين، فما بالك بالجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟ فهو أولى بالمنع من الجهر بالقرآن.
5 -
اعتاد المؤذنون المتأخرون: أن يجهروا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الجمعة وقبل أذان الفجر، وأما أذان المغرب فلا يجهرون بعده، فما هو السبب، وما الدليل على هذا التفريق: قبل الأذان تارة، وتارة بعده، وتارة عدمه؟
6 -
وهناك زيادة في الأذان: (حَي على خير العمل) أحدثها الفاطميون (الدروز) حتى جاء السلطان صلاح الدين فأبطلها بعد أن أزال الدولة الفاطمية في مصر. "انظر خُطط المقريزي"
7 -
لقد تبين للقارىء أن الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان أوقبله لا دليل عليه من الكتاب والسنة، وإنما هي بدعة أحدثها المتأخرون؛ لأن الله تعالى أنكر على المشركين بدعهم فقال الله تعالى ينكر على المشركين بدعهم:
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} . "الشورى: 21"
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من البدع فقال:
1 -
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ). "متفق عليه"
2 -
(مَن عَمِل عمَلًا ليس عليه أمرنا فهو رَد). "رواه مسم"
[ردٌّ: أي مردود على صاحبه غير مقبول].
3 -
وقال ابن عمر: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة.
4 -
وقال حذيفة: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها.
5 -
وقال غضيف من التابعين: ما ظهرت بدعة إلِّا تُرك مثلها سُنة.
6 -
وقال الإِمام مالك: مَن ابتدع في الإِسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول:
"المائدة: 3"
فما لم يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا.
7 -
وقال الشافعي: مَن استحسَن فقد شرَّع، ولو جاز الاستحسان في الدين لجاز ذلك لأهل العقول من غير أهل الإِيمان، ولجاز أن يُشرَع في الدين في كل باب، وأن يُخْرِج كل إنسان شرعًا جديدًا.