الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شروط "لا إله إلا الله
"
س 1 - ما هي شروط "لا إله إلا الله" وما معناها؟
ج 1 - اعلم يا أخي المسلم -هدانا الله وإياك- أن "لا إله إلا الله" مفتاح الجنة، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك.
وأسنان هذا المفتاح هي شروط "لا إله إلا الله" الآتية:
1 -
العلم بمعناها: وهو نفي المعبود بحق عن غير الله، وإثباته لله وحده.
قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} . "سورة محمد آية 19"
(أي لا معبود في السموات والأرض بحق إلا الله).
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة). "رواه مسلم"
2 -
اليقين المنافي للشك: وذلك أن يكون القبب مستيقنًا بها بلا شك. قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} . "سورة الحجرات آية 15"(لم يرتابوا: أي لم يَشُكُّوا)
وقال صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله لا يلقى اللّة بهما عبدٌ غيرُ شَاكٍّ، فيُحجبُ عن الجنة). "رواه مسلم"
3 -
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:
قال الله تعالى حكاية عن المشركين:
{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} . "سورة الصافات آية 35، 36"
(أي يستكبرون أن يقولوها كما يقولها المؤمنون). "ذكره ابن كثير"
وقال صلى الله عليه وسلم: (أُمِرتُ أن أُقاتل الناسَ حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمَن قال لا إله إلا الله فقد عصَم مني ماله ونفسه إلا بحق الإِسلام وحسابه على الله عز وجل). "متفق عليه"
4 -
الإنقياد والإستسلام لما دلت عليه: قال تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} . "سورة الزمر آية 54"
(أي ارجعوا إلى ربكم واستسلموا له). "ذكره ابن كثير"
5 -
الصدق المنافي للكذب، وهو أن يقولها صدقًا من قلبه.
"سورة العنكبوت آية 1 - 3"
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحَد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صِدقًا مِن قلبه إلا حَرمَه الله على النار). "متفق عليه"
6 -
الإِخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك. قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} . "سورة البينة آية 5"
وقال صلى الله عليه وسلم: (أسعَد الناس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال لا إله إلا الله خالصًا مِن قلبه، أو نفسه). "رواه البخاري"
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حَرمَ على النار مَن قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل). "رواه مسلم جـ 1/ 456"
7 -
المحبة لهذه الكلمة الطيبة، ولما اقتضَت ودلَّت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقض ذلك. قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} . (أندادًا: شركاء). "سورة البقرة: آية 116"
وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجدَ بهِن حلاوة الإِيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سِواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذفَ في النار). "متفق عليه"
(بتصرف من كتاب الولاء والبراء للشيخ محمد بن سعيد القحطاني).
8 -
أن يكفر بالطاغوت: وهو الشيطان وما يدعو إليه من عبادة غير الله، ويؤمن بالله ربًا ومعبودًا بحق. قال الله تعالى:
{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} . "سورة البقرة آية 256"
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن قال لا إله إلا الله، وكفرَ بما يُعبَد مِن دون الله حَرُم ماله ودمه). "رواه مسلم"
9 -
ومن شروطها أن تقال كاملة، فلا يجوز الفصل بين النفي والإثبات: فلا يقال: (لا إله) عدة مرات ويقال بعد ذلك (إلا الله) عدة مرات كما يفعل الصوفية لأن ذلك من البدع المحدثة، ولأن فيها نفي الألوهية عن الله، وذلك صريح الكفر ثم
الِإثبات بعد ذلك بمدة لا يفيد شيئًا وهو من التلاعب في ذكر الله، ولو مات القائل بعد النفي كيف يكون حاله؟
10 -
والذكر بالاسم المفرد لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقولهم: (الله) ويكررونها آلاف المرات، محتج الصوفية على ذلك بقوله تعالى:(قل الله) ولو قرأوا أول الآية لعرفوا خطأ استدلالهم: وأولها:
{قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ. . . . قُلِ اللَّهُ} الآية. (أي قل الله أنزله)"سورة الأنعام 91"
11 -
لا يجوز استبدال كلمة (الله) بكلمة (هو) كما يفعل الصوفية حينما يقولون (ياهو) لأن (هو) ليست من أسماء الله، بل هو ضمير منفصل مثل قوله تعالى:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ} . "سورة البقرة"
فكلمة (هو) ضمير يعود على الإِله.