الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخطاء بعض المعلمين والموظفين
هناك أخطاء منتشرة بين كثير من الناس، ولا سيما بين المدرسين والموظفين والعمال وغيرهم ممن يقومون بمصالح الشعب، لذلك يجب تصحيح أوضاعهم وسلوكهم، لأنهم مسئولون عن أعمالهم أمام الله تعالى، فقد قال عز وجل:
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93]
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن الله سائلٌ كل راع عما استرعاه: أحفِظَ ذلك أم ضَيَّعه)؟ "حسن رواه النسائي"
اِعلم يا أخي المسلم -هدانا الله وإياك- أن بعض الموظفين والمدرسين مقصرون يحتاجون إلى نصح:
1 -
لا تتأخر عن الدوام المحدد، فتضر الناس، وتؤخر أعمالهم فالمعلم والموظف الذي لا يأتي إِلا متأخرًا يكون مهملًا لواجبه يأخذ راتبه حرامًا على قدر تأخره، ومن المؤسف أنه لا يوجد في الدوائر من يراقب دوام الموظف الذي يتأخر عن عمله، أو يذهب بعد دوامه ليقضي مصالحه، ويترك أعماله ومراجعيه؛ وإن وجد المراقب وهو الرئيس والمسئول، فلا يقوم بواجبه أحيانًا.
2 -
لا تضيع أوقاتك في قراءة الجرائد والمجلات، واستقبال الأصدقاء، وغير ذلك مما يسبب تأخير العمل، ولا سيما إذا كان هناك مراجعون ينتظرون معاملاتهم، أو كان هناك طلاب ينتظرون مدرسهم، وكثيرًا ما يأتي الموظف زائر مِن أصدقائه، فيستقبله ويتحدث إليه ويقدم له الضيافة، ويترك أعماله، وحدث هذا في إحدى الدوائر حينما جاء ضيف لهذا الموظف، فأدخله الغرفة، وأغلق الباب لئلا يدخل عليه المراجعون، ولم يفتح الباب إِلا بعد مدة طويلة، والناس يقفون على أرجلهم يقاسون شدة الحر والازدحام ينتظرون الموظف، وكثيرًا ما يأخذ الآذن الرشوة من المراجعين ليأخذ منهم الأوراق، والموظف غافل عن هذه الرشوة، لا يبالي بما يعانيه المراجعون من عناء وتعب وعندما يراجعه أحد الواقفين يصيح به الموظف ويخرجه، لينتظر دوره، وقد غفل عن اللوحة التي بجانبه، وقد كتب عليها، الزيارات الخاصة ممنوعة.
هذه المآسي المسئول عنها هم بعض الرؤساء الذين يتساهلون معهم، فإن عثمان -رضي
الله عنه- قال: إن الله ليزَع بالسلطان ما لا يزَع بالقرآن.
3 -
راقب الله سبحانه وتعالى في عملك سواء كنت حاكمًا أو مدرسًا أو موظفًا، واعطف على إخوانك المراجعين، وعاملهم بمثل ما تحب أن يعاملوك، وأنجز لهم أعمالهم، وقدم لهم النصيحة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(الدين النصيحة، قلنا لِمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئِمة المسلمين وعامتهم). "رواه مسلم"
وليست النصيحة من واجب العالم الذي يعظ الناس في المسجد فحسب، بل هي واجبة على كل مسلم ولا سيما المدرسين، وكم من موظف لم ينصح المراجع، حتى كلفه ذلك عناء ومشقة ومالًا.
4 -
لا تتكبر على المراجعين فأنت من الشعب وهم إخوانك، وأنت تأخذ الراتب لتخدمهم وتقضي مصالحهم وتذكر وصية لقمان الحكيم لولده التي ذكرها الله تعالى حين قال:{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]
واجب العامل وصاحب العمل:
1 -
اعمل بإخلاص، ولا تضيع وقتك بدون عمل، حتى تأخذ الأجر حلالًا.
2 -
انصح صاحب العمل، واحذر غشه ولو كان غير مسلم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(مَن غش فليسَ منا). "صحيح رواه الترمذي"
3 -
عليك بإتقان العمل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن الله يحب إذا عَمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقنه). "حسن رواه البيهقي"
4 -
احرص على الوفاء بوعدك، ولا تخلف به، لتكسب ثقة الناس، ولئلا تقع
في ذنب كبير: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كذب، وإذا وَعدَ أخلفَ، وإذا اؤتِمن خان). "متفق عليه"
5 -
على صاحب العمل أن يعطي العامل بالقدر الذي يستحقه، ولا سيما إذا كان بينهما اتفاق، وأن لا يتأخر عن دفع حقه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(مَطلُ الغَني ظْلم). "متفق عليه"
التقليد الأعمى ضار:
إن من العيوب المنتشرة بين المسلمين، والأخطاء التي يجب تركها هو التقليد الأعمى، فبعض المسلمين - أصلحهم الله - كالببغاء يُردد عن الغرب أو الشرق كل كلمة أو فعل من غير أن يفهم ما يقول أو يفعل، أو ليقال عنه متمدن، أو متطور، وهذا خطأ كبير.
1 -
احذر يا أخي المسلم أن تقلد غيرك تقليدًا أعمى حتى تسأل عنه، وتعرضه على الإِسلام، فقد يكون محرمًا كلبس خاتم الخطبة الذي تقدمه الزوجة للزوج زعمًا منها أن هذا الخاتم يمنعه من الإختلاط بالفتيات، ونسيت أن الزوج بإمكانه أن يخلعه عندما يريد الإختلاط، وهذه العادة مأخوذة عن النصارى، ولا سيما إذا كان الخاتم من الذهب المحرم على الرجال، وقد نَهَى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن التشبه بالكفرة فقال:(مَن تشبه بقوم فهو منهم). "صحيح رواه أبو داود"
2 -
ومن التقليد المذموم، الذي جلب للمسلمين الذلة والصغار الحكم بقوانين الغرب المخالفة للإسلام، وترك الحكم بشريعة الله عز وجل التي أعزت المسلمين في عصر النبوة والصحابة ومَن بعدهم.
3 -
احذر لبس الذهب فهو محرم على الرجال حلال للنساء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال:(يعمَد أحدكم إلى جمَرة مِن نار، فيجعلها في يده! فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفِع به، قال: لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرَحه رسول الله). "رواه مسلم"