الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملاحظات على الطريقة النقشبندية
1 -
تمتاز هذه الطريقة بأورادها السّرية الخفية، فليس فيها رقص ولا تصفيق مما عند غيرهم من الطرق المشهورة.
2 -
هذا الاجتماع على الذكر، وتوزيع الحصى على كل واحد، والموكل بالختم يأمرهم أن يقولوا كذا، ووضعهم الحصى في كأس ماء ليشربوا منه، ويستشفوا به، هذا كله من البدع التي أنكرها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حينما دخل المسجد، فرأى جماعة يتحلقون، وبأيديهم الحصى، يقول أحدهم: سبّحوا كذا، افعلوا كذا عدد الحصى التي بأيديهم، فقال لهم موبخًا:"ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح قال: فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم؟ هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تُبلَ وآنيته لم تُكسَر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى مِلَّة أهدى مِن ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة؟ "حسن رواه الدارمي والطبراني"
وهذه قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم وُفِّقُوا إلى عمل لم يصل إليهِ علم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكونوا في ضلالة، والفَرَض الأول منتف حتمًا؛ لأنه لا أحد أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق إلا الفَرَض الآخر.
3 -
الرابطة الشريفة: ويعنون بها أن يتصوروا صورة الشيخ أمامهم في الذكر ينظر إليهم، ويراقبهم لذلك تراهم يخشعون ويصيحون بأصوات منكرة غير واضحة، وهذه مرتبة الإِحسان التي وردت في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الإِحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). "رواه مسلم"
ففي هذا الحديث يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نعبد الله كأننا نراه، وإذا كنا لا نراه، فإنه يرانا، هذه مرتبة الإِحسان التي هي لله وحده، قد أعطوها لشيخهم وهذا من الشرك الذي نهى الله عنه بقوله:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} . [النساء: 36]
فالذكر عبادة لله لا يجوز أن نشرك به أحدًا، ولو كان من الملائكة أو الرسل والمشايخ دون رتبتهم، فلا يجوز إشراكهم من باب أولى! والحقيقة أن تصور الشيخ في الذكر موجود أيضًا في الطريقة الشاذلية، وغيرها من الطرق الصوفية كما سيأتي.
4 -
هذا الصياح الشديد الذي يعتريهم عند ذكر الشيخ، أو طلب المدد من غير الله كأهل البيت، ورجال الله، هو من المنكرات بل هو من الشرك المنهي عنه، فإذا كان الصياح عند ذكر الله منكرًا؛ لأنه يتنافى مع قول الله تعالى:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} . "سورة الأنفال: 2"
وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أيها الناسِ إرْبعوا على أنفسِكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون
سميعًا قريبًا وهو معكم). "متفق عليه"
فإن الصياح والخشوع والبكاء عند ذكر الأولياء أشد إنكارًا لأن هذا يدل على الإستبشار الذي حكاه الله عن المشركين حين قال:
5 -
الغلو في شيخ الطريقة واعتقادهم أنه يشفي المرضى، مع أن الله تعالى ذكر قول إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم.
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} . [الشعراء: 80]
(وقصة الغلام المؤمن الذي كان يدعو للمرضى، فيشفيهم الله، حين قال له جليس الملك: لك هذا المال إن أنت شفيتني! فقال له الغلام: (أنا لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله إن أنتَ آمنتَ بالله دعوت الله فشفاك). "القصة رواها مسلم في صحيحه"
6 -
الذكر عندهم باللفظ المفرد وهو (الله) آلاف المرات هي وِردهم، مع أن هذا الذكر بلفظ (الله) لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا التابعين، ولا عن الأئمة المجتهدين، بل هو من بدع الصوفية؛ لأن لفظ (الله) مبتدأ، ولم يأت بعده خبره، فأصبح الكلام ناقصًا، ولو أن إنسانًا نادى اسم (عمر) عدة مرات، فنقول له: ماذا تريد من عمر؟ فلم يرد علينا إلا باسم (عمر، عمر) لقلنا إنه معتوه، لا يدري ماذا يقول؟ ويستشهد الصوفية على الذكر المفرد بقول الله تعالى:{قُلِ اللَّهُ} ولو أنهم قرأوا الكلام الذي قبله لعرفوا أن المراد: قل الله أنزل الكتاب، ونص الآية:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ. . . قُلِ اللَّهُ} "سورة الأنعام: 91"
[أي قل الله أنزل الكتاب].