الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة النارية
اللهم صَلِّ صلاة كاملة، وسَلم سلامًا تامًا على سيدنا محمد الذي تنحَل به العُقد وتنفرج به الكرَب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم لك.
أقول: تُسمى هذه الصلاة (الصلاة النارية) وهي معروفة عند كثير مِن الناس، وأن مَن قرأها 4444 مرة بنيّة تفريج كَرب، أوقضاء حاجة، تُقضى له، وهذا زعم باطل لا دليل عليه، فإن عقيدة التوحيد التي دعا إليها القرآن الكريم، وعلمنا إياها رسوِل الله صلى الله عليه وسلم تُحَتم على كل مسلم أن يعتقد أن الله وحده هو الذي يَحل العُقد، ويُفرَج الكُرب، ويقضي الحوائج، ويُعطي ما يطلب الإِنسان حين يدعوه، ولا يجوز لمسلمٍ أن يدعو غير الله لتفريج هَمهِ أو شفاء مرَضه، ولو كان المدعو مَلَكًا مُرسلَا، أو نبيًا مقربًا، وهذا القرآن ينكر دعاء غير الله مِن المرسلين والأولياء فيقول:
قال ابن مسعود: نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرًا مِن الجِن، فأسلم الجن والإِنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم.
"ذكره ابن كثير وأصله في البخاري"
1 -
كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقال عنه يَحل العُقَد، ويُفَرج الكرب، والقرآن يأمره ويقول له:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} "الأعراف: 188".
2 -
وجاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: ما شاء الله وشئت فقال: (أجعَلتني لله نِدًّا قل ما شاء الله وحده). "حسن رواه النسائي"
[النِدُّ: المثيل والشريك].
ولو حذفنا كلمة: (به) ووضعنا بدلاً منها كلمة: (بها) لكان معنى الصيغة صحيح، بدون العدد السابق، وتكون كالاتي:
(اللهم صَلِّ صلاة كاملة، وسلِّم سلامًا تامًا على محمد التي تُحلُّ بها العُقد).
(أي بالصلاة) لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة يُتوسل بها لتفريج الهَمِّ والكرب لأنها من العمل الصالح.
3 -
احذر يا أخي المسلم هذه الصَيغ البدعية، التي توقعك في الشرك وتقيد بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، والذي في متابعته الهدى والنجاة، وفي مخالفته يكون العمل مردودًا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مَن عمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردّ)[أي مردود]. "رواه مسلم"