الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مناقشة شروط الجماعة
1 -
تحقيق كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
إن التحقيق يعني الفهم والتطبيق، فهل فهم معنى هذه الكلمة الطيبة -التي هي الركن الأول من أركان الإِسلام الوارد في حديث جبريل الذي رواه مسلم- هؤلاء الجماعة؟
وهل دعوا إلى تطبيقها والعمل بها؟
الواقع أنهم لا يعلمون معناها الحقيقي، وهو:
(لا معبود بحق إلا الله ومحمد مبلغ دين الله الذي ارتضاه).
والدليل على هذا التعريف قول الله تعالى:
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} . [الحج: 62]
ولو عرفوا معناها لدعَوا إليها قبل غيرها؛ لأنها تدعو إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"
فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه من الرسول ولا من الأولياء.
ولم أسمع من جماعة التبليغ الدعوة إلى فهمها والعمل بها، وأن الذي يدعو غير الله وقع في الشرك الذي يُحبط العمل لقول الله تعالى:
{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} . [أي المشركين][يونس: 106]
2 -
إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع:
وإقام الصلاة: يعني معرفة شروطها، وواجباتها، وأركانها، وما يتعلق بها من
أحكام: كسجود السهو مثلًا، طبقًا لما جاء في الحديث:
(صَلّوا كما رأيتُموني أصلِّي). "رواه البخاري"
فهل قام جماعة التبليغ بتعليم هذه الأمور لجماعتهم، وهل بيَّنوا لجماعتهم أن الخشوع في الصلاة يعني حصر الفكر في القراءة والتسبيح وعدم إكثار الحركة في الصلاة وغيرها من الأعمال المهمة؟
3 -
العِلم مع الذكر:
هذا الشرط كبقية الشروط لم يحققه جماعة التبليغٍ، وسبق أن ذكرت أنني نصحت أحد الشباب الذي ألقى بيانًا ذكر فيه حديثًا موضوعًا، فقال لي أميرهم، أُتركه لا تُعلمه، الله يُعلمه! مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنما العِلم بالتعلم). "حسن انظر صحيح الجامع"
وزارني وفد منهم من الأردن، وبينت لهم عقيدة التوحيد، ومنها الإعتقاد أن الله في السماء كما أخبر عن نفسه في قول الله تعالى:
{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} . [الملك: 16]
قال ابن العباس: هو الله تعالى.
وذكرت لهم حديث الجارية التي سألها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟ قالت في السماء، قال: مَن أنا؟ قالت أنت رسول الله، فقال لصاحبها: أعتِقها فإنها مؤمنة). "رواه مسلم"
فأُعجب الحاضرون بهذه المعلومات، وطلبوا مني بعض الرسائل للعلم، علمًا بأن كثيرًا منهم، لا يريدون قراءة كتب العلم، وقد أهديت لاثنين منهم بعض الرسائل ليأخذوها معهم، ويقرأوها مع جماعتهم، فلم يأخذوها، وكان مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الهدية. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"تَهادوا تحابوا". "حديث حسن انظر صحيح الجامع"
4 -
إكرام المسلمين:
الواقع أنهم يكرمون ضيوفهم، ولا سيما عند الطعام، ويتحدثون عن إكرام العلماء، وليتهم أخذوا بنصيحتهم، وقبلوا توجيهاتهم، وقد خرجت معهم في عدد من البلدان، فلم يسمحوا لي مرة بالتحدث إليهم، بل يسمحون لواحد من جماعتهم ولو كان جاهلًا أن يتحدث للناس، وهذا يضر أكثر مما ينفع، فيأتي بأحاديث مكذوبة كما مَر قبل قليل، ويأتون بحديث لم يثبت عند الطعام ويقولون:
(تحدثوا عند الطعام ولو بثمن أسلحتكم). "لم أجده في كتب الحديث"
5 -
إخلاص النية لله تعالى:
وهو شرط مهم، وقد يتحقق عند بعضهم، فيذهب بنية الدعوة، وينفق من ماله، والإِخلاص محله القلب، لا يعلمه إلا الله، وكثيرًا ما يتحدث أفرادهم، ولا سيما
الأمراء منهم عن دعوتهم، وأنهم فعلوا كذا، وكان عددهم كذا، واستجاب لهم كثير من الأفراد، وأسأل الله أن يكونوا مخلصين في عملهم، ولكن الإخلاص لا بد له مِن العلم، حتى ينفع صاحبه، وتنتفع به الأُمة، فقد ذكر البخاري -رحمه الله تعالى- في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل).
واستدل بقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} . [محمد: 19]
وسبق أن ذكرت أن الأحباب -هداهم الله- لا يهتمون بالعلم.
6 -
الدعوة إلى الله:
هذا مبدأ طيب، يجب على كل مسلم أن يهتم به كل حسب مقدرته، ولكن الدعوة إلى الله لها شرط مُهم بيَّنه الله تعالى بقوله:
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الجن والإِنس آمرًا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله، وطريقته، ومَسلكه، وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل مَن اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.
(وسبحان الله) أي وأُنزه الله، وأُجله، وأُعظمه، وأُقدسه عن أن يكون له شريك، أو نظير، أو عديل، أو نديد، أو ولد، أو والد، أو صاحبة، أو وَزير، أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوًا كبيرا). "انظر تفسير ابن كثير جـ 2/ 495"