الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث عقبة بن مالك الليثى
(*)
6829 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلالٍ، قال: أتانى أبو العالية، وصاحبٌ لى، فقال: هلمَّا فإنكما أشبّ شبابًا، وأوعى للحديث منى، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصمٍ الليثى، قال أبو العالية: حدَّث هذين حديثًا، قال بشر: حدّثنا عقبة بن مالكٍ الليثى، وكان من رهطه، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً فغارت على قومٍ، فشد من القوم رجلُ واتبعه رجلٌ من السرية ومعه السيف شاهره، فقال إنسانٌ من القوم: إنى مسلمٌ، إنى مسلمٌ، فلم ينظر فيها، قال: فضربه فقتله، قال: فنمى
= قلتُ: وهو كما قال؛ لكن خولف ابن إدريس في بعض متنه، خالفه شعبة وهشيم وخالد الطحان ومحمد بن فضيل وعبثر بن القاسم وعلى بن عاصم وغيرهم، كلهم رووه عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن الشعبى عن عروة بالفقرة الأخيرة منه فقط، وهى:(الخير معقود في نواصى الخيل) ولم يذكروا ما قبلها، وهكذا رواه زكريا بن أبى زائدة وعبد الله بن أبى السفر وغيرهما من الشعبى عن عروة به
…
وروايات هؤلاء جميعًا: عند البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأحمد والدارمى والطيالسى وجماعة كثيرة، وقد خرجناها في "غرس الأشجار".
لكن ابن إدريس: إمام حافظ حجة؛ فأرجو أن تكون زيادته في هذا الحديث: من قبيل زيادة الثقة إن شاء الله لاسيما ولتلك الزيادة شواهد أيضًا:
1 -
فللفقرة الثانية: (والغنم بركة) شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة.
2 -
وللفقرة الأولى: (الإبل عز لأهلها) شواهد أيضًا، لكن لا يثبت منها شئ أصلا، اللَّهم إلا مرسل عمرو بن شرحبيل أبى ميسرة الكوفى عند مسدد في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2877]، وعمرو: ثقة حجة رفيع القدر من كبار التابعين.
(*) عده غير واحد من الصحابة .. وقد تصحف اسم أبيه في أصول مسند المؤلف إلى: (خالد) بدل: (مالك) وقد نَبَّه غير واحد على هذا التحريف: كابن الأثير في "أسد الغابة"[4/ 59]، والحافظ في "الإصابة"[4/ 525].
6829 -
حسن: أخرجه أحمد [5/ 288]، وابن حبان [5972]، والحاكم [1/ 66]، والطبرانى في "الكبير"[17/ رقم 980]، وابن أبى شيبة [33108]، والنسائى في "الكبرى"[8593]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[2/ رقم 942]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 209]، والبيهقى في "سننه"[18051]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1481]، وأبو نعيم في =
الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال فيه قولًا شديدًا، فبلغ القاتل، قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ قال القاتل: يا رسول الله، والله ما قال الذي قاله إلا تعوذًا من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس، وأخذ في خطبته، قال: ثم عاد، فقال: يا رسول الله، ما قال الذي قالَ إلا تعوذًا من القتل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس، فلم يصبر أن قال في الثالثة، فأقبل عليه تُعرف المساءة في وجهه، فقال:"إِنَّ اللهَ عز وجل أَبَى عَلَيَّ أَنْ أُقْتَلَ مُؤْمِنًا"، ثلاث مراتٍ.
= وأبو نعيم في "المعرفة"[4/ رقم 5408]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1399]، وابن سعد في "الطبقات"[7/ 48]، وجماعة من طرق عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن بشر بن عاصم [وتحرف عند ابن سعد إلى:"نصر بن عاصم،" وليس بشئ] الليثى عن عقبة بن مالك الليثى به نحوه
…
وهو عند الطحاوى وابن أبى خيثمة: مختصرًا بطرف من أوله فقط.
قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 573]: "رواه أبو يعلى وأحمد والطبرانى
…
ورجاله رجال الصحيح، غير بشر بن عاصم الليث، وهو ثقة".
وقبله قال الحاكم: (على شرط مسلم).
قلتُ: وليس كما قال، فإن بشر بن عاصم الليثى لم يخرج له مسلم، فضلًا عن أن يحتج به، وقد نقل المزى في ترجمته من "التهذيب"[4/ 132]، عن النسائي أنه قال:"بشر بن عاصم: ثقة) وتعقبه الحافظ في "تهذيبه" [1/ 397]، فقال: "لم ينسبه النسائي إذ وثقه، وزعم ابن القطان - يعنى الفاسى - أن مراده - يعنى مراد النسائي - بذلك: الثقفى - يعنى بشر بن عاصم الثقفى -، وأن الليثى مجهول الحال".
قلتُ: ليس الأمر كما قال ابن القطان؛ ولو لم يرد توثيق النسائي أصلًا، لما كان بشر بن عاصم الليثى مجهول الحال إن شاء الله؛ لأنه قد روى عنه جماعة؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" واحتج بحديثه هذا في "صحيحه" وكذا صحح له الحاكم وغيره، فمثله صدوق إن شاء الله؛ وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":(صدوق يخطئ) كذا وصفه بالخطأ، ولم أر له سلفًا في هذا.
وباقى رجال الإسناد ثقات أئمة من رجال "الصحيح" فالإسناد صالح مستقيم؛ ونقل المناوى في الفيض [2/ 197]، عن الذهبى أنه صحَّح سنده في "الكبائر" على شرط مسلم، وفيه ما فيه.
ونقل المناوى أيضًا: عن العراقى أنه قال في "أماليه": (حديث صحيح) يعنى لشواهده.
وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" والله المستعان.