الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث صفية بنت حيى بن أخطب - رضى الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم
- (*)
7114 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان - يعنى ابن المغيرة - حدثنا حميدٌ - يعنى ابن هلال - أن صفية، قالت: انتهيت إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من الناس أحدٌ أكره إلى منه، فقال:"إِنَّ قَوْمَكِ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا"، قالت: فما قمت من مقعدى، وما من الناس أحدٌ أحب إليَّ منه.
7115 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن داود بن أبى هند، عن إسحاق الهاشمى، حدثتنا صفية، قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقربت إليه كتفًا باردًا، فكنت أسحاها، فأكلها، ثم قام فصلى.
(*) قد مضى التعريف بها قبل الحديث الماضى [برقم 7069].
7114 -
ضعيف: أخرجه ابن راهويه [2085]، من طريق أبى عامر العقدى عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: قالت صفية .. وساقه نحو سياق المؤلف به.
قلتُ: هذا إسناد رجاله كلهم رجال "الصحيح" إلا أن حميد بن هلال لم يدرك صفية، كما قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 406]، فالإسناد منقطع، وبهذا أعله الحافظ في "المطالب"[رقم/ 1603 طبعة العاصمة]، فقال:"هو مرسل"، وانظر الآتى [برقم 7119، 7120]. والله المستعان.
7115 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[24/ رقم 808] و [25/ رقم 216]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والثانى"[5/ رقم 3161]، والدولابى في "الكنى"[رقم 2021]، وغيرهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعى عن داود بن أبى هند عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن صفية به نحوه.
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 573]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الكبير"، ورجاله ثقات".
قلتُ: وظاهر سنده الصحة، لولا أنه معلول، فقد علقه البخارى في "تاريخه"[1/ 394]، من هذا الطريق، ثم قال:"وهذا وهم".
قلتُ: ولم ينفرد به جعفر بن سليمان عن داود بن أبى هند، بل تابعه عليه رجلان:
الأول: على بن عاصم - وفيه ضعف - كما ذكره الدارقطني في جزء من "علله"[ص 39/ طبعة دار المحدث]، لكنه قال: (عن داود عن إسحاق عن أم حكيم به
…
) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأم حكيم: هي بنت الزبير بن عبد المطلب، واسمها (صفية) كما جزم بذلك ابن أبى عاصم عقب رواية الحديث من الطريق الأول، فقال:(أم حكيم: اسمها صفية) وجزم غيره بكون اسمها (عاتكة) وقيل غير ذلك، وكذا اختلف في كنيتها أيضًا، فقيل:(أم الحكم) بدل (أم حكيم) راجع ترجمتها من "التهذيب".
* فالحاصل: أن صفية التى يروى عنها إسحاق بن عبد الله هذا الحديث هنا: هي (أم حكيم، أو أم الحكم - بنت الزبير بن عبد المطلب) وقد نازع في هذا بعض النقاد، وناقشناهم في "غرس الأشجار".
وقد وهم المؤلف في ذكره هذا الحديث في (مسند صفية بنت حيى زوج النبي صلى الله عليه وسلم)، وتابعه المزى على ذلك في "التهذيب" وذكر (صفية بنت حيى) في شيوخ إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أما الطبراني: فقد ساق الحديث في (مسند صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم).
أما ابن عبد البر فهو في واد آخر، فإنه قال في "الاستيعاب" [1/ 606]:(صفية امرأة؟! روى عنها إسحاق بن عبد الله بن الحارث .... ) وساق الحديث نحو سياق المؤلف هنا، وكل ذلك وهم إن شاء الله؛ والصواب أن التى يروى عنها إسحاق بن عبد الله هذا الحديث هي (أم الحكم، أو أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب) واسمها صفية كما جزم به ابن أبى عاصم كما مضى، وقيل غير ذلك!.
والثانى: محمد بن الحسن المعروف بـ (محبوب) - وهو شيخ مختلف فيه - فرواه عن داود بن أبى هند عن إسحاق بن عبد الله قال: حدثتنى أم حكيم بنت الزبير
…
وساق الحديث نحو سياق المؤلف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[8/ 239]، من طريق يحيى بن صاعد عن يحيى بن حكيم عن محبوب به ..
قلتُ: وسنده صحيح إلى محبوب، وقد مضى أن (أم حكيم بنت الزبير) هي نفسها صفية التى وقعت في رواية جعفر بن سلميان من الطريق الأول كما جزم بذلك ابن أبى عاصم، وساق هذا الحديث في (مسندها) من "الآحاد والمثانى".
وقد خولف جعفر بن سليمان ومحبوب وعليّ بن عاصم ثلاثتهم في رواية هذا الحديث موصولًا عن داود بن أبى هند، كما سيأتي؛ وقد رأيت رواية محبوب السابقة قد أخرجها أيضًا: ابن أبى عاصم في "الآحاد والثانى"[5/ 3160]، والطبرانى في "الكبير"[25/ 217]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 324 - 325]، من طريقين عن محبوب بإسناده به نحوه في سياق أتم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وجاء عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامى وخالف محبوبًا ومن تابعه في وصله عن داود، ورواه عن ابن أبى هند عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به نحوه مرسلًا في سياق أتم، هكذا أخرجه ابن راهويه [2169]، أخبرنا عبد الأعلى به.
قلتُ: وتوبع عبد الأعلى على هذا الوجه المرسل عن داود، تابعه:
1 -
يزيد بن هارون: كما علّقه عنه البخارى في "تاريخه"[1/ 394].
2 -
وهلال بن لاحق البصرى: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[15/ 412]، وقد قال الدارقطنى بعد أن ذكر الاختلاف على داود في وصله وإرساله، قال:"والمرسل في حديث داود أصح".
قلتُ: وقد توبع داود على الوجه الأول عن إسحاق بن عبد الله: فرواه معاذ بن هشام الدستوائى عن أبيه عن قتادة عن إسحاق عن أم حكيم بنت الزبير به نحوه
…
أخرجه أحمد [6/ 419]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والثانى"[5/ رقم 3162]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 215]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 237]، والطبرى في "ذيل المذيل"[ص 111/ المنتخب منه]، وغيرهم من طرق عن معاذ به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 573]: "رواه أحمد، ورجاله ثقات".
قلتُ: هو كما قال؛ وقد وقع في سند ابن أبى عاصم: (عن أم الحكم) بدل: (أم حكيم)، ومثله عند الطبرى أيضًا، والأمر هين؛ وظاهر إسناد هذا الطريق الصحة، وقد صرح قتادة بالسماع في رواية حجاج الباهلى عنه كما يأتى. لكن اختلف في سنده على هشام الدستوائى، فرواه عنه ابنه معاذ على الوجه الماضى؛ وخالفه محمد بن بشر - يعنى أبا عبد الله العبدى - فرواه عن هشام فقال: عن قتادة عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن جدته أم الحكم عن أختها ضباعة بنت الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم به .... ، فنقله إلى (مسند ضباعة بنت الزبير) هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[15/ 411]، وقد تصحف عنده (محمد بن بشر) إلى:(محمد بن بشير).
قلتُ: قد توبع هشام الدستوائى على هذا الوجه عن قتادة:
1 -
فتابعه على الوجه الأول: حجاج بن حجاج الباهلى إلا أنه غلط في نسبة شيخ قتادة، فقال: عن قتادة قال: حدثنى إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أم الحكم عن أختها ضباعة بنت الزبير أنها قالت: (دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت له كتفًا؛ فأكل منها ثم قام إلى الصلاة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولم يحدث وضوءًا) أخرجه البخارى في "تاريخه"[1/ 394]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 236]، من طريق إبراهيم بن طهمان عن حجاج به
…
واللفظ لابن عساكر.
قال البخارى عقب روايته: "لا أرى يصح ابن أبى طلحة".
قلتُ: وهو كما قال؛ إنما هو: (إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل).
2 -
وهكذا رواه همام عن قتادة عن إسحاق عن أبى حكيم - أو أم الحكم - عن أختها ضباعة بنت الزبير به نحو لفظ حجاج الماضى
…
أخرجه أحمد [6/ 419]، والمؤلف [برقم 7151]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 839]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 394]، وأبو نعيم في المعرفة [6/ رقم 7746، 7747]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 234 - 235، 236]، وغيرهم من طرق عن همام به.
قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 573]: "رواه أبو يعلى وأحمد، ورجاله ثقات".
قلتُ: هو كما قال لولا أنه معلول بالاختلاف في سنده على قتادة، وقد مضي ثلاثة ألوان من ذلك الاختلاف، وهناك ألوان أخرى قد شرحناها في "غرس الأشجار" وذكرها الدارقطنى في "علله"[15/ 410 - 412].
وللحديث: طريق آخر عن أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب قالت: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل في بيتى كتفًا، ثم جاءه بلال - رضى الله عنه - فأذنه بالصلاة، فذهب فصلى ولم يتوضأ).
أخرجه ابن أبى عاصم في "الآحاد والثانى"[5/ رقم 3158]- واللفظ له - والحاكم [4/ 73]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 95/ زوائد الهيثمى]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 65]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 213]، وأبو نعيم في "المعرفة"[6/ رقم 7897]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[7/ 348]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار مولى بنى هاشم عن أم حكيم به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ رجاله كلهم رجال الصحيح، وفى عمار كلام خفيف؛ وأرجو أن يكون قد سمع من أم حكيم إن شاء الله؛ وأم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب صحابية معروفة، وحديثها في "السنن" وقد اختلف في اسمها على أقوال، وهى صاحبة هذا الحديث هنا كما مضى بيانه سابقًا.
وفى الباب: عن جماعة من الصحابة أيضًا
…
والله المستعان.
7116 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن أبى إدريس، عن ابن صفوان، عن صفية أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَنْتَهِى النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى يَغْزُوَهُ جَيْشٌ، حَتَّى إذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِأَوَلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ"، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت المكره منهم؟ قال:"يَبْعَثُهُمُ اللهُ عز وجل عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ".
7117 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وهى بن جرير، حدّثنا أبى، قال: سمعت يعلى
7116 - صحيح: دون قوله: (لا ينتهى الناس من غزو هذا البيت): قد مضى الكلام عليه سابقًا [برقم 7069].
7117 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [23821]، وأحمد [6/ 337]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 58/ طبعة أضواء السلف]، وغيرهم من طرق عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن صهيرة بنت جيفر (وعند أبى الفضل الزهرى:"صغيرة بنت حبيش، " وهو تحريف من الناسخ أو بعضهم) عن صفية به
…
وفى أوله قصة عند الجميع.
قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 87]: "رواه أحمد والطبرانى والمؤلف، وصهيرة لم يرو عنها غير يعلى بن حكيم فيما وقفت عليه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال البوصيرى في "الإتحاف"[4/ 366]: "هذا حديث رجاله رجال ثقات، وصهيرة لم أر من ذكرها بعدالة ولا جرح".
قلتُ: وهو كما قالا؛ وصهيرة تلك: امرأة غائبة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، ولم يؤثر توثيقها عن أحد أصلًا، وقد سماها ابن سعد في "الطبقات" [8/ 482]:(صخيرة) ولعله من الناسخ أو الطابع، وقد ترجمها ابن نقطة في "تكملة الإكمال"[2/ 98]، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"[2/ 575]، وقبله الحسينى في "الإكمال"[ص 624]، وعنه الحافظ في "التعجيل"[ص 558]، قال الحسينى:"لا تعرف" وزاد: "ويقال: ضميرة".
قلتُ: لكن الحديث صحيح ثابت على كل حال؛ فله شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به مثله .... مضى منها حديث عائشة [برقم 1211]، وأبى سعيد الخدرى [برقم 1307]، وابن عباس [برقم 2344]، وابن عمر [برقم 5619]، وابن الزبير [برقم 6809] وغيرها.
ابن حكيم يحدث، عن صُهَيْرَةَ بنْت جَيْفَرٍ، عن صفية، قالت: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر.
7118 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا هاشمٌ الكوفى، حدثنا كنانة، قال: حدثتنى صفية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عتقها مهرها، وأنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وبيدها أربعة آلاف نواة تسبح بها، فقال:"لَقَدْ سَبَّحْتُ مُنْذُ قُمْتُ عَلَيْكِ أَكْثَرَ هِمَّا سَبَّحْتِ"، قالت: قلت: علمنى يا رسول الله، قال:"قَوْلِى: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ".
7118 - حسن لغيره: دون عدد النواة: أخرجه الترمذى [3554]، والحاكم [1/ 732]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 195]، في "الأوسط"[8/ رقم 8504]، وفى الدعاء [رقم 1739]، ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 82/ طبعة دار ابن كثير]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 115] و [7/ 116]، والحسن بن عبد الكريم بن الحسن المقرئ في "مسموعه من أبى النجيب الكرجى" كما في "تاريخ قزوين"[2/ 415/ الطبعة العلمية]، وغيرهم من طرق عن هاشم بن سعيد البصرى [وقد وقع عند ابن عدى في الموضع الثاني:"عن هاشم بن البريد"، وهو وهمٌ من بعضهم، كما نبه عليه ابن عدى عقب روايته] عن كنانة مولى صفية عن صفية به نحوه
…
وزاد الحاكم والطبرانى ومن طريقه الحافظ في آخره قوله: (من شئ) وهو رواية لابن عدى، وليس عند الجميع: الفقرة الأولى المتعلقة بعتق صفية، وهى وحدها عند الطبراني في "الكبير"[24/ رقم 194]، من هذا الطريق نفسه، وكذا ليس عند ابن عدى في الموضع الأول: عدد النواة.
قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعد الكوفى، وليس إسناده بمعروف".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وقال الحافظ: "هذا حديث حسن".
قلتُ: القول ما قال الحافظ كما يأتى بيانه؛ والحديث من هذا الوجه كما قال الترمذى؛ وكنانة مولى صفية: وثقه العجلى وابن حبان، وروى عنه جماعة من الثقات؛ وانفرد الأزدى بذكره في "الضعفاء"، ومعلوم تعنته في نقد الرجال، وقد أشار الحافظ إلى هذا في "التقريب" فقال عن كنانة:"مقبول، ضعفه الأزدى بلا حجة" وهو كما قال إلا في قوله عن كنانة: "مقبول" والتحقيق: أنه صدوق صالح الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وآفة هذا الطريق: إنما هي من (هاشم بن سعيد) وهو شيخ ضعيف عندهم، ضعفه أبو حاتم وابن معين وجماعة، وخالف ابن حبان وذكره في "الثقات"، والجرح به أولى؛ وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" ثم قال:"وهاشم بن سعيد له من الحديث غير ما ذكرت، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه".
قلتُ: لكنه توبع على هذا الحديث كما يأتى، وقد قال الطبراني عقب روايته في "الأوسط":"لم يرو هذا الحديث عن كنانة عن صفية إلا هاشم بن سعيد الكوفى، تفرد به شاذ".
قلتُ: بل توبع عليه شاذ بن فياض عن هاشم؛ تابعه: عبد الصمد بن عبد الوارث ويزيد بن المغلس وغيرهما.
وقد توبع هاشم بن سعيد على رواية هذا الحديث عن كنانة عن صفية به؛ نحوه
…
تابعه حديج بن معاوية عند أبى الحسن الخلعى في "الخلعيات" كما في "النكت الظراف"[11/ 340]، ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 83/ طبعة دار ابن كثير]، قال: أخبرنا شعيب بن عبد الله حدثنا أحمد بن إسحاق بن عتبة حدثنا روح بن الفرج حدثنا عمرو بن خالد حدثا حديج بن معاوية حدثنا كنانة مولى صفية عن صفية به.
قلتُ: وهذا إسناد ثابت إلى حديج؛ فعمرو بن خالد: هو ابن فروخ الحرانى الثقة الثبت؛ وروح بن الفرج: هو أبو الزنباع المصرى الثقة العالم، وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا، وشيخه عمرو: من رجال البخارى وابن ماجه.
وأما: أحمد بن إسحاق بن عتبة: فهو أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازى المصرى، ترجمه الذهبى في "سير النبلاء"[16/ 113]، وقال عنه:"المحدث الصادق" وكذا ترجمه في "تاريخه" وقال: "كان صدوقًا" والراوى عنه (شعيب بن عبد الله) هو ابن المنهال المصرى، ترجمه الذهبى في "سير النبلاء"[17/ 513]، ووصفه بكونه (مسند مصر) ونقل عن تلميذه أبى إسحاق الحبال أنه قال:"يتكلم في مذهبه"، وهذا جرح مبهم كما ترى، وقد تعقبه الذهبى في "تاريخه" بقوله:"كأنه يريد الرفض، لأنه ملأ مصر" وهذا ظنّ أيضًا؛ والأصل البراءة حتى يثبت هذا الاتهام الجارح، وقد قال الذهبى في أول ترجمته من "تاريخه":"كان أسند من بقى بديار مصر" وقد حدث عنه طائفة من المحدثين، فمثله صدوق صالح إن شاء الله.
وقد أورده الحافظ في "اللسان"[3/ 148]، وذكر ما حكاه أبو إسحاق الحبال ولم يزد عليه. وقد عرفت ما فيه؟! =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحاصل: أن الإسناد ثابت إن شاء الله إلى حديج بن معاوية؛ لكن حديجًا هذا: شيخ كوفى مختلف فيه، وهو أخو زهير ابن معاوية؛ وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق يخطئ"، كذا، والتحقيق أنه ضعيف ليس بذلك، وجمهور النقاد على تجريحه والغمز منه، وهو من رجال النسائي وحده، فراجع ترجمته من "التهذيب وذيوله".
فإن قلتُ: قد جزم الحافظ المزى في "تحفة الأشراف"[11/ 340]، بكون عمرو بن خالد الحرانى قد روى هذا الحديث عن حديج بن معاوية عن هاشم بن سعيد بإسناده به .....
وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف" بقوله: "رويناه في "الخلعيات" من طريق عمرو بن خالد التى أشار إليها المزى، لكن لم أر فيه "هاشم بن سعيد" فلعله سقط من النسخة
…
".
فإذ ذاك كذلك؛ فقد عاد الحديث إلى هاشم بن سعيد مرة أخرى، وثبت أنه تفرد به عن كنانة مولى صفية؛ وهاشم ضعيف كما ذكرتم؟!.
قلتُ: ما أرى المزى إلا قد وهم فيما قال، وكلامه هو الذي جر الحافظ إلى دعوى سقوط (هاشم بن سعيد) من سند الخلعى في "الخلعيات"، وليس بشئ إن شاء الله؛ لأن حديج بن معاوية لا تعرف له رواية عن هاشم بن سعيد أصلًا، ولم يذكره المزى نفسه من الرواة عن هاشم في "تهذيبه"، ولا ذكر هاشمًا من شيوخ حديج، بل حديج معروف بالراوية عن كنانة مولى صفية دون واسطة أصلًا؛ وقد أخرج الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6360]، حديثًا من رواية عمرو بن خالد عن حديج حدثنا كنانة عن صفية به.
وهذا الحديث نفسه بتلك الترجمة عند ابن أبى الدنيا في "الجوع"[رقم 18]، وهناك حديث آخر من رواية عمرو عن حديج عن كنانة: عند ابن شاهين في "الترغيب"[برقم 488].
والمزى نفسه: قد ذكر (حديج بن معاوية) من الرواة عن كنانة مولى صفية في ترجمته من "تهذيبه" وذكر كنانة في شيوخ حديج في ترجمته أيضًا.
وهذا كله يؤيد: وهم المزى في دعواه أن عمرو بن خالد روى الحديث عن حديج عن هاشم بن سعيد عن كنانة، وأراه سَبْق قلم منه، كأنه أراد أن يقول: (ورواه عمرو بن خالد الحمرانى عن حديج بن معاوية عن كنانة مولى صفية نحوه
…
) فخانه قلمه وقال ما قال، وأنا أستبعد أن يكون عمرو بن خالد قد اختلف عليه في سنده، وأوهام المزى في "التحفة" مما أفردها مغلطاى وغيره بالتأليف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكأن الحافظ قد تنكب بعد ذلك عن دعوى السقط في "الخلعيات"، حيث جزم يكون حديج بن معاوية: قد تابع هاشم بن سعيد على رواية هذا الحديث عن كنانة مولى صفية، كما أشار إلى ذلك في "نتائج الأفكار"[1/ 83/ طبعة دار ابن كثير].
وللحديث: طريق آخر عن صفية: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5472]، وفى الدعاء [رقم 1740]، حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة قال: حدثنا أبى قال: "وجدت في كتاب أبى - يعنى محمد بن إبراهيم بن أبى شيبة - حدثنا مستلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن يزيد بن معتب مولى صفية عن صفية به نحو سياق المؤلف .... لكن دون الفقرة الأولى منه، وكذا دون تعيين عدد النوى".
قلتُ: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" سوى شيخ الطبراني (محمد بن عثمان بن أبى شيبة) وشيخ منصور: (يزيد بن معتب مولى صفية).
1 -
أما محمد بن عثمان: فهو إمام صدوق حافظ عارف من فرسان هذا الشأن ورجاله؛ ولم يتكلم فيه أحد بحجة، كما شرحنا ذلك شرحًا مستفيضًا في ترجمته من كتابنا "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل" وقبلنا ذب عنه الإمام المعلمى اليمانى في "التنكيل"[1/ 694 - 696] فراجعه.
2 -
وأما (يزيد بن معتب) فقد جهدت جهدى، ثم جهدت جهدى للوقوف له على ترجمة فلم أستطع، وما عرفته أصلًا، ورأيت جماعة من أصحابنا وغيرهم لم يهتدوا إلى معرفته مثلى.
ثم ظهر لى أنه: (يزيد بن شعيب) تصحف (شعيب) عند الطبراني إلى (معتب) ويزيد هذا: ترجمه البخارى في "تاريخه"[4/ 340]، وابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[9/ 271]، ولم يذكرا من الرواة عنه سوى (منصور بن زاذان) وحده، فمثله مجهول مغمور، وهو آفة هذا الطريق.
لكن إذا ضممنا هذا الطريق إلى طريق كنانة الماضى؛ مع حديث سعد بن أبى وقاص السالف [برقم 710]، أرجو أن يصير حديثنا هنا: حسنًا لغيره إن شاء الله؛ وقد حسنه الحافظ كما مضى؛ وهذا قريب ناهض عندى، وقد تساهل من صحح حديث صفية هنا، وقد نص بعض المتأخرين: على أن ذكر النوى في هذا الحديث منكر، وقد رددنا على هذا في "غرس الأشجار" نعم: تحديد عدد النوى في الحديث: لا يثبت عندى، والفقرة الأولى من الحديث: =
7119 -
حَدَّثَنَا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة، حدّثنا يونس بن بكير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال: حدثنى عثمان بن كعب، عن رجل يقال له: ربيعٌ، عن صفية بنت حيى، قالت: أردفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عَجُز ناقته ليلًا، قالت: فجعلت أنعس، فيمسنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ويقول:"يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ! "، وجعل يقول:"يَا صَفِيَّةُ، إنِّى أَعْتَذِرُ إلَيْكِ مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إنَّهُمْ قَالوا لِي كَذَا، إنَّهُمْ قَالوا لِي كَذَا".
7120 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا يونس بن بكير، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثنى عثمان بن كعب، قال: حدثنى ربيعٌ - رجلٌ من بنى النضير - وكان في حجر صفية، عن صفية بنت حيى، قالت: ما رأيت قط أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد رأيته ركب بى من خيبر على عجز ناقته ليلًا، فجعلت أنعس فيضرب رأسى
= (جعل عتقها مهرها) شواهد صحيحة ثابتة، مضى منها حديث أنس [برقم 3050، 3173، 3351، 3479، 3834]، والله المستعان لا رب سواه.
7119 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6510]، من طريق محمد بن عبد الله بن نمير عن يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عثمان بن كعب القرظى عن رجل من بنى النضير كان في حجر صفية يقال له: ربيع، عن صفية به نحوه
…
وزاد في أوله: (ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذه الزيادة رواية للمؤلف في الآتى، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 385]، قال الطبراني:"لا يروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد، تفرد به يونس بن بكير".
قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 573] بعد أن عزاه للطبرانى والمؤلف: "رجالهما ثقات، إلا أن الربيع ابن أخى صفية، لم أعرفه".
قلتُ: أما الربيع: فهو شيخ مجهول، وليس باقى رجال الإسناد ثقات كما زعم أبو الحسن! بل منهم (إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع) وهو شيخ ضعيف إلى الترك أقرب، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ والراوى عنه (يونس بن بكير) صدوق متماسك من العلماء؛ وهو دون الثقة على التحقيق.
7120 -
ضعيف: انظر قبله.
مؤخرة الرحل، فيمسنى بيده، ويقول:"يَا هَذِهِ، مَهْلًا يَا بِنْتَ حُيَيٍّ"، حتى إذا جاء الصهباء، قال:"أَمَا إنِّى أَعْتَذِرُ إلَيْكِ يَا صَفِيَّةُ مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا".
7121 -
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقيَّةَ، أخبرنا خالدٌ، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى، عن علي بن حسين، قَال: حدثتنى صفية بنت حيى زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثت عنده وهو عاكفٌ في المسجد، فقام معى ليلةً من الليالى يبلغنى بيتى، فلقيه رجلان من الأنصار، فلما رأياه اسْتَحَيَا فرجعا، فقال:"تَعَالَيَا، فَإنَّهَا صَفِيَّةُ زَوْجُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! قال: "مَا أَقُولُ لَكُمَا هَذَا أنْ تَكُونَا تَظُنَّا سُوءًا، وَلَكِنِّى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ".
* * *
7121 - صحيح: أخرجه البخارى [1933، 1934، 3107، 6750]، ومسلم [2175]، وأبو داود [2470، 2471، 4994]، وابن ماجه [1779]، والنسائى في "الكبرى"[3357]، وأحمد [6/ 337]، وابن خزيمة [2233]، وابن حبان [3671، 4496]، وعبد الرزاق [8065]، وعنه ابن راهويه [2082]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1556]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3117]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 404 - 405]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 145]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6800]، وفى "المعرفة"[رقم 2770]، وفى "سننه"[8388]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 61]، وجماعة من طرق عن الزهرى عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبى طالب عن صفية به نحوه.
قلتُ: قد اختلف في وصله وإرساله على الزهرى، والوصول: هو الذي صححه الدارقطنى في "العلل"[15/ 291].
وقد بسطنا تخريجه في "غرس الأشجار" والله المستعان.