الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث عامر بن شهر
(*)
6864 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدّثنا أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن عامرٍ الشعبي، عن عامر بن شهرٍ، قال: كانت همدان قد تحصنت في جبلٍ، يقال له الحقل، من الحبش، قد منعهم الله به حتى جاءت همدان أهل فارس، فلم يزالوا محاربين حتى هم القوم الحرب، وطال عليهم الأمر، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لى همدان: يا عامر بن شهرٍ، إنك قد كنت نديمًا للملوك مذ كنت، فهل أنت آتٍ هذا الرجل، ومرتادٌ لنا؟ فإن رضيت لنا شيئًا فعلناه، وإن كرهت شيئًا كرهناه؛ قلتُ: نعم، حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فجلست عنده فجاء رهط، فقالوا: يا رسول الله، أوصنا، قال: "أُوصِيكُمْ
• تنبيه: زعم الهيثمي في "المجمع" أن أبا حاتم الرازي قد وثق عاصم بن هلال البارقي.
هكذا يجازف الهيثمي دائمًا في نقل عبارات أبي حاتم خاصة، وعاصم لم يوثقه أبو حاتم أصلًا، وإنما قال عنه:"صالح، وهو شيخ محله الصدق"، وهذه العبارة يطلقها أبو حاتم كثيرًا ويريد بها: أن من قيلت فيه: يكتب حديثه، وينظر فيه؛ مع صلاحه في الجملة، ولا يفهم منها توثيق أصلًا، كيف وقائلها متعنت في الرجال جدًّا، وعلى فرض أن عاصم بن هلال: صالح الحديث عند أبي حاتم؛ فما كان ينبغي للهيثمى أن يعزى إليه توثيق الرجل مطلقًا؛ لأن عبارته بشأنه لا تساعد الهيثمي على ما يدندن به دائمًا، فإنه كثيرًا ما يأتي إلى مثل قول أبي حاتم في بعض النقلة:(صالح) أو: (لا بأس به) أو: (صدوق) ويفهم من تلك العبارات توثيق من قيلت فيه عند أبي حاتم، وهذا منه تساهل لا يتابع عليه البتة، وقد بسطنا تعقبه في أمثال تلك التساهلات في نقل عبارات القوم في الجرح والتعديل مع سوء فهمها: في طليعة كتابنا: "إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد" واللَّه المستعان.
(*) هو: الناعظي الكوفي: ذكره غير واحد في (الصحابة).
6864 -
ضعيف بهذا التمام: أخرجه أبو داود [3027، 4736]، وأحمد [4/ 260]، وابن أبي شيبة [37717]، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[4/ رقم 2416]، والبيهقي في "الأسماء والصفات"[1/ رقم 512/ طبعة الحاشدى]، وفي "الاعتقاد"[ص 53]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1370، 3712 / طبعة الفاروق]، والطحاوي في "المشكل"[8/ 16]، وابن سعد في "الطبقات"[6/ 28]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 559]، وغيرهم=
بتَقْوَى الله، وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ وَتَدَعُوا فِعْلَهُمْ"، قال: فاجتزأت بذلك، واللَّه، من مسألته، ورضيت أمره، ثم بدا لى أن أرجع إلى قومى حتى أمر بالنجاشي، وكان لي صديقًا، فمررت به، فبينا أنا عنده جالسٌ إذ مر ابنٌ له صغيرٌ، فاستقرأه لوحًا معه، فقرأه الغلام، فضحكت، فقال النجاشي: مم ضحكت؟ فواللَّه لهكذا أنزلت على لسان عيسى ابن مريم: إن اللعنة تنزل في الأرض إذا كان أمراؤها صبيانًا، قلت: مما قرأ هذا الغلام. قال: فرجعت وقد سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من النجاشي، وأسلم قومي، ونزلوا إلى السهل، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب إلى عمير ذى مران، قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعًا، فأسلم على ذى خيوان، قال: فقيل لعك: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ منه الأمان على قومك ومالك، قال: وكانت له قرية فيها رقيقٌ ومالٌ، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن مالك بن مرارة الرهاوي قدم علينا يدعونا إلى الإسلام فأسلمنا، ولى أرضٌ فيها رقيقُ ومالٌ،
= من طرق عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عامر بن شهر به نحوه
…
وهو عند الجميع - سوى ابن سعد وابن الأثير - مختصرًا ببعض فقرات منه فقط، فهو عند أحمد بلفظ:(خذوا من قول قريش، ودعوا فعلهم) ونحوه عند ابن أبي خيثمة والطحاوي، ولفظ ابن أبي خيثمة:(انظروا قريشًا واسمعوا من قولهم) ومثله لفظ الطحاوي وزاد: (وذروا فعلهم) ولفظ أبي داود في رواية له عن عامر بن شهر قال: (كنت عند النجاشي، فقرأ ابن له آية من الإنجيل؛ فضحكت، فقال: أتضحك من كلام الله تعالى؟!) ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" وفي (الاعتقاد) وهو عند أبي داود في الرواية الأخرى: بطرف من آخره، وهو عند ابن أبي شيبة وعنه ابن أبي عاصم: ببعض فقرات من أوله وحسب.
قلتُ: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مجالد بن سعيد الكوفي، ولم يخرج له مسلم إلا مقرونًا بغيره، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[7/ 543]، فقال:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير مجالد، وقد وثق، وفيه ضعف" وقبله أعله به المنذري في "مختصر السنن" فقال: "في إسناده مجالد، وهو ابن سعيد، وفيه مقال
…
" لكن مجالدًا لم ينفرد به عن الشعبي، بل تابعه عليه: إسماعيل بن خالد وبيان بن بشر ومالك بن مغول كلهم عن عامر الشعبي عن عامر بن شهر، ولكن ببعض فقراته فقط دون هذا السياق الطويل هنا، وهو ضعيف، لتفرد مجالد به كله عن الشعبي
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.
فاكتب لى كتابًا، فكتب له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، مِنْ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لَعَكِّ ذِى خَيْوَانَ، إِنْ كَانَ صَادقًا فِي أَرْضِهِ وَرَقِيقِهِ وَمَالِهِ، فَلَهُ الأَمَانُ وَذِمَّةً اللَّهِ وَذِمَّةُ مَحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، وكتب خالد بن سعيدٍ.
* * *