الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث عمرو بن مالك الرؤاسي
(*)
6843 -
حَدَّثَنَا عثمان، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبي، عن شيخٍ يقال له طارقٌ، عن عمرو بن مالك الرؤاسي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ارض عنى، فأعرض عنى ثلاثًا، قال: يا رسول الله، واللَّه إن الرب ليترضَّى، قال: فرضي عني.
(*) هو: ابن قيس بن بجيد الرؤاسي: ذكره جماعة في "الصحابة".
6843 -
ضعيف: أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[3/ رقم 1508]، وفي الديات [رقم 238]، وابن قانع في "المعجم"[2/ 212]، والبخاري في "تاريخه"[6/ 309]، وأبو نعيم في "المعرفة"[4/ رقم 5115]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 149]، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"[6/ رقم 8299]، وفي "الأسماء والصفات"[2/ رقم 1056]، وابن السني في "اليوم والليلة"[1/ رقم 318/ مع عجالة الراغب]، والبزار في "مسنده"[4/ 3238/ كشف الأستار]، وأبو القاسم البغوي في "معجمه"[5/ رقم 2086/ طبعة دار البيان]، وغيرهم من طريقين عن وكيع بن الجراح بن مليح عن أبيه عن طارق عن عمرو بن مالك الرؤاسي به نحوه.
قال البزار: "لا نعلم روى عمرو بن مالك إلا هذا؛ ولا له إلا هذا الطريق".
قلتُ: بل له طريق آخر عن عمرو به في سياق أول يأتي قريبًا.
ومدار هذا الطريق الماضي: على (طارق)، وما طارق؟! ومن يكون هذا الطارق؟! ترجمه البخاري في "تاريخه"[4/ 353]، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"[4/ 487]، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا ذكرا من الرواة عنه سوى الجراح بن مليح وحده، ثم جاء ابن حبان وذكره في "الثقات"[8/ 327]، على عادته في توثيق هذا الضرب من أغمار رجالات الصدر الأول، وهو آفة هذا الطريق هنا، ومثله مجهول الصفة إن لم يكن غائب الحالين.
نعم: قد روى هشام بن محمد بن السائب الكلبي هذا الحديث عن وكيع عن أبيه فقال: عن طارق بن علقمة الرؤاسي عن مالك بن عمرو به نحوه في سياق طويل، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[1/ 305 - 301]، قال: أخبرنا هشام بن محمد به.
قلتُ: هشام هذا إخبارى تألف مثل أبيه، فلا يُعْتَمد عليه في تسمية شيخ الجراح، لكن هذا الذي جزم به ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 421]، وقبله ابن السكن في (الصحابة) كما في "الإصابة"[4/ 675]، من كون مالك بن عمرو الرؤاسي: روى عنه: (طارق بن علقمة) وربما يكونان قد اعتمدا على رواية هشام بن محمد الكلبي الماضية، وقد عرفت ما فيها. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعلى كل حال: فطارق بن علقمة هذا: ذكره جماعة في الصحابة، لكن في صحبته نظر، وحديثه الذي ذكروه في ترجمته: ضعيف لا يثبت، راجع "الإصابة"[3/ 512].
والحديث: أورده الهيثمي في موضعين من "المجمع"[10/ 335، 482]، وعزاه في الموضع الثاني إلى المؤلف والطبراني؛ وقال في الموضع الأول:"رواه البزار من رواية طارق عن عمرو بن مالك، وطارق: ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه، ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: هو كما قال؛ غير أن الجراح بن مليح: فيه مقال معروف، وهو صدوق متماسك إن شاء الله.
ولو وقف الهيثمي على (طارق) هذا في "ثقات ابن حبان" لما تردد في توثيقه هو الآخر، فقد كان أتبع لابن حبان من ظله في توثيق هذا الطراز من الأغمار والمجاهيل.
وقد اختلف في سند هذا الحديث على وكيع بن الجراح، فرواه عنه عثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن زياد الصائغ كلاهما عنه على الوجه الماضي به
…
وخالفهما سفيان بن وكيع بن الجراح، فرواه عن أبيه عن جده فقال: عن طارق بن علقمة عن عمرو بن مالك الرؤاسي عن أبيه به نحوه في سياق أتم، ونقل الحديث إلى:(مسند مالك الرؤاسي) بدل ولده (عمرو بن مالك).
هكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[5/ رقم 6004/ طبعة الوطن]، من طرق عن سفيان بن وكيع به.
قلتُ: وهذه مخالفة ساقطة، وسفيان لا يحتج به عندهم، وبه أعل الحافظ تلك المخالفة في "الإصابة"[4/ 676]، فنقل عن أبي موسى المديني الحافظ أنه قال: (رواه - يعنى هذا الحديث - غير واحد هكذا عن وكيع؛ وخالفهم: سفيان بن وكيع، فرواه عن أبيه عن جده عن طارق عن عمرو بن مالك عن أبيه
…
).
قال الحافظ: "قلتُ: سفيان بن وكيع: ضعيف في أبيه وغيره، وقد خبط في السند، فزاد فيه: "عن جده" وزاد بعده: "عن أبيه "
…
".
قلتُ: ما خبط سفيان إلا في الزيادة الثانية وحدها، أما الزيادة الأولى، فليست بزيادة أصلًا، فلعل الحافظ ظن أن الضمير في قول سفيان:(عن جده) عائد على (وكيع بن الجراح) ويكون المراد بجده هو (مليحًا الرؤاسي) وليس بشيء، إنما الضمير عائد على سفيان نفسه؛ وجده: هو (الجراح بن مليح) وهو راوى هذا الحديث عن طارق كما عرفت سابقًا. =
* * *
= وقد رأيت: سفيان بن وكيع عاد مرة أخرى وروى هذا الحديث على الجادة عن أبيه فقال: أخبرنا أبي عن أبيه عن شيخ يقال له: طارق عن عمرو بن مالك الرؤاسي به نحو سياق المؤلف
…
هكذا أخرجه ابن قانع في "المعجم"[2/ 212/ طبعة مكتبة الغرباء الأثرية]، وهذا هو المحفوظ عن وكيع بن الجراح بلا ريب.
وللجراح بن مليح في هذا الحديث شيخ آخر! فأخرج ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[3/ رقم 1509]، وعنه أبو نعيم في "المعرفة"[5/ رقم 6410]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1345/ طبعة الفاروق]، وابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة"[4/ 675]، وغيرهم من طريق عبد الرحيم بن مطرف الرؤاسي عن وكيع بن الجراح بن مليح عن أبيه عن أبي عوف حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن نافع جد علقمة عن عمرو بن مالك به نحوه في سياق طويل.
قلتُ: وهذا معلول أيضًا، ونافع هذا: ترجمه ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 470]، وقال:"روى عنه حميد بن عبد الرحمن أبو عوف الرؤاسي، فيه نظر" يعنى في صحبته نظر، كما جزم العلائى في "جامع التحصيل"[ص 290].
وهذا النظر عندي: في كون حميد بن عبد الرحمن أبي عوف: لم يدرك نافعًا هذا، فلا تثبت صحبته بسند مرسل منقطع، وحميد وسائر رجال الإسناد: ثقات مشاهير من رجال "التهذيب" سوى (الجراح بن مليح) فهو صدوق صالح له أوهام
…
واللَّه المستعان.