الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (*)
6739 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسي، حدّثنا وهيب بن خالدٍ، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ، قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا بالمدينة لم يحج، ثم أذن في الناس بالخروج، فلما جاء ذا الحليفة صلى بذى الحليفة، فولدت أسماء بنت عميسٍ، محمد بن أبي بكرٍ، وأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِالثَّوْبِ وَأَهِلِّي"، قال: ففعلت، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر البيداء أهل وأهللنا معه، لا نعرف إلا الحج وله خرجنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، والقرآن ينزل عليه وهو يعرف تأويله، وإنما يفعل ما أمر به، قال جابرٌ: فنظرت بين يدى، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، مد بصرى، والناس مشاةٌ، والركبان، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبى، يقول:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك، لا شَرِيكَ لَكَ"، فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن، فسعى ثلاثة أطوافٍ، ومشى أربعًا، فلما فرغ من طوافه وانطلق إلى المقام، فقال:"قال الله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين، قال جعفر بن محمدٍ: قال أبي: كان يقرأ فيهما بالتوحيد: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، قال: ولم يذكر ذلك عن جابرٍ، قال جابرٌ: ثم انطلق إلى الركن فاستلمه، ثم انطلق إلى الصفا، فقال: "نبدأ بما بدأ الله به {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]"، فرقى على الصفا، حتى بدا له البيت، وكبر ثلاثًا، وقال: "لا إِلَهَ إِلا اللَهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ
(*) هي: السيدة الكاملة؛ والمرأة الفاضلة، سيدة نساء أهل الجنة، وأم السِّبْطَيْن؛ وقرة عين النبي صلى الله عليه وسلم القرشية لهاشمية الصابرة الرَّزَاق الطاهرة، ومناقبها منشورة مشهورة رضي الله عنها وأرضاها.
6739 -
صحيح: مضى سابقًا في (مسند جابر)[برقم 2027].
الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ثلاثًا، ودعا في ذلك ثم هبط من الصفا، فمشى حتى إذا تصوبت قدماه في بطن المسيل، سعى، حتى إذا صعدت قدماه في بطن المسيل مشى إلى المروة فرقى على المروة، حتى بدا له البيت، فقال مثل ما قال على الصفا، فطاف سبعًا، فقال: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْىُ فَلْيُحْلِلْ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْىُ فَلْيَقُمْ عَلَى إِحرَامِهِ، فَإِنِّي لَوْلا أَنَّ مَعِىَ هَدْيًا لأَحْلَلْتُ، وَلَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ".
قال: وقدم عليٌ من اليمن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"بِأَيِّ شَيْءٍ أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟ " قال: قلت: اللَّهم إنى أهلّ بما أهلّ به رسولك، قال:"فَإِنَّ مَعِىَ هَدْيًا فَلا تَحِلَّ"، قال عليٌ: فدخلت على فاطمة وقد اكتحلت، ولبست ثيابًا صبيغًا، فقلت: من أمرك بهذا؟ قالت: أبي أمرني، قال: فكان عليٌ يقول بالعراق: فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشًا على فاطمة مستثبتًا في الذي قالت، فقال:"صَدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتُهَا" قال: ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنةٍ من ذلك، بيده ثلاثًا وستين بدنةٍ، ونحر عليٌ ما غبر، ثم أخذ من كل بدنةٍ قطعةً فطبخوا جميعًا، فأكلا من اللحم، وشربا من المرق، قال سراقة بن مالك بن جعشمٍ: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال:"بَلْ لِلأَبَدِ، دَخَلْتِ الْعُمْرَةُ في الحجِّ"، وشبك بين أصابعه.
6740 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا حمادٌ، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت رسول الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل في بيتها عرقًا، فجاءه بلالٌ فآذنه بالصلاة، فقام ليصلى، فأخذتُ بثوبه، فقلتُ: يا أبة، ألا توضأ؟ قال:"ممَّ أَتَوَضَّأُ، أَىْ بُنَيَّةُ؟! "، فقلت: مما مست النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَوَلَيْسَ أَطْهَر طَعَامِكُمْ مَا مَسَّتْهُ النَّارُ؟! ".
6740 - ضعيف: أخرجه أحمد [6/ 283]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[13/ 62]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 96/ زوائد الهيثمي]، والدولابي في "الذرية الطاهرة"[رقم 175]، والدارقطني في "العلل"[15/ 170]، وغيرهم من طرق عن حماد بن بن سلمة عن محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه عن الحسن بن حسن عن فاطمة به نحوه.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، فيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع، فالحسن بن حسن: هو ابن عليّ بن أبي طالب، ولم يدرك جدته فاطمة بالاتفاق، وبهذا أعله الهيثمي في "المجمع"[1/ 572]، ثم قال:"والحديث منقطع".
والثانية: ابن إسحاق إمام في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، وبهذا أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"[1/ 96]، فقال:"ومدار حديث فاطمة على محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه".
والثالثة: قد اختلف في سنده على ابن إسحاق على ألوان، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[15/ 56 - 622].
ومنها لون: عند الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2742]، وقد أشار الدارقطني إلى أن ابن إسحاق قد اضطرب فيه، فقال:"والاختلاف فيه من قِبَل محمد بن إسحاق".
قلتُ: وهذا قريب؛ فإن ابن إسحاق فيه مقال معروف؟!.
وللحديث: شاهد عن جابر بن عبد الله به نحوه
…
عند الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 768]، وسنده ضعيف منقطع.
وله شاهد صحيح من مراسيل يحيى بن أبي كثير عند المؤلف في (مسنده الكبير) كما في "المطالب"[2/ رقم 378/ طبعة العاصمة]، ومراسيل يحيى شبه لا شيء.
وقد ثبت ترك الوضوء مما مست النار عن جماعة من الصحابة، منهم جابر بن عبد الله، وقد مضى حديثه [برقم 2098، 2017]، وعن ابن عباس، وقد مضى حديثه [برقم 2352]، وعن ابن مسعود، وقد مضى حديثه [برقم 5274]، ومضى حديث أبي هريرة [برقم 5986].
• تنبيه: قد تحرف اسم (الحسن بن الحسن) في سند المؤلف من الطبعتين إلى: (الحسن بن أبي الحسن) وهكذا تحرف على الهيثمي أيضًا في "المجمع".
* والصواب في إِسناد المؤلف: (الحسن بن الحسن) كما نقله البوصِيرى عنه في "إتحاف الخيرة".
• تنبيه آخر: قد وقع في سند الحارث: (عن الحسن بن عليّ) فظنه بعضهم: لونًا آخر من الاختلاف على ابن إسحاق في سنده، وليس بشيء، غاية ما في الأمر: أن الحسن قد نُسِبَ عند الحارث إلى جده، فهو (الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب) كما مضى.
6741 -
حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ، إِلا وَلَدَ فَاطِمَةَ فَأَنَا وَلِيُّهُمْ وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ".
6741 - باطل: أخرجه الطبراني في "الكبير"[3/ رقم 2632] و [22/ رقم 1042]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 285]، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"[1/ 260]، وعبد الله بن أحمد في "العلل"[1/ 559]، وعنه العقيلي في الضعفاء [3/ 223]، وابن عساكر في "تاريخه"[70/ 14]، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن شيبة بن نعامة الضبي عن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة به
…
نحوه.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج بشيبة بن نعامة".
وقال الهيثمي في "المجمع"[9/ 274]: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وفيه شيبة بن نعامة، ولا يجوز الاحتجاج به".
وقال السخاوى في "المقاصد"[ص 514]: "شيبة ضعيف؛ ورواية فاطمة عن جدتها مرسلة".
قلتُ: فالإسناد فيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين فاطمة بنت الحسن، وجدتها فاطمة أم أبيها، فهى لم تدركها كما قاله الترمذي وجماعة راجع "جامع التحصيل للعلائي"[ص 318/ رقم 1032].
والثانية: ضعف شيبة بن نعامة، وقد ضعفه غير واحد.
وهذا الحديث: قد سئل عنه الإمام أحمد مع جملة أحاديث أخرى، "فأنكرها جدًّا، وقال: هذه أحاديث موضوعة، أو كأنها موضوعة" كما نقله عنه عبد الله في "العلل"[1/ 559]، إلا أنه حمل فيها على (عثمان بن أبي شيبة) راوى الحديث هنا عن جرير بن عبد الحميد، وهكذا ساقه له العقيلي في ترجمته من "الضعفاء" وتابعه الذهبي في "الميزان" أيضًا [5/ 48 - 49]، لكن تعقب الخطيب دعوى تفرد عثمان به، وأسنده من طريقين آخرين - وفيهما - ضَعْف، عن جرير ابن عبد الحميد به
…
في "تاريخه".
وفى الباب: عن جابر بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وغيرهما. بأسانيد باطلة، راجع "الضعيفة"[رقم 802، 4104، 4324]، للإمام.=
6742 -
حَدَّثَنَا الحسين بن الأسود، حدّثنا عمرو بن محمد العنقزي، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، قال: قالت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ عِيسَى ابْنَ مرْيَم مَكَثَ فِي بَنِي إِسرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً".
6743 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، حدّثنا محمد بن خالدٍ
= والحديث: ضعفه المناوي أيضًا في "فيض القدير"[5/ 17]، وفى "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 414 - 415/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقد استوفينا الكلام عليه في:"غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
6742 -
ضعيف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 482 - 483]، من طريق المؤلف به.
قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 378]: "رواه أبو يعلى عن الحسين بن عليّ بن الأسود، ضعفه الأزدي، ووثقه ابن حبان، ويحيى بن جعدة لم يدرك فاطمة".
قلتُ: ورجاله كلهم من رجال "التهذيب" وقد خولف فيه عمرو بن محمد العنقزى، خالفه محمد بن عباد المكى، فرواه عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة به نحوه مرسلًا في سياق أطول.
هكذا أخرجه ابن شاهين في "فضائل فاطمة"[رقم 3]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 483]، من طريق أبي القاسم البغوي عن محمد بن عباد به.
قلتُ: ومحمد بن عباد ثقة مأمون، قد توبع على هذا اللون المرسل عن ابن عيينة، تابعه سعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن أبي عمر العدني كما ذكره الدرقطني في "العلل"[15/ 66]، ثم قال عن هذا الوجه المرسل:"وهو المحفوظ".
قلتُ: وهو كما قال بلا ريب.
وفى الباب: عن أم حبيبة به مثله مرفوعًا في سياق أطول: عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"[8/ 660]، ولم أقف على إسناده بعد، واللَّه المستعان.
6743 -
صحيح: أخرجه الترمذي [3873]، والنسائي في "الكبرى"[8513]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 2964]، وابن شاهين في "فضائل فاطمة"[رقم 8]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ رقم 1397]، والآجري في "الشريعة"[رقم 1562]، والدولابي=
الحنفي، حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشمٍ، عن عبد الله بن وهبٍ، عن أم سلمة، قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسارَّها بشيءٍ فبكت، ثم سارَّها بشيءٍ فضحكتْ، فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوضٌ في هذه السنة، فبكيت، فقال:"ما يَسُرُّكِ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلا فُلانَةَ؟ " فضحكت.
6744 -
حَدَّثَنَا ابن إسماعيل بن أبي سمينة، حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا زكريا، عن فراسٍ، عن الشعبي، عن مسروقٍ، عن عائشة، نحوه.
6745 -
حَدَّثَنا أبو خيثمة، حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا زكريا بن أبي زائدة، عن
= في "الذرية الطاهرة"[رقم 183]، وغيرهم من طرق عن محمد بن خالد بن عثمة عن موسى بن يعقوب الزمعي عن هاشم بن هاشم بن عتبة المدني عن عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي عن أم سلمة به
…
ووقع عند الترمذي: (
…
إلا مريم ابنة عمران) ووقع عند الجميع - سوى ابن الأثير والدولابي -: (بعد مريم بنت عمران).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قلتُ: هذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات سوى (موسى بن يعقوب الزمعي)، فهو مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":"صدوق سيئ الحفظ" وقبله قال الذهبي في "الكاشف": "فيه لين" وقد أتى في هذا الحديث بحرف منكر لم يتابع عليه، فوقع عند الترمذي وابن شاهين والآجري:(دعا فاطمة يوم الفتح) لفظ الترمذي؛ وهذا من أغلاط يعقوب الزمعي، فإن الحديث ثابت من رواية جماعة من الصحابة به نحوه
…
، وليس فيه هذا الحرف المنكر، إنما المحفوظ أنها أتته صلى الله عليه وسلم في مرض موته.
وس شواهده الثابتة: حديث عائشة الآتى:
وقوله في آخره: (إلا فلانة) مضى له شاهد من حديث أبي سعيد [برقم 1169].
6744 -
صحيح: انظر الآتى.
6745 -
صحيح: أخرجه البخاري [3426]، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"[14/ 162]، ومسلم [2450]، وابن ماجه [1621]، وأحمد [6/ 282]، والنسائي في "الكبرى"[8368، 8516]، والطبراني في "الكبير"[22/ 1032]، وفى "الأوائل"[رقم 57]، وعنه أبو نعيم في الأصبهاني في "مسانيد فراس المكتب"[21]، والدينورى في "المجالسة"[1362]،=
فراسٍ، عن الشعبي، عن مسروقٍ، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَرحَبًا بابْنَتِى"، وأجلسها عن يمينه أو عن يساره، وأسرَّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسر إليها حديثًا فَضحكتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم حزنًا أقرب من فرحٍ! أي شيءٍ أسرَّ إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالت: ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قبض سألتها، فقالت: قال: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَأْتِينِي فَيُعَارِضُنِي الْقُرآْنَ مَرَّةً، وَإِنَّهُ أَتَانِي الْعَامَ فَعَارَضَنِي بِهِ مَرَّتَيْنِ، وَلا أَرَى أَجَلِي إِلا قَدْ حَضَرَ، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ، وَإِنَّكَ أَوَّلُ أَهْلِ بَيتِي لحُوقًا بِى"، فبكيت لذلك، فقال:"أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنينَ - أَوْ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ " قالت: فضحكتُ.
6746 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا المفضل بن فضالة، قال: حدثني ربيعة
= والطحاوي في "المشكل"[1/ 82]، والبيهقي في "الدلائل"[2648]، وجماعة من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، عن فراس بن يحيى عن الشعبي، عن مسروق عن عائشة به نحوه.
قلتُ: وتوبع عليه زكريا: تابعه أبو عوانة الوضاح على نحوه عن فراس: عند مسلم والبخاري ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"[14/ 160 - 161]، والطيالسي [1373]، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"[7078، 8517] والطبراني في "الكبير"[22/ رقم 1033]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[5/ رقم 2967]، وأبو نعيم في "المعرفة"[6/ رقم 7324]، والطحاوي في "المشكل"[1/ 81]، وجماعة.
وللحديث: طرق أخرى عن عائشة به.
منها: ما رواه إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن عروة بن الزبير عن عائشة به نحوه باختصار: أخرجه البخاري [3427، 3511، 4170]، ومسلم [2450]، وأحمد [6/ 77، 240، 2802]، وابن حبان [6954]، والنسائي في "الكبرى"[8367]، والمؤلف [برقم 6755]، والطبراني في "الكبير"[22/ رقم 1037]، والبغوي في "شرح السنة"[14/ 160]، والدولابي في "الذرية الطاهرة"[رقم 177]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 3090]، وجماعة كثيرة من طرق عن إبراهيم بن سعد الزهري به.
6746 -
منكر: أخرجه أبو داود [3123]، والنسائي [1880]، وأحمد [2/ 168، 223]، وابن حبان [3177]، والحاكم [1/ 529]، والبزار [6/ رقم 2135]، والطحاوي في "المشكل"=
المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قَبَرْنَا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فلما فرغ انصرف ووقف وسط الطريق، فإذا نحن بامرأةٍ مقبلة لا نظن أنه عرفها، فلما دنت، إذا هي فاطمة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا فَاطِمَةُ، مَا أخْرَجَكِ مَنْ بَيْتك؟ " قالت: أتيت يا رسول الله أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم، أو عزيتهم لا أحفظ أي ذلك قالت، قال ربيعة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَعَلَّكِ بَلَّغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ " قالت: معاذ الله، وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر، قال:"لَوْ بَلَغْتِ الْكُدَى مَا رَأَيْتِ الجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَما جَدُّك أَبُو أُمُّكِ - أَوْ أَبُو أَبِيكِ"، شَكَّ أبُو يَحْيَى، فَسَألْتُ رَبيعَةَ عَن الْكُدَى، فقال: أحسبها المقابر، قال: فلما رأيت ربيعة شك، لقيت يزيد بن أبي حبيبٍ، فأخبرته بحديث ربيعة وسألته الكدى، فقال: هي المقابر.
= [1/ 145]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 383]، والحكيم الترمذي في "المنهيات"[15]، وابن الجوزي في "المتناهية"[2/ 903]، والبيهقي في "سننه"[6882]، وفى "الدلائل"[رقم 106]، وغيرهم من طرق عن ربيعة بن سيف المعافرى عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص به نحوه، وهو عند الخطابي باختصار شديد.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يثبت
…
".
وقال النسائي عقبه: "ربيعة ضعيف".
وقال الذهبي في "المهذب"[3/ 484]- كما في النافلة [رقم 125]- بعد أن ساق الحديث: "قلتُ: هذا منكر؛ تفرد به ربيعة، وقد غمزه البخاري وغيره بأنه صاحب مناكير".
وقال في كتابه "الرد على ابن القطان"[ص 62]، بعد أن أعله بـ (ربيعة):"قلتُ: ما أشبه حديثه أن يكون موضوعًا! ".
قلتُ: فآفة الحديث هي من (ربيعة بن سيف) وهو شيخ مختلف فيه، وقد وسمه البخاري وغيرهه برواية المناكير، ومثله لا يحتمل له التفرد بمثل هذا، وبه أعله غير واحد كما مضى؛ ومنهم عبد الحق الإشبيلى في "أحكامه" وتعقبه ابن القطان الفاسى بما رددناه عليه في "غرس الأشجار" وكذا تعقبنا المنذري في تحسينه إسناد الحديث في "ترغيبه"[4/ 181].
والحديث: ضعف سنده النووي في "الخلاصة" و"المجموع".
ونقل ابن القيم تضعيفه في حاشيته على "السنن"[9/ 42]، أما صاحب "المستدرك" فإنه جازف =
6747 -
قَالَ يزيد بن أبي حبيب: وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجلٍ، فلما وضعت ليصلى عليها أبصر امرأةً، فسأل عنها، فقيل له: هي أخت الميت يا رسول الله، فقال لها:"ارْجِعِي"، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا حَتَّى تَوَارَتْ، قال يزيد: وقد حضرت أم سلمة، أبا سلمة.
6748 -
حَدَّثَنا جبارة بن مغلسٍ، حدّثنا عبيد بن وسيمٍ الجمال، أخبرنا الحسن بن
= وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" كذا قال هذا الرجل، وقد تعقبه الشمس بن عبد الهادي في المحرر [1/ 328]، فقال:"وليس كما قال، فإن ربيعة لم يخرج له صاحبا "الصحيح" شيئًا، بل هذا حديث منكر
…
" وساق كلام النقاد في ربيعة إلى أن قال: "وقد تابع ربيعة عليه: شرحبيل بن شريك، وهو من رجال مسلم".
قلت: لكنها متابعة لا تثبت أصلًا، كما أوضحنا في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" واللَّه المستعان.
6747 -
منكر: قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 129]: "رواه أبو يعلى .. ورجاله ثقات ولكنه منقطع الإسناد".
قلت: بل هو معضل، يزيد بن أبي حبيب: لم يثبت له السماع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثقة إمام
…
وفى متن الحديث نكارة ظاهرة
…
قد تكلمنا عليها في "غرس الأشجار".
6748 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3296]، والمزي في "التهذيب"[19/ 247]، من طريق جبارة بن المغلس عن عبيد بن وسيم عن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عن أمه فاطمة به.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 163]: (هذا إسناد فيه جبارة، وهو ضعيف
…
).
قلتُ: وجبارة هذا تركه الدارقطني وغيره، وباقى رجال الإسناد ثقات معروفون.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه.
منها: ما رواه أبو داود [3852]، وأحمد [2/ 263، 537]، وابن ماجه [3297]، والبخاري في الأدب المفرد [رقم 1220]، وابن أبي شيبة [26218]، والبيهقي في "سننه"[14383]، وفى "الشعب"[5/ رقم 5815]، وابن حبان [5521]، والبغوي في "شرح السنة"[11/ 387]، وغيرهم من طرق عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا:(من نام وفى يده غمر، ولم يغسله؛ فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه) لفظ أبي داود. =
الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها حسين بن علي، عن أمه فاطمة بنت محمدٍ، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَلُومَنَّ امْرُؤٌ إِلا نَفْسَهُ، بَاتَ وَفِى يَدِهِ رِيحُ غَمْرٍ".
6749 -
حَدَّثنَا أبو سعيد الأشج، حدّثنا ابن إدريس، عن أبى الجحاف داود بن أبى عوف، عن محمد بن عمرو الهاشمى، عن زينب بنت علي، عن فاطمة بنت محمد، قالت: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي، فقال:"هَذَا فِي الجَنَّةِ، وَإن مِنْ شِيعَتِهِ [قَوْمًا] يَعْلَمُونَ الإسلامَ، [ثُمَ] يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرافِضَةَ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإنَّهُمْ مُشْرِكُونَ".
= قلتُ: وهذا إسناد قوى على شرط مسلم، وله طرق أخرى عن أبى هريرة، وشواهد عن جماعة من الصحابة؛ وقد خرجناها في "غرس الأشجار" وراجع "الصحيحة"[رقم 2956]
…
وللَّه الحمد.
6749 -
منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[69/ 174 - 175]، من طريق المؤلف به.
قال ابن عساكر: "كذا قال - يعنى المؤلف - وإنما هو أبو إدريس، وهو تليد بن سليمان
…
".
قلتُ: مراد ابن عساكر: أن المؤلف - أو من دونه - قد أخطأ في تسمية شيخ أبى سعيد الأشج، فقال:(حدثنا ابن إدريس) كذا، والصواب:(حدثنا أبو إدريس) وهو (تليد بن سليمان) ذلك الساقط المعروف كما يأتى؛ ولم يفطن حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [12/ 117]، إلى هذا الوهم، ومشى على ظاهر الإسناد وقال:(وابن إدريس: هو عبد الله) كذا، وليس بشئ.
وقد رواه محمد بن عمرو بن يوسف، ومحمد بن الحسين بن حميد اللخمى، وأبو بكر بن أبى داود، والوليد بن عليّ الوراق، وإبراهيم بن عبد الصمد، وغيرهم، كلهم عن أبى سعيد عبد الله الأشج عن أبى إدريس تليد بن سليمان المحاربى عن أبى الجحاف داود بن أبى عوف عن محمد بن عمرو بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب عن عمة أبيه زينب بنت على عن أمها فاطمة به نحوه
…
هكذا أخرجه الآجرى في "الشريعة"[1935]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1504]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 205]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 165]،=
6750 -
حَدَّثَنَا عيسى بن سالمٍ، حدّثنا وهب بن عبد الرحمن القرشى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن على، أنه دخل المتوضأ فأصاب لقمةً - أو قال: كسرةً - في مجرى الغائط والبول، فأخذها، فأماط عنها الأذى فغسلها غسلًا نعمّا، ثم دفعها إلى غلامه، فقال: يا غلام، ذكّرنى بها إذا توضأت، فلما توضأ، قال للغلام: يا غلام، ناولنى اللقمة - أو قال: الكسرة - فقال: يا مولاى أكلتها، قال: فاذهب فأنت حرٌ لوجه الله، قال: فقال له الغلام: يا مولاى، لأى شئٍ أعتقتنى؟ قال: لأنى سمعت من فاطمة بنت
= والدارقطنى في"العلل"[15/ 180]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 334]، و [69/ 175]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 51]، وغيرهم من طرق عن أبى سعيد الأشج به.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن أبى سعيد، ورواه عنه بعضهم فغلط عليه في إسناده، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[15/ 178].
وقد قال ابن الجوزى عقب روايته: "هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد ويحيى بن معين: "تليد كذاب"
…
".
قلت: وكذا كذبه الساجى وأسقطه جمهور النقاد، وهو من رجال الترمذى وحده، وقد أنكر عليه ابن حبان هذا الحديث، وساقه في ترجمته من "المجروحين" وكذا ساقه له الذهبى في ترجمته من الميزان [1/ 358]، وأعاد الحديث في ترجمة أبى الجحاف [2/ 18]، إلا أنه قال عقبه:"هذا آفته تليد؛ فإنه متهبم بالكذب" ثم قال: "ورواه أبو الجارود زياد بن المنذر، وهو ساقط عن أبى الجحاف".
قلتُ: وقد اختلف في نشده على أبى الجحاف على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[15/ 76 - 81]، ثم قال:"والحديث: شديد الاضطراب" أبو الجحاف مختلف فيه أيضًا، وهو من رجال "التهذيب" ومن فوقه: ثقات مشاهير.
وفى الإسناد: علة أخرى، وهى الانقطاع بين زينب بنت عليّ وفاطمة، وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 748].
وللحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة بأسانيد تالفة، ولا يصح في هذا الباب حديث قط، وراجع الماضى [برقم 2586].
6750 -
موضوع: أخرجه الخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 510]، من طريق عيسى بن سالم الشاشى عن وهب بن عبد الرحمن القرشى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عليّ به.=
رسول الله تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، فَاخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا، ثُمَّ أَكْلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ"، فما كنت لأستخذم رجلًا من أهل الجنة.
= قلتُ: ورواه عيسى بن سالم مرة أخرى فقال: (حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحمن المدينى عن جعفر بإسناده به
…
)، وأخرجه الخطيب أيضًا [2/ 510 - 511]، و (عبد الوهاب) هو نفسه:(وهب بن عبد الرحمن) في الإسناد الأول؛ وإنما كان عيسى يدلسه؛ لسقوطه عند النقاد جدًّا، وهكذا كان يدلسه غير واحد من الرواة عنه، ومن طريق الخطيب البغدادى: أخرج ابن الجوزى هذا الحديث في "الموضوعات" ثم قال: هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه: وهب بن عبد الرحمن، وهو وهب بن وهب القاضى؛ وإنما دلسه عيسى بن سالم؛ وقد دلسه مرة أخرى فقال: عبد الوهاب بن عبد الرحمن المدينى، وقد دلسه محمد بن أبى السرى العسقلانى فقال: وهب بن زمعة القرشى، وهو وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود.
وهذا كله جهلٌ من الرواة بما في ضمن ذلك من الخيانة على الإسلام؛ لأنه قد يُبنَى على الحديث حكْمٌ فيعمل به؛ لحسن ظن الراوى بالمجهول! ثم إنظر إلى من وضع هذا الحديث؛ فإن اللقمة إذا وقعت في مجرى البول؛ وتداخلتها النجاسة؛ فرأبت؛ لا يتصور غسلها؛ وكأن الذي وضع هذا: قصد أذى المسلمين والتلاعب بهم! " نقله عنه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [4/ 94]، وقد سقط هذا الحديث، والكلام عليه من "الموضوعات" لابن الجوزى.
وقال الحافظ في "المطالب"[10/ 788 - 789/ طبعة العاصمة]، بعد أن ساق الحديث عن طريق المؤلف:"وهب هذا: هو أبو البخترى القاضى المعروف بالكذب، ووضع الحديث، وهذا الحديث: مما افتراه، وقد ذكره ابن الجوزى في "الموضوعات" وكشف أمر هذا الحديث وأجاد".
قلتُ: وقد أورده جماعة ممن ألفوا في الأحاديث الموضوعة والباطلة، منهم ابن القيم: في "المنار المنيف"[ص 65]، والذهبى في "تلخيص الموضوعات"[ص 150]، والسيوطى في "اللآلئ المصنوعة"[2/ 217]، وابن عراق في "تنزيه الشريعة"[29612]، وجماعة غيرهم.
راجع ترجمة وهب بن وهب القاضى أبى البخترى القرشى: في "الميزان ولسانه"[6/ 231 - 232، 233].
وللحديث: طريق آخر: وشاهد من رواية ابن مسعود، وكلاهما ساقطان لا شئ، راجع الكلام عليهما في "الضعيفة"[رقم 3427]، للإمام. =
6751 -
حَدَّثَنَا زهير بن حربٍ، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا جعفر بن محمدٍ، حدثنى أبى، قال: أتينا جابر بن عبد اللَّه، وهو في بنى سلمة، فسألناه عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث بطوله، وهو عندنا مكتوبٌ في مسند جابرٍ.
6752 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن صالحٍ، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن الوليد بن جميعٍ، عن أبى الطفيل، قال: جاءت فاطمة إلى أبى بكرٍ، فقالت: يا خليفة رسول الله، أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؛ قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول الله؟! قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إذَا أَطْعَمَ اللَّهُ نَبِيًّا طُعْمَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ، جَعَلَهُ لِلَّذِى يَقُومُ بَعْدَهُ"، فرأيت أن أرده على المسلمين، فقالت: أنت ورسول الله أعلم.
6753 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ المكى، حدّثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنى زياد بن
=• تنبيه: قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 441]: "رواه أبو يعلى عن عيسى بن سالم عن وهب بن عبد الرحمن القرشى؟! ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
قلتُ: إنما لم يعرف الهيثمى وهبًا؛ لكون عيسى قد دلسه، فهو (وهب بن وهب القرشى) كما مضى؛ لكن: أغرب الهيثمى جدًّا، وعاد مرة أخرى وقال في "المجمع" [5/ 40]:"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات" كذا قال، وفيه ما فيه، واللَّه المستعان.
6751 -
صحيح: مضى مطولًا في (مسند جابر)[برقم 2126].
6752 -
حسن: مضى الكلام عليه في (مسند أبى بكر)[برقم 37].
6753 -
صحيح: أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[8/ 172]، من طريق الواقدى عن معمر ومحمد - وهو ابن عبد الله بن أخى الزهرى - عن الزهرى عن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبى طالب به نحوه مرسلًا في سياق أطول، وليس فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط، والواقدى ليس بشئ، لكن إسناد المؤلف إلى الزهرى: صحيح حجة، وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، قد شرحناها في "غرس الأشجار".
وقد رجح منها الدارقطنى والذهلى وغيرهما: ما رواه صالح بن كيسان ومعمر - واختلف عليه - وشعيب بن أبى حمزة ويونس الأيلى وغيرهم عن الزهرى عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة به نحو في سياق طويل: أخرجه مسلم [رقم 2442]، والنسائى=
سعد، عن الزهرى، عن عليّ بن حسينٍ، أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعن إلى فاطمة، فقلن لها: ائتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولى له: إن أزواجك ينشدنك العدل في بنت أبى قحافة، فأتته فذكرت ذلك له، فقال:"أَمَا تحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ؟ " قالت: بلى، قال:"فَإنِّى أُحِبُّ هَذِهِ".
6754 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عرفة، حدّثنا محمد بن خازمٍ، عن ليث بن أبى سليمٍ، عن عبد الله بن الحسن، عن فاطمة بنت رسول الله، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد، قال:"بِسْمِ الله، وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذنُوبِى، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"، وإذا خرج، قال:"بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِر لِي ذُنُوبِى، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ".
6755 -
حَدَّثَنَا زهير، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبى، عن أبيه، أن عروة بن الزبير حدثه، أن عائشة حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بنته فاطمة، فسارَّها فبكت، ثم سارَّها فضحكت، قالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارَّك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارَّك فضحكت؟ قالت: سارَّنى فأخبرنى بموته، فبكيت، ثم سارَّنى فأخبرنى أنى أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
6756 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبى
= [3944، 3945]، وأحمد [6/ 88]، والبخارى في "الأدب المفرد"[559]، والبيهقى في "سننه"[14526]، وجماعة غيرهم.
وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.
6754 -
ضعيف بهذا السياق: أظنه مضى الكلام عليه في "مسند عليّ"[برقم 486]، وقد فصلنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وراجع "الثمر المستطاب"[1/ 603 - 610]، للإمام.
6755 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6745].
6756 -
صحيح: أخرجه مسلم [2728]، والطبرانى في "الأوسط"[رقم 2798]، وخيثمة الأطرابلسى في "حديثه"[ص 190]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[5/ 107]، والسراج في "مسنده"[1/ 323]، وغيرهم من طرق عن سهيل بن أبى صالح السمان عن أبيه عن أبى هريرة به
…
=
هريرة، قال: سألتْ فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم خادمًا، فقال:"أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِن ذَلِكَ؟ تُسَبَحِينَ اللَّهَ، وَتُكَبِّرِينَ، وَتَحْمَدِينَ اللَّهَ إذَا أَوَيْتِ إلَى فِراشِكِ مِئَةَ مُرَّةٍ".
* * *
= وزاد خيثمة ومن طريقه البغوى قوله: (عند كل صلاة) قبل آخره؛ وعند الجميع: (تسبحين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين ثلاثًا وثلاثين، وتكبرين أربعًا وثلاثين
…
).
قلتُ: وهذا إسناد قوى، ومن طريق المؤلف: أخرجه ابن عساكر في "المعجم"[رقم 857] ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح".
وقبله قال البغوى: "حديث صحيح".
قلت: وقد اختلف في إسناده على أبى صالح السمان، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك شواهده .. وللَّه الحمد.