الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (*)
7163 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان الكوفى، والحسن بن حماد - ونسخته من حديث مسروق - حدّثنا يحيى بن زكريا بن زائدة، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن جهم بن أبى جهم، عن عبد الله بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية التى أرضعته، قالت: خرجت في نسوة من بنى سعد بن بكر نلتمس الرضعاء بمكة على أتان لى قمراء قد أذمَّت، فزاحمت بالركب، قالت: وخرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئًا، ومعى زوجى الحارث بن عبد العزى، قالت: ومعنا شارفٌ لنا، والله إن تبضُّ علينا بقطرة من لبن، ومعى صبىٌ لى إنْ ننام ليلتنا مع بكائه، ما في ثديى ما يغنيه، وما في شارفنا من لبن
= والبيهقى في "الدلائل"[6/ 226]، وأبو نعيم في "المعرفة"[6/ رقم 7645]، والحارث في "مسنده"[2/ رقم 334]، وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة"[7/ 644]، وغيرهم من طرق عن عليلة بنت الكميت عن أمها عن أمة الله بنت رزينة عن رزينة به نحوه.
قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 429]، بعد أن عزاه للمؤلف والطبرانى:"وعليلة: ومن فوقها: لم أجد من ترجمهن".
قلتُ: هن نسوة مجهولات مغمورات غائبات، وقد توقف ابن خزيمة في صحته، ووقع عنده في سنده تحريف، وتسامح الحافظ وقال في "الفتح" [4/ 200]:"إسناده لا بأس به " كذا قال، وقد عرفت ما فيه من البأس؟! واللَّه المستعان.
(*) هي: حليمة بنت عبد الله بن الحارث السعدية، أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، راجع "الإصابة"[7/ 584].
7163 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [6335]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 545]، وأبو نعيم في "الدلائل"[1/ رقم 94/ طبعة دار النفائس]، وفى "المعرفة"[6/ رقم 7564/ طبعة دار الوطن]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3519]، وأبو الحسن القطان في "الطوالات" كما في "تاريخ قزوين"[2/ 448 - 449/ الطبعة العلمية]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 88 - 91]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار عن جهم بن أبى الجهم القرشى عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عن حليمة السعدية به نحوه
…
وهو عند ابن أبى خيثمة وأبى الحسن القطان وأبى نعيم في "المعرفة" بطرف من أوله فقط. =
نغدوه، إلا أنَّا نرجو، فلما قدمنا مكة، لم تبق منا امرأةٌ إلا عُرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، وإنما كنا نرجو كرامة رضاعة من والد المولود، وكان يتيمًا، فكنا نقول: ما عسى أن تصنع أمه؟! حتى لم يبق من صواحبى امرأةٌ إلا أخذت صبيًا، غيرى، وكرهت أن أرجع ولم آخذ شيئًا، وقد أخذ صواحبى، فقلت لزوجى: والله لأرجعن إلى ذلك فلآخذنه، قالت: فأتيته، فأخذته، فرجعته إلى رحلى، فقال زوجى: قد أخذتِهِ؟ فقلت: نعم،
= قال الذهبى في "تاريخ الإسلام"[1/ 48/ طبعة دار الكتاب العربى]: "هذا حديث جيد الإسناد".
وقال الهيثمى في "المجمع"[8/ 402]: "رواه أبو يعلى والطبرانى
…
ورجالهما ثقات".
قلتُ: وليس كما قالا، ومداره على (جهم بن أبى الجهم) وهو شيخ مجهول الحال، والذهبى نفسه قد أورده في "الميزان" وقال:"لا يعرف، له قصة حليمة السعدية" وقد جهله الحافظ في التعجيل [ص 74]، ولا التفات إلى ذكر ابن حبان له في "الثقات"[4/ 113]، فإنما ذلك على قاعدته المعروفة، ثم إن جهمًا لم يسمع هذا الحدث من عبد الله بن جعفر، ولا سمعه عبد الله من حليمة أصلًا، وقد بين ذلك يونس بن بكير في روايته هذا الحديث عن ابن إسحاق فقال: (عن محمد بن إسحاق قال: حدثنى جهم بن أبى جهم قال: حدثنى من سمع عبد الله بن جعفر يقول: حدثت عن حيلمة بنت الحارث
…
) وساق الحديث به نحوه
…
هكذا أخرجه الآجرى في "الشريعة"[3/ رقم 952/ طبعة الوطن،، والبيهقى في "الدلائل" [1/ 132 - 13 - 136]، وابن عساكر في "تاريخه"[1/ 91 - 94]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[7/ 77]، وغيرهم من طريق يونس بن بكير به.
قلتُ: وهذا ظاهر في كون الإسناد منقطعًا في موضعين، وعبد الله بن جعفر لم يدرك حليمة أصلًا، وما وقع من تصريحه منها بالتحديث عند الطبراني وأبى نعيم في "المعرفة"، فهو غلط محض، إما أن يكون محرفًا من قوله:(حدثت عن) وهذا ظاهر كما ترى؛ وإما أن يكون ذلك من أوهام بعضهم على ابن إسحاق، وزعم الحافظ في "الإصابة"[7/ 584]، أن عبد الله بن جعفر قد صرح بالتحديث من حليمة عند المؤلف وعنه ابن حبان، وهذه غفلة منه لا يتابع عليها.
وقد روى جرير بن حازم وابن إدريس كلاهما هذا الحديث عن ابن إسحاق عن جهم قال: عن عبد الله بن جعفر أو من حدثه عن عبد الله بن جعفر، هكذا بالشك. =
واللَّه؛ ذاك أنى لم أجد غيره، فقال: قد أصبت، فعسى الله أن يجعل فيه خيرًا، قالت: فوالله ما هو إلا أن جعلته في حجرى، قالت: فأقبل عليه ثديى بما شاء من اللبن، قالت: فشرب حتى روى، وشرب أخوه - تعنى: ابنها - حتى روى، وقام زوجى إلى شارفنا من الليل فإذا بها حافلٌ، فحلب لنا ما شئنا، فشرب حتى روى، قالت: وشربت حتى رويت، فبتنا ليلتنا تلك بخير، شباعًا رواءً، وقد نام صبياننا، قالت: يقول أبوه - تعنى زوجها: والله يا حليمة، ما أراك إلا قد أصبت نسمةً مباركةً، قد نام صبينا وروى! قالت: ثم خرجنا، فوالله لخرجت أتانى أمام الركب قد قطعتهن حتى ما يبلغونها، حتى إنهم ليقولون: ويحك يا بنت الحارث! كُفِّى علينا، أليست هذه بأتانك التى خرجت عليها؟ فأقول: بلى والله، وهى قدامنا، حتى قدمنا منازلنا من حاضر بنى سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض الله، فوالذى نفس حليمة بيده، إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا، ويسرح راعى غنمى، فتروح غنمى بطانًا لُبَّنًا حُفَّلًا حفلا، وتروح أغنامهم جياعًا هالكةً، ما بها من لبن، قالت: فنشرب ما شئنا من لبن، وما من الحاضر أحدٌ يحلب قطرةً، ولا يجدها، يقولون لرعاتهم: ويلكم! ألا تسرحون حيث يسرح راعى حليمة؟! فيسرحون في الشِّعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهنم جياعًا ما لها من لبن، وتروح غنمى لبنًا حفلا، قالت: وكان صلى الله عليه وسلم يشب في اليوم شباب الصبى في الشهر، ويشب في الشهر شباب الصبى في سنة، فبلغ ستًا وهو غلامٌ جفرٌ، قالت: فقدمنا على أمه، فقلنا لها، وقال لها أبوه: ردوا علينا ابنى، فلنرجع به، فإنا نخشى عليه وباء مكة، قالت: ونحن أضَنُّ بشأنه لما رأينا من بركته، قالت: فلم يزل بها حتى قالت: ارجعا به، فرجعنا به، فمكث عندنا شهرين، قالت: فبينا هو يلعب وأخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بهمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد، فقال لى ولأبيه: أدركا أخى القرشى، قد جاءه رجلان فأضجعاه، فشقا
= أخرجه ابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[17/ رقم 4206، 4207/ طبعة العاصمة]، وتابعهما على تلك الرواية بالشك عن ابن إسحاق: أبو يحيى بكر بن سليمان الأسوارى
…
كما ذكرة ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 94]، وللحديث طرق أخرى: دون هذا السياق جميعًا، وكلها تالفة جدًّا، والله المستعان لا رب سواه.
بطنه! فخرجنا نحوه نشتد، فانتهينا إليه وهو قائمٌ منتقعٌ لونه، فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: ما لك أي بنى؟! قال: أتانى رجلان عليهما ثيابٌ بيضٌ فأضجعانى، ثم شقا بطنى، فوالله ما أدرى ما صنعا، قالت: فاحتملناه فرجعنا به، قالت: يقول أبوه: والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فانطلقى فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه، قالت: فرجعنا به إليها، فقالت: ما ردكما به وقد كنتما حريصين عليه؟! قالت: فقلت: لا والله، إلا أنَّا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه، ثم تخوفت الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله، قالت: فقالت آمنة: والله ما ذاك بكما، فأخبرانى خبركما وخبره؟! فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره، قالت: فتخوفتما عليه؟! كلا والله، إن لابنى هذا شأنًا، ألا أخبركما عنه؟! إنى حملت به، فلم أحمل حملا قط كان أخفَّ ولا أعظم بركةً منه، ثم رأيت نورًا كأنه شهابٌ خرج منى حين وضعته أضاءت لى أعناق الإبل بُبصْرَى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان: وقع واضعًا يده بالأرض، رافعًا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما.