‌حديث أبي بصرة الغفاري - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٩

(*) هو: صحابى معروف؛ وقد اختلف في اسمه على أقوال، والأكثرون على أن اسمه:(حميل) - بضم الحاء - وهذا هو الذي حكى ابن ماكولا الاتفاق عليه، وحديثه: عند مسلم والنسائى وأبى داود.

7205 -

صحيح: أخرجه مسلم [830]، وأحمد [6/ 396]، وابن حبان [1471]، 1744]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 2165]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[2/ رقم 1003، 1004]، وأبو عوانة [1/ 300]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[2/ رقم 697]، والطبرى في "تفسيره"[5/ 221 - 222/ طبعة الرسالة]، والدولابى في "الكنى"[1/ 48 - 49]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 153]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[2/ 423]، والبيهقى في "سننه"[1948، 4167]، وغيرهم من طريقين عن خير بن نعيم الحضرمى عن عبد الله بن هبيرة المصرى عن عبد الله بن مالك أبى تميم الجيشانى عن أبى بصرة الغفارى به نحوه.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه النسائي [521]، وجماعة.

وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار".

7026 -

قوى: قال المنذرى في "الترغيب"[2/ 318]: "رواه أبو يعلى، ورواته ثقات". ومثله قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 243]. =

= قلتُ: وهو كما قالا؛ وسنده قوى إلى هذا الرجل الذي من بنى طيئ! ولا يضر إبهامه صحة الإسناد، ورجاله كلهم من رجال "التهذيب" ساوى ذلك الرجل المبهم.

وقد أغرب الإمام الألباني جدًّا، وأعل هذا الأثر في "ضعيف الترغيب"[1/ 507]، بقوله:(إن السري بن يحيى هذا: من أتباع التابعين؛ فيكون الرجل الذي لم يسمه تابعيًا مجهولًا، فما ينفعه: أن السند إليه رواته ثقات، فلو أنه رفعه لكان مرسلًا ضعيفًا، فكيف وهو قد أوقفه عليه؟! فيكون مقطوعًا ضعيفًا لا حجة فيه).

قلتُ: وهذا إعلال سقيم جدًّا، لا يليق بمنزلة الإمام الألباني في هذا الشأن، وإن تابعه عليه المعلق على "المطالب العالية"[13/ 776/ طبعة العاصمة]، حيث قال هو الآخر:"هذا إسناد ضعيف؛ لإيهام الرجل الذي يروى عن السري بن يحيى". وكلامه هذا والذى قبله: غفلة شديدة، لأن إبهام وجهالة شيخ السري بن يحيى: لا علاقة له بإعلال إسناده أصلًا، لأن الأثر موقوف على هذا الرجل الذي لم يسم، وهبه كذابًا وضاعًا كل بلاء فيه، فإن هذا لا يخدش في ثبوت الأثر أيضًا، لأنه من قوله هو وليس يرويه عن أحد حتى يقال:(هذا مقطوع ضعيف) كما يقول الإمام، أو يقال:(هذا إسناد ضعيف) كما قال المعلق على "المطالب"، فانتبه يا رعاك الله.

نعم: قد روى سعيد بن أبي مريم هذا الحديث عن السري بن يحيى: فجود سنده وأقامه، فقال: أخبرني السري بن يحيى قال: حدثني أبو شجاع عن أبي طيبة الجرجاني عن عبد الله بن عمر: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه هذا الدعاء

…

وذكره نحوه في سياق أتم

…

هكذا أخرجه ابن معين في "تاريخه"[4/ 362/ رواية الدورى]، والدولابي في "الكنى"[2/ 685]، والطبراني في "الدعاء"[رقم 1459]، من طريق سعيد بن أبي مريم به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف منقطع، أبو شجاع: هو سعيد بن يزيد المصري الثقة العابد، وهو من رجال الجماعة إلا البخاري وابن ماجه، وأما شيخه أبو طيبة: فقد زعم الإمام في "الضعيفة"[13/ 474]، أنه:(عبد الله بن مسلم المروزي) الترجم في "التهذيب"، وليس كما قال، بل أبو طيبة هذا: هو عيسى بن سيلمان الدارمي الجرجاني والد أحمد بن أبي طيبة، ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: "ضعفه ابن معين، وساق له ابن عدي: عدة مناكير

…

" =

= وذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 234]، وقال:"يخطئ"، راجع لسان الميزان [4/ 396]، وهو لم يدرك عبد الله بن عمر أصلًا، فالإسناد منقطع على لين فيه، ثم رأيت البخاري قد قال في "تاريخه" [4/ 262]: "شجاع أبو طيبة: عن ابن عمر: جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم دعوات

…

روى عن السري بن يحيى، لم يتابع عليه" يشير إلى هذا الحديث.

وقد تابعه على تلك الترجمة: ابن حبان في "الثقات"[4/ 361]، أما ابن أبي حاتم: فقد قال في "الجرح والتعديل"[4/ 378]: "شجاع: روى عن أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سيلمان بن دينار، روى عنه السري بن يحيى

…

سمعت أبي يقول ذلك".

قلتُ: وقول أبي حاتم هذا: أقرب إلى الصواب عندي؛ إلا أنه فرق بين شجاع هنا، وبين (أبي شجاع سعيد بن يزيد)، وكلاهما واحد، كما حرر ذلك الحافظ في "اللسان"[3/ 139/ الطبعة الهندية]، و [7/ 60، 61]، وأجاد جدًّا في تحريره

…

فليراجع هناك.

فالحاصل: أن علة هذا الطريق الموصول: هو ضعف أبي طيبة عيسى بن سيلمان الجرجاني، مع الانقطاع بينه وبين عبد الله بن عمر.

ويبدو لى: أن هذا الطريق والطريق الآخر عند المؤلف: كلاهما محفوظان عن السري بن يحيى

…

واللَّه المستعان لا رب سواه.

7207 -

ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة [30026]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[35/ 294 - 295]، من طريق زائدة بن قدامة عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن عبيد بن عمير به.

قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 179]: "رواه أبو يعلى، وراله ثقات، إلا أن عبد الله لم يسمع من ابن عوف".

قلتُ: وهو كما قال؛ فالإسناد منقطع.

7208 -

ضعيف: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"[رقم 75]، من طريق محمد بن قدامة الجوهرى عن أبي بكر بن عياش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس به. =

= قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 486]: "رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن قدامة، وقد ضعفه الجمهور، وقد وثقه ابن حبان وغيره، وبقية رجاله ثقات".

قلتُ: ابن قدامة هذا: ليس بالذى وثقه ابن حبان، بل هو آخر! وصاحبنا هنا: هو محمد بن قدامة الأنصاري الجوهري اللؤلؤى أبو جعفر البغدادي: ضعفه أبو داود وابن معين، وهو من رجال "التهذيب".

إلا أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه يوسف بن يعقوب الصفار - وهو ثقة من رجال الشيخين - فرواه عن أبي بكر بن عياش عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس به نحوه

…

في سياق أتم: أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"[رقم 224/ بترقيمى]، بإسناد مستقيم إليه به.

قلتُ: ومداره على أبي يحيى - وهو القتات - وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، وليس بثقة كما أشار إليه الهيثمي آنفًا بقوله:"وبقية رجاله ثقات" والقتات هذا: قد اختلف في اسمه على أقوال، وهو من رجال الأربعة إلا النسائي.

ولهذا الأثر: طريق آخر عند البيهقي في "الشعب"[6/ رقم 9043]، إلا أن سنده منقطع جدًّا، فاللَّه المستعان.