الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث عمرو بن أمية الضمرى
(*)
6877 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ، حدّثنا حاتمٌ، حدّثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمرى، قال: حدثنى الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن عمرٍو بن أمية، قال: مر عثمان بن عفان - أو عبد الرحمن بن عوفٍ - بمرطٍ، فاستغلاه، فَمُرَّ به على عمرو بن أمية، فاشتراه، فكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن
= والثانية: أبو حازم في سنده: هو الغفارى مولى أبى رهم المدنى؛ وهو شيخ صالح الحديث؛ روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال عنه الحافظ في "التقريب":"مقبول" كذا قال؛ والأقرب أنه صدوق كما أشرنا؛ وليس هو بأبى حازم البياضى مولى الأنصار .... وإنما ذكرته هنا لإنصافه!.
والثالثة: وإسحاق بن أبى فروة: شيخ متروك عندهم، وهو من رجال الأربعة إلا النسائي، وبه وحده: أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 616]، وصاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 43]، وقبلهما قال الشمس بن عبد الهادى في "التنقيح" [3/ 137]:"هذا الحديث لم يخرجوه؛ وأبو رهم مختلف في صحبته، وفى إسناده قيس - يعنى ابن الربيع - ضعفه غير واحد من الأئمة".
قلت: وهم الشمس فيما قاله بشأن أبى رهم، فإنى لا أعلم بين النقاد اختلافًا في صحبة أبى رهم الغفارى أصلًا، فلعله ظنه:(أبا رهم السماعى الظهرى)، فهذا هو الذي اختلف في صحبته، راجع ترجمته في "الإصابة"[1/ 182]، والله المستعان لا رب سواه.
• تنبيه: قد تحرف قوله: (عن أبى رهم وأخيه) في سند المؤلف من الطبعتين إلى (عن أبى رهم وآخر) هكذا: (وآخر!) والصواب: (وأخيه) فهكذا هو في "المطالب العالية"[9/ 379]، و"إتحاف الخيرة"[5/ 113]، نقلًا عن المؤلف بإسناده به.
(*) هو: صحابى مشهور، وكان شجاعًا شهمًا؛ وقد توفى في خلافة معاوية - رضى الله عنهما - وحديثه في الكتب الستة.
6877 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه النسائي في "الكبرى"[9184]، وابن حبان [4237]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 433]، وابن عساكر في "تاريخه"[45/ 419 - 420]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 350]، وغيرهم من طريق حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن أمية عن الزبرقان بن عمرو - ويقال: ابن عبد الله - بن أمية عن أبيه عن عمرو بن أمية به =
المطلب، فمر به عثمان - أو عبد الرحمن -، فقال: ما فعل المرط الذي ابتعت؟ قال عمرٌو: تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة، فقال: إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقةٌ، قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ذاك، فَذُكِرَ ما قال عمرٌو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"صَدَقَ عَمْرٌو، كُلُّ مَا صَنَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِمْ".
= نحوه
…
وهو عند النسائي والبخارى: مختصرًا بنحو المرفوع فقط، ومثلهما المزى في "تهذيبه". قال الهيثمى في "المجمع" [4/ 595]:"رواه أبو يعلى والطبرانى، ورجال الطبراني ثقات كلهم".
قلتُ: يغلب على الظن أن طريق الطبراني مثل طريق المؤلف ومن روى الحديث هنا، ويؤيده: أن أبا الحجاج المزى قد رواه في "تهذيبه" بسنده إلى الطبراني قال: حدثنا عليّ بن عبد العزيز قال حدثنا القعنبى قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل بإسناده به.
قلتُ: ومدار الإسناد على (عبد الله بن عمرو بن أمية) وهو شيخ مجهول الحال، لم يرو عنه سوى رجلين؛ ولم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان وحده، وهو كثير التساهل في توثيق تلك الطبقة من النقلة، وعنه قال الهيثمى ما قاله آنفًا، وهو أتبع له من ظله في مثل هذا، وقد قال الحافظ في (تقريبه) عن عبد الله هذا:"مقبول" يعنى عند المتابعة؛ وإلا فلين، وهو كذلك.
وباقى رجال الإسناد: ثقات مشاهير؛ ويعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية: وإن لم يرو عنه سوى رجلين، وقال عنه الحفاظ في "التقريب":"مقبول" لكن مع ذكر ابن حبان له في "الثقات" فقد احتج به في "صحيحه" وقال عنه عقب الحديث [رقم 731/ إحسان]: "مشهور مأمون" وهذا توثيق معتمد جدًّا، وقد أغفله المزى والذهبى ومغلطاى والحافظ في "التهذيب وذيوله" وكذا أغفله من ذيل على "التهذيب" و (كتب الجرح والتعديل) من فضلاء العصر، فليستدرك من هنا.
فالحاصل: أن يعقوب هذا: شيخ صالح الحديث يحتج به.
وقد استروح المناوى إلى قول الهيثمى الماضى عن سند الطبراني بكون رجاله ثقات، فقال في "التيسير بشرح الجامع الصغي" [2/ 422/ طبعة مكتبة الشافعي]:(وإسناده صحيح) هكذا يجازف هذا الرجل، وكذا غَرَّه قول المنذرى في "الترغيب"[3/ 43]، بعد أن ساق هذا الحديث قال:"رواه أبو يعلى والطبرانى، ورواته ثقات" وقد عرفت: أن من رواته: (عبد الله بن عمرو بن أمية) ولم يوثر فيه توثيق عمن يعتمد عليه في هذا الباب.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم قول الناقد: "رجاله ثقات" أو: "رواته ثقات" لا يعنى صحة سنده أصلًا، لكن المناوى يأبى إلا أن يفهم من هذا صحة إسناد كل حديث قيل فيه:"رجاله ثقات" كيما يحلو له التعقب على السيوطى في كل شئ، كما فعل في هذا الحديث هنا، فإنه قال في "الفيض"[5/ 28]، بعد أن صفا له القول بصحة إسناد الحديث! عنده، قال:"وبه يعرف أن رمز المؤلف - يعنى السيوطى - لحسنه تقصير، فكان من حقه الرمز لصحته" وقد قال أبو الفيض الغمارى في "المداوى"[5/ 68]، يرد على المناوى تصحيحه المذكور بقوله: (وظننت أن قول الحافظ في حديث "رواته ثقات" معناه أنه صحيح، وليس كما ظننت، ولو كان كذلك؛ قال المنذرى:"إسناده صحيح" بل قال: "رواته ثقات"
…
فلو كنت من أهل هذ الفن؛ لعرفت أنه - يعنى المنذرى - عدل عن ذلك لنكته! ولكن بعيد، هذا داخل فيما ليس من شأنك، وبه يعرف أنه كان - يجب عليك: السكوت وعدم الخوض فما لا تحسن ولا تعرف".
قلتُ: وقد شنع الغمارى كثيرًا على المناوى لأجل كلامه بشأن الزبرقان بن عبد الله راوى الحديث هنا، وقال ما لا يحسن إيراده هنا، مع كون كلام المناوى لا يحتمل ذلك التشنيع الفاضح، لكن لعل الله ابتلاه بلسان ذلك الغمارى؛ لكونه كان مغرمًا - هو الآخر - بالتشنيع على السيوطى كيفما اتفق له، سامحهما الله.
وقد مضى أن الزبرقان في سند الحديث: هو ابن عبد الله بن عمرو بن أمية الضمرى؛ ويقال له أيضًا: (الزبرقان بن عمرو) كما وقع في سند البخارى في "تاريخه" وأراه نسب هناك إلى جده، وقد وثقه جماعة؛ وفرق البخارى وأبو حاتم الرازى وابن حبان وغيرهم بينه وبين (الزبرقان) الذي يروى عنه كليب بن صبح؛ ويروى هو عن عمه عمرو بن أمية الضمرى، وهو شيخ مجهول، وتوثيق الحافظ له في "التقريب" قائم على مسايرته لمغلطاى في عدم التفريق بينه وبين الذي قبله، والظاهر هو التفريق بينهما إن شاء الله.
وقد توبع الزبرقان عليه عن أبيه: تابعه محمد بن أبى حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه مرفوعًا: (ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة).
أخرجه أحمد [4/ 179]، - واللفظ له - والطيالسى [1364، 1532]، ومن طريقه البزار في "مسنده"[2/ رقم / 1507 كشف الأستار]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8716]، وفى "سننه"[رقم 7547]، وفى "المعرفة"[6/ 204 - 205]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 350]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[8/ 534، 535/ طبعة العاصمة]، وغيرهم من طرف عن محمد بن أبى حميد به
…
وهو عند ابن راهويه والبزار والبيهقى في "سننه" و"المعرفة" في سياق مطول في أوله، وهو رواية للطيالسى، ولفظ المرفوع عند الطيالسى والجميع:(ما أعطيتموهن من شئ فهو لكم صدقة).
قلتُ: وهذه متابعة لا خير فيها، وابن أبى حميد: هو الأنصارى أبو إبراهيم المدنى، وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، إلى الترك أقرب منه إلى غيره، وقد وهاه الجوزجانى وغيره، ووثقه أحمد بن صالح المصرى، فلم يلتفت أحد له، كأنه لم يخبر حاله كما ينبغى، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه.
وبه أعله: البيهقى عقب روايته في "المعرفة" وكذا الزركشى في "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"[ص 81]، والحافظ في "المطالب"[8/ 535]، والهيثمى في "المجمع"[3/ 300]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 11] و [4/ 58]، وغيرهم.
وقد اختلف على محمد بن أبى حميد في سنده أيضًا.
فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى، وخالفهم عبد الله بن وهب المصرى، فرواه عن ابن أبى حميد فقال: عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه مرفوعًا مثل لفظ الطيالسى والجماعة الماضى؛ وفيه قصة في آخره؛ فزاد فيه (ابن المنكدر) بين ابن أبى حميد وعبد اللَّه بن عمرو، هكذا أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1323]، بإسناد صحيح إلى ابن وهب به.
قلت: فهذان لونان من الاختلاف على ابن أبى حميد في سنده، ولون ثالث، فرواه حميد بن أبى الأسود عنه فقال: عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده به نحو اللفظ الماضى في سياق مطول في أوله، فزاد فيه (عن جده).
هكذا أخرجه عبد الله بن شيرويه في "زوائده على مسند ابن راهويه" كما في "المطالب"[8/ 535 طبعة العاصمة]، بإسناد صحيح إلى حميد به.
قال الحافظ عقب ذكره هذا الطريق في "المطالب": قلتُ: محمد بن أبى حميد ضعيف؛ وليس لقوله: "عن جده" في هذ الإسناد الأخير معنى
…
وعنه نقل البوصيرى تلك العبارة في "إتحاف الخيرة"[7/ 182/ طبعة الوطن]، ولم ينسبها إليه.=
6878 -
حَدَّثَنَا زحمويه، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، قال ابن شهابٍ: حدّثناه، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى، عن أبيه، أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من كتفٍ ينهس منها، ويجئ إلى الصلاة، فيصلى ولم يتوضأ.
* * *
= قلتُ: ليس عندى إلا أن يكون محمد بن أبى حميد قد اضطرب في إسناد الحديث على تلك الألوان الماضية.
نعم: قد توبع على هذا اللون الأخير: عند أبى نعيم في "المعرفة"[1/ رقم 971/ طبعة الوطن]، لكن ممن لا تقوم الحجة بمتابعته، مع سقوط الإسناد إليه أيضًا.
والحديث: ضعيف بهذا السياق والتمام جميعًا؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم في آخره: (كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم) شواهد ثابتة لمعناه
…
والله المستعان لا رب سواه.
6878 -
صحيح: أخرجه البخارى [2765]، ومسلم [355]، وأحمد [4/ 179، 139] و [5/ 288]، والطيالسى [255]، وأبو عوانة [رقم 753]، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم [رقم 786]، وفى "المعرفة"[4/ رقم 5008]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد الزهرى عن ابن شهاب الزهرى عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه به نحوه.
قلتُ: قد توبع عليه إبراهيم بن سعد؛ تابعه صالح بن كيسان ومعمر وعقيل ويونس وشعيب والأوزاعى وأصحاب الزهرى، كلهم عنه بإسناده به نحوه
…
وقد خَرَّجْنا رواياتهم في "غرس الأشجار".