الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث أبي الحجاج الثمالى
(*)
6870 -
حدَّثَنَا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي - ليس بالزهراني - حدّثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالكٍ الطائي، عن عبد الرحمن بن عائذٍ الأزدي، عن أبي الحجاج الثمالي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقولُ
= ومدار الحديث على عمران بن ظبيان: وهو شيخ مختلف فيه، وثقه يعقوب الفسوي وحده، وقال في موضع آخر:"لا بأس به" وقد عزا المزي والحافظ والهيثمى وقبلهم المنذري: توثيقه إلى ابن حبان، وهذا وهمٌ منهم إن شاء الله؛ كما بينه الإمام في "الضعيفة"[رقم 4482]، وحاصله: أن (عمرو بن ظبيان) المذكور في "ثقات" ابن حبان [7/ 239]، شيخ آخر متقدم الطبقة عن (عمرو بن ظبيان) هنا، فالأول مدنى يروى عن أهل المدينة، ويكني بأبي حفص، ويعرف بـ (مولى أسلم) وهو خال إبراهيم بن أبي يحيى الهالك المشهور.
أما صاحبنا هنا: فهو كوفى لا تعرف له كنية؟! ولم يذكره ابن حبان في الثقات أصلًا، بل أدرجه في "المجروحين"[2/ 123 - 124]، وقال:"كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به، ولكن لا يحتج بما انفرد به من الأخبار" وقد تحرفت تلك العبارة على الحافظ في "التهذيب"، فنقلها هكذا:"فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاج به" ثم قال في "التقريب": "ضعيف رُمِىَ بالتشيع، تناقض فيه ابن حبان" كذا قال، وقد عرفت أن ابن حبان لم يتناقض ولا كاد.
وقد قال البخاري عن عمران هذا: "فيه نظر" وهذا جرح شديد عنده، وذكره العقيلي وابن عدي وغيرهما في "الضعفاء" وهو من رجال "التهذيب". وباقى رجال الإسناد ثقات أئمة.
والحديث: أورده المنذري في "الترغيب"[3/ 208]، ثم قال:"رواه أبو يعلى، ورواته رواة "الصحيح" غير عمران بن ظبيان".
وقد أشار الهيثمي في "المجمع"[6/ 474]، والبوصيري في "الإتحاف"[4/ 64]، إلى إعلال الحديث بـ (عمران بن ظبيان)، واللَّه المستعان.
(*) ذكره غير واحد في (الصحابة) وقد اختلف في اسمه على أقوال، فسماه بعضهم:(عبد بن عبد) وقيل: (عبد الله بن عامر) وقيل: (عبد الله بن عائد) وقيل غير ذلك، راجع "الإصابة"[4/ 163].
6870 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 942]، وفي "مسند الشاميين"[2/ رقم 1499]، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[4/ رقم 2412]، وأبو نعيم في "المعرفة" =
الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ تُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِى؟! أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّى بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ؟! مَا غَرَّكَ إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِى فَدَّادًا؟! فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا، أَجَابَ عَنْهُ مُجيبٌ لِلْقَبْرِ: أرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟! قَالَ: فَيَقُولُ
= [5/ رقم 6748/ طبعة الوطن]، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"[رقم 1762]، وغيرهم من طريق بقية بن الوليد عن أبى بكر بن عبد الله بن أبى مريم الغسانى عن الهيثم بن مالك الطائى عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدى عن أبى الحجاج الثمالى به نحوه.
وهو عند الطبراني في "مسند الشاميين" دون قول ابن عائذ في اخره.
قلتُ: هذا إسناد منكر معلول، وفيه علل:
بقية بن الوليد: كان يدلس ويسوى، وقد صرح بالسماع من شيخه عند الطبراني في "مسند الشاميين" والحاكم وابن أبى عاصم وأبى نعيم، لكن هذا لا يكفى من مثله، بل لا بد لقبول حديثه: أن يصرح من السماع من شيخه وشيخ شيخه على التوالى، لكونه كان يدلس التسوية، وبهذا أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [2/ 155]: فقال: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد".
وقد اختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه عنه محمد بن مصفى وأحمد بن سعيد بن يعقوب الكندى وأبو الربيع سليمان بن داود الأحول، ثلاثتهم على هذا الوجه الماضى، وخالفهم عمار بن نصر السعدى الخرسانى، فرواه عن بقية الهيثم بن مالك عن ابن عائذ عن أبى الحجاج الثمالى به نحوه مختصرًا، وأسقط منه (أبا بكر ابن أبى مريم، من سنده، هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "التواضع والخمول"[ص 280/ رقم 235]، حدثنا عمار بن نصر به.
قلت: إن لم يكن أبو بكر ابن أبى مريم قد سقط من سنده، - يعنى من مطبوعة "التواضع" - فقد وهم عمار في سنده، وعمار شيخ صالح الحديث من رجال "التهذيب" وقول الجماعة عن بقية بن الوليد: هو المحفوظ، ولم ينفرد به بقية، بل توبع عليه: تابعه أبو اليمان الحكم بن نافع الشامى عن أبى بكر ابن أبى مريم عن الهيثم بن جميل عن عبد الرحمن بن عائذ عن أبى الحجاج الثمالى به نحوه
…
دون قول ابن عائذ في آخره
…
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1499]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 90]، وفى "المعرفة"[5/ رقم 6748]، من طريق أبى زرعة الشامى عن أبى الحكم به.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الهيثم عن عبد الرحمن! ".=
الْقَبْرُ: إِنِّي إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا، وَيَعُودُ جَسَدُهُ نُورًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِين"، قال له ابن عائذٍ: يا أبا الحجاج، وما الفداد؟ قال: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلا وَيُؤَخِّرُ أخرَى، كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أخِى أحْيَانًا، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأ.
* * *
= قلتُ: ورجاله كلهم ثقات مشاهير سوى (أبى بكر ابن عبد الله بن أبى مريم الغسانى) فهو شيخ ضعيف مختلط، بل تركه الدارقطنى وغيره، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[3/ 164]، فقال:"وفيه أبو بكر ابن أبى مريم، وفيه ضعف لاختلاطه" وهو من رجال الأربعة إلا النسائي.
وفى الإسناد علة أخر فقد قال ابن رجب بعد أن ساق الحديث في "أهوال القبور"[ص 44/ طبعة دار الكتاب العربى]: "وقد روى هذا الكلام: معاوية بن صالح أخبرنى مخبر عن عبد الرحمن [بالأصل: "عمرو،" وهو تحريف] بن عائذ الأزدى عن غضيف بن الحارث الكندى سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: "إن العبد إذا وضع في قبره
…
" فذكره بنحوه، خرجه أبو الحسن بن البراء عن عليّ بن المدينى عن زيد بن الحباب عن معاوية، وكذا رواه يحيى بن جابر الطائى عن ابن عائذ الأزدى، وهذا الموقوف [بالأصل: "الموقف،" وهو تحريف] أصح".
قلتُ: وهو كما قال
…
واللَّه المستعان لا رب سواه.