المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين - رضى الله عنهما - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٩

[أبو يعلى الموصلي]

فهرس الكتاب

- ‌تابع مسند أبى هريرة - رضى الله عنه

- ‌مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌مسند الفضل بن العباس رضي الله عنه

- ‌مسند فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌مسند الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌مسند عبد الله بن جعفر الهاشمي رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن الزبير رحمه الله

- ‌حديث فيروز، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث الحكم بن حزن الكلفى عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عياض بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديثه عروة بن أبى الجعد البارقى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عقبة بن مالك الليثى

- ‌حديث رجل غير مسمى (*) عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديت مالك بن هبيرة

- ‌حديث رجل غير مسمى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث صحار

- ‌حديث والد حجاج

- ‌حديث عاصم بن عدى

- ‌حديث أبى سعيد بن المعلى

- ‌حديث عم جارية بن قدامة

- ‌حديث رجل من خثعم لم يُسَمَّ

- ‌حديث مسلم، جد ابن أبزى

- ‌حديث قطبة

- ‌حديثا مالك - أو ابن مالك

- ‌حديث عمرو بن مالك الرؤاسي

- ‌حديث عبد الرحمن بن حبشي

- ‌حديث أبي زيد عمرو بن أخطب

- ‌حديث أشج عبد القيس

- ‌حديث جد هود، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عمير العبدى

- ‌حديث فروة بن مسيك

- ‌حديث الضحاك بن أبي جبيرة

- ‌حديث خرشة

- ‌حديث نعيم بن همار الغطفاني

- ‌حديث عطية بن بسر

- ‌حديث المستورد بن شداد

- ‌حديث رجل من جذام يقال له: عدي

- ‌حديث معقل بن أبي معقل الأسدي

- ‌حديث سلمة بن نفيل

- ‌حديث أوس

- ‌حديث عروة الفقيمى

- ‌حديث عامر بن شهر

- ‌حديث عقبة بن رافع

- ‌حديث رجل

- ‌حديث عبد الله بن حوالة

- ‌حديث خالد بن عرفطة

- ‌حديث رجل

- ‌حديث أبي الحجاج الثمالى

- ‌حديث الأعشى المازنى

- ‌حديث قيس بن الحارث

- ‌حديثا المطلب بن أبى وداعة

- ‌حديث أبى رهم الغفارى، وآخر

- ‌حديث عمرو بن أمية الضمرى

- ‌مسند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديثا حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

- ‌حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌حديث سلمى بنت قيس رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها

- ‌حديث خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث صفية بنت حيى بن أخطب - رضى الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين - رضى الله عنهما

- ‌حديث أم عمارة بنت كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أخت عبد الله بن رواحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث امرأة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث زينب بنت جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث رزينة

- ‌حديث حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند تميم الدارى - رضى الله عنه

- ‌حديث أبي وهب الجشمي

- ‌حديث أسيد بن ظهير رضي الله عنه

- ‌حديث المطلب بن أبى وداعة السهمى

- ‌حديث عمرو بن حزم

- ‌حديث بهيسة، عن أبيها

- ‌حديث رزين بن أنس السلمى

- ‌حديث رجل من بلقين

- ‌حديثه المسور بن مخرمة

- ‌حديث خالد بن الوليد

- ‌حديث عامر بن ربيعة

- ‌حديث أبي بصرة الغفاري

- ‌حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه

- ‌حديث خباب بن الأرت

- ‌بقية حديث زيد بن رقم

- ‌مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

الفصل: ‌حديث أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين - رضى الله عنهما

‌حديث أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين - رضى الله عنهما

- (*)

7122 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة زهير بن حرب، حدّثنا سفيان بن عيينة، حدّثنا عمرو عن سالم بن شوال، عن أم حبيبة قالت: كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعنى: نصلى الصببح بمنى يوم النحر.

7123 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن يحيى، عن حميد بن نافع، عن زينب ينت أبى سلمة، عن أمها أم سلمة، وأم حبيبة، زَوْجَى النبي صلى الله عليه وسلم، قالتا: جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبى الله، إن ابنتى توفى زوجها، وإنها تعتد، وإنى أخاف على عينها، أفأكحلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قَدْ كَانَتِ المرْأَةُ مِنْكُنَّ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الحوْلِ، وَإنَّمَا هِىَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ".

7124 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا داود بن أبى هند، أخبرنا

(*) هي رملة بنت أبى سفيان: أم المؤمنين، وأخت معاوية بن أبى سفيان - رضى الله عنهما - وحديثها عند الجماعة.

7122 -

صحيح: أخرجه مسلم [1292]، والنسائى [3036]، وأحمد [6/ 426]، والحميدى [305]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 219]، وفى "أحكام القرآن"[2/ 163]، والبيهقى في "سننه"[9298]، وفى "المعرفة"[رقم 3136]، والشافعى في "سننه"[رقم 420]، وأبو عوانة [3522]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 2984]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن شوال عن أم حبيبة به نجوه

ولفظ مسلم: (كنا نفعله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم نغلس من جمع إلى منى) وفى رواية له: (نغلِّس من مزدلفة) وقريب من هذا اللفظ: عند الجميع.

قلتُ: وقد توبع عليه ابن دينار عن سالم بن شوال: تابعه عطاء بن أبى رباح، وقد خرَّجنا روايته في "غرس الأشجار".

7132 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6961].

7124 -

صحيح: أخرجه مسلم [728]، وأبو داود [1250]، وأبو عوانة [2/ 5]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 1648]، وابن خزيمة [1186]، وابن أبى شيبة [5980]،=

ص: 515

النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، قال: قال لى عنبسة بن أبى سفيان: ألا أحدثك حديثًا حدثتناه أم حبيبة بنت أبى سفيان؟ قال: بلى، قال: وما رئيته؟ قال: وما ذاك إلا كبشارة إليك، قال: حدثتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ سَجْدَةً تَطَوُّعًا، بُنِىَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ"، فقالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن، قال النعمان: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو، قال داود: أما نحن فقد نصلى ونترك.

= والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 430، 449]، والنسائى في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"[11/ 311]، وغيرهم من طرق عن داود بن أبى هند عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس الثقفى عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به ....

قلتُ: قد اختلف في سنده على داود بن أبى هند، وهذا الوجه هو المحفوظ عنه، وعليه تابعه شعبة وغيره.

وقد توبع عليه النعمان بن سالم وشيخه عمرو بن أوس، كما شرحنا ذاك في "غرس الأشجار".

وسيأتى من طريق عبد الملك بن عمير عن سالم بن منقذ عن عمرو بن أوس عن عنبسة عن أم حبيبة به مثله

بزيادة (مع صلاة النهار

) بعد قوله: (من صلى ثنتى عشرة ركعة

).

ومن هذا الطريق: أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ 434]، والبخارى في "تاريخه"[7/ رقم 37]، من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك به

وليست الزيادة المشار إليها عند البخارى.

قلتُ: وسنده ضعيف من هذا الطريق؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى (سالم بن منقذ)، فهو شيخ غائب، لم يذكروا من الرواة عنه سوى عبد الملك بن عمير وحده، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[6/ 409]، وقد قال البخارى في "تاريخه" [4/ 119]:"إن لم يكن النعمان بن سالم فلا أدرى" وقد تفرد هذا الشيخ بتلك الزيادة: (مع صلاة النهار)، وهى زيادة ضعيفة لم يتابع عليها أصلًا، والحديث صحيح دونها.

وللحديث طريق آخر: يرويه عاصم بن بهدلة عن أبى صالح السمان عن أم حبيبة به نحوه

أخرجه النسائي [1808، 1809، 1810]، وأحمد [6/ 326، 428]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 480]، وابن راهويه [2055]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 99] و [7/ 37]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 52]، والدارقطنى في "العلل"[15/ 274، 275]، وغيرهم من طرق عن عاصم به. =

ص: 516

7125 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا عبيد الله، قال: أخبرنى نافعٌ، عن سالم، عن أبى الجراح، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ".

= قلتُ: هذا إسناد ظاهره الاستقامة، إلا أنه معلول، فقد اضطرب فيه عاصم على أربعة ألوان، ذكرناها في "غرس الأشجار" وعاصم قد تكلم جماعة في حفظه، بل نقل عن حماد بن سلمة أنه قال:"خلط عاصم في آخر عمره".

وقد قال البخارى عقب روايته في الموضع الثاني: "هذا مرسل" كأنه يشير إلى أن أبا صالح السمان لم يسمع من أم حبيبة، أو لم يسمع منها هذا الحديث خاصة، فقد روى خالد الطحان هذا الحديث عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن المسيب بن رافع عن أبى صالح السمان قال: حدثنى عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به نحوه موقوفًا عليها.

هكذا أخرجه النسائي [1807]، من طريق وهب بن بقية عن خالد به.

قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن أبى صالح.

وللحديث طرق أخرى وشواهد: قد استوفيناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"

والله المستعان لا رب سواه.

7125 -

صحيح: أخرجه أبو داود [2554]، وأحمد [6/ 326، 327، 426، 427]، وابن حبان [4700، 4705]، وابن أبى شيبة [32591]، وابن راهويه [2066، 2069]، والنسائى في "الكبرى"[8811]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة"[رقم 93]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 2503]، والبخارى في "تاريخه الكبير"[9/ 19]، وفى "الكنى"[ص 19]، وغيرهم من طرق عن نافع مولى ابن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبى الجراح [وعنده بعضهم "عن الجراح" وهو صحيح أيضًا كما يأتى بيانه]، عن أم حبيبة به

وهو عند بعضهم بنحوه

ولفظ ابن أبى خيثمة: (إن العير التى فيها الجرس لا تصحبها الملائكة) وهو رواية لأحمد وابن حبان وابن راهويه، والمؤلف كما يأتى [برقم 7133].

قلتُ: قد اختلف في سنده على نافع وشيخه على ألوان، وهذا الوجه: هو أشبهها بالصواب كما يقول الدارقطنى في "العلل"[15/ 285]، لكن هناك لون آخر محفوظ عن سالم أيضًا، مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم 6945]، فكأن لسالم فيه إسنادين. =

ص: 517

7126 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليثٌ، قال: حدثنى يزيد بن أبى حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبى سفيان، أنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الثوب الذي يجامعها فيه؟ قالت: نعم، إذا لم ير فيه أذًى.

= وهذا الوجه هنا: مداره على أبى الجراح مولى أم حبيبة، وهو شيخ مجهول الحال على التحقيق، ولم يوثر توثيقه إلا عن ابن حبان وحده، وتابعه عليه الذهبى في "الكاشف"، وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":"مقبول" يعنى عند المتابعة، وإلا فلين، والصواب عندى: أنه مجهول الحال وحسب.

وقد سماه جماعة بـ (الجراح)، دون (أبى الجراح) قال البخارى:"وأبو الجراح: أكثر وأصح".

قلتُ: وقد يكون: (الجراح) هو اسمه؛ وكنيته: (أبو الجراح) وهذا عندى قريب؛ وقد بالغ ابن حبان وقال: "من قال: "الجراح" فقد وهم" وهذا تغليط للثقات بلا برهان، نعم: المشهور أنه (أبو الجراح) وهذا أكثر وأصح كما قال البخارى. وعبارته أولى من عبارة ابن حبان.

والحديث: صحيح على كل حال، فله شواهد عن جماعة من الصحابة به مثله ونحوه

مضى منها حديث أم سلمة [6945]، وحديث ابن عمر [5446]، فراجع ما علقناه عليهما.

وقد استوفينا تخريج هذا الحديث مع أحاديث الباب: في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج متقى الأخبار" والله المستعان.

7126 -

صحيح: أخرجه أبو داود [366]، والنسائى [294]، وابن ماجه [540]، وأحمد [6/ 325، 326]، والدارمى [1375، 1376]، وابن خزيمة [776]، وابن حبان [2331]، وابن أبى شيبة [8411]، وابن راهويه [2052، 2053]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1555]، وابن الجارود [132]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3073، 3074]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 50]، والبيهقى في "سننه"[3930]، وفى "المعرفة"[رقم 1333]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 430 - 431]، وجماعة من طرق عن يزيد بن أبى حبيب عن سويد بن قيس المصرى عن معاوية بن حديج عن معاوية بن أبي سيفان عن أم حبيبة به نحوه.

قال مغلطاى في "شرح ابن ماجه"[1/ 591]: "هذا إسناد صحيح".

قلتُ: وهو كما قال، وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".

ص: 518

7127 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنى أبى، عن ابن إسحاق، قال: حدثنى محمد بن طلحة، عن سالم بن عبد الله، عن أبى الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ كَمَا يَتَوَضَّؤُونَ".

7128 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرنى عروة بن الزبير، أن زينب ينت أم سلمة أخبرته، أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها، قالت: يا رسول الله، انكح أختى بنت أبى سفيان، فزعمتْ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها:"وَتُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ " قالت: نعم يا رسول الله، لست لك بمخلية، وأحب من شركنى في خير أختى، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ لِي"، قالت: فقلت: يا رسول الله، فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ابْنةَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ " قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّهَا

7127 - صحيح: دون قوله: "كما يتوضؤون": أخرجه أحمد [6/ 325]، ومن طريقه المزى في "تهذيبه"[33/ 185]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[2502]، ومغلطاى في "الإعلام"[1/ 58]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن سعد الزهرى عن محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبى الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة به.

قلتُ: قد حسَّن الحافظ سنده في "التلخيص"[1/ 65]، وهذا تسامح منه، فإنه نفسه القائل عن أبى الجراح في "التقريب":"مقبول" يعنى عند المتابعة؛ وإلا فلين.

والتحقيق: أنه أبا الجراح هذا شيخ مجهول الحال، راجع ما علقناه على الحديث قبل الماضى [7125]، وباقى رجال الإسناد ثقات سوى محمد بن إسحاق، فهو صدوق متماسك؛ وقد صرح بالسماع عند المؤلف وغيره.

وللحديث شواهد صحيحة ثابتة دون تلك الفقرة في آخره: "كما يتوضؤون."، فانظر حديث أبى هريرة الماضى [6270، 6343، 6617]، والله المستعان.

7128 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 7001].

ص: 519

لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِى فِي حَجْرِى، مَا حَلَّتْ لِي، إنَّهَا لابْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِى وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُن، وَلا أَخَوَاتِكُنَّ".

7129 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبى، عن ابن إسحاق،

7129 - صحيح: أخرجه ابن حبان [6323]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 172]، وفى "المشكل"[5/ 317]، من طريق إبراهيم بن سعد الزهرى عن محمد بن إسحاق بن يسار عن أبى جعفر الباقر محمد بن عليّ بن الحسين ونافع مولى ابن عمر كلاهما عن عمرو بن رافع المدنى عن حفصة به نحوه.

قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 37]: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات".

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ رجاله كلهم ثقات رجال "التهذيب" سوى ابن إسحاق، فهو صدوق وسط، وقد صرح بالسماع عند المؤلف وعنه ابن حبان والطحاوى؛ وعمرو بن رافع: روى عنه جماعة من الأئمة الكبار، ووثقه العجلى وابن حبان، وأخرج له مالك في "الموطأ" فمثله ثقة إن شاء الله، وقول الحافظ عنه في "التقريب":"مقبول" غير مقبول، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه جميعًا، والذى صححه البخارى وغيره أنه (عمرو بن رافع).

وقد اختلف على ابن إسحاق في سند هذا الحديث ومتنه، كما تراه عند البيهقى في "سننه"[2010]، وابن أبى داود في "المصاحف"[رقم 242]، فلعله اضطرب فيه، وإن كان هذا الوجه عنه هنا هو الأصح؛ فقد توبع عليه عن نافع عن عمرو بن رافع عن حفصة به

تابعه زيد بن أسلم، لكن اختلف عليه في رفعه ووقفه، والوجهان محفوظان على التحقيق، كما بينا ذلك في "غرس الأشجار".

وللحديث: طريق آخر عن حفصة قد ذكرناه هناك.

وفى الباب عن عائشة: عند مسلم [629]، وأبى داود [410]، والنسائى [472]، والترمذى [2982]، ومالك [313]، وجماعة كثيرة.

• تنبيه: قد تحرف (عمرو بن رافع) في إسناد المؤلف من الطبعتين إلى (عمرو بن نافع) والصواب ما أثبتناه؛ وهكذا هو على الصواب في "المطالب العالية"[14/ رقم 3539/ طبعة العاصمة]، وفى "إتحاف الخيرة"[6/ 349/ طبعة دار الوطن]، وقد أخرجه ابن حبان من طريق المؤلف به ..... وعنده (عمرو بن رافع) على الصواب أيضًا.

ص: 520

قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن عليّ، ونافعٌ، أن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فاستكتبتنى حفصة مصحفًا، وقالت لى: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة، فلا تكتبها حتى تأتينى بها، فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما بلغتها جئتها بالورقة التى أكتبها، فقالت: اكتب: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى، وصلاة العصر، وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} .

7130 -

حَدَّثَنَا زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عبد الله الشُعَيْثِيّ، عن أبيه، عن عنبسة بن أبى سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ".

7130 - قوى بطرقه: أخرجه الترمذى [رقم 427]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[7/ 129، 341 - 342]، والنسائى [1817]، وابن أبى شيبة [5983]، وعنه ابن ماجه [1160]، وأحمد [6/ 426]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 445، 459]، وفى "مسند الشاميين"[2/ رقم 1433]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 463]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 132] و [7/ 36]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 246، 247، 248]، وفى "الأربعين"[رقم 18]، وابن سمعون في "الأمالى"[رقم 329]، وجماعة من طرق عن محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثى عن أبيه عن عنبسة بن أبى سفيان عن أخته أم حبيبة به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".

قلتُ: وسنده هنا ضعيف معلول، رجاله كلهم ثقات سوى (عبد الله بن المهاجر) فقد انفرد عنه ابنه محمد بالرواية، ولم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان وحده، ومع ذلك فقد قال ابن حبان:"يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه عنه" وهذا الحديث من رواية ابنه عنه، فهو شيخ مجهول غائب.

وقد اختلف في سنده على ابنه محمد، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى، وخالفهم إسرائيل بن يونس، فرواه عن محمد عن عنبسة عن أم حبيبة به

، وأسقط (عبد الله بن المهاجر) من سنده.

هكذا أخرجه عبد الرزاق [4828]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 444]، وفى "مسند الشاميين"[2/ رقم 1434]، عن إسرائيل به. =

ص: 521

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: إسرائيل ثقة مأمون؛ فأقرب أن محمدًا أو أباه قد اضطرب فيه أحدهما، أما الأب، فقد مضى بيان حاله، وأما الابن فالجمهور على توثيقه؛ وقد ضعفه أبو حاتم الرازى وحده، وهو عندى صدوق صالح؛ وفى الإسناد علة أخرى أشار إليها النسائي عقب روايته؛ وقد شرحناها في "غرس الأشجار".

وللحديث: طرق أخرى يقوى بعضها بعضًا، وأمثَلُها عندى: ما رواه الأوزاعى عن حسان بن عطية عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به نحوه

أخرجه أحمد [6/ 325]، والنسائى [1812]، والبيهقى في "سننه"[2/ 472، 473]، والطبرانى في "الأوسط"[رقم 2747]، وابن شاهين في "الترغيب"[رقم 80]، والقاضى أبو الحسن بن حذلم في حديث أبى عمرو الأوزاعى [رقم 14]، وابن عساكر في "تاريخه"[38/ 262 - 263]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى به

وليس عند الطبراني قوله: (وأربعًا بعدها).

قلتُ: وسنده صحيح إن كان حسان قد سمعه من عنبسة، فإنى لم أتحقق من سماعه منه أصلًا، وفى سياقه شبه إرسال، وقد تحرف (عنبسة) عند أحمد ومن طريقه ابن عساكر إلى (عتبة) والصواب (عنبسة) كما في "أطراف المسند" للحافظ [9/ رقم 12525/ طبعة دار ابن كثير]، وهو على الصواب في "مسند أحمد"[44/ 346/ طبعة الرسالة]، وكذا في [رقم 27300/ طبعة عالم الكتب].

وقد قال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحدث عن الأوزاعى إلا يزيد،

" يعنى يزيد بن يوسف الرحبى، وليس كما قال؛ بل تابعه عليه موسى بن أعين، وعيسى بن يونس وروح بن عبادة - واختلف عليه في متنه - وغيرهم.

وللحديث طرق أخرى عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به .... وقد خرجناها في "غرس الأشجار".

وقد توبع عليه عنبسة عن أم حبيبة: تابع عبد الله بن عنبسة المدنى إلا أنه خالفه في متنه! فرواه يحيى بن سليم الطائفى عن محمد بن سعيد المؤذن عن عبد الله بن عنبسة عن أم حبيبة مرفوعًا: (من حافظ أربعًا قبل الظهر، بنى الله له بيتًا في الجنة) علقه البخارى في "تاريخه"[1/ 93]، ووصله المؤلف في الآتى [برقم 7137]، من طريق هارون بن معروف عن يحيى بن سليم به

لكن وقع عنده: (قبل العصر) بدل قوله: (قبل الظهر). =

ص: 522

7131 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدثنا وهى بن جرير، حدّثنا شعبة، عن أبى حصين، عن يحيى بن وَثَّابَ، عن أبى عبد الرحمن، عن أم حبيبة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى على الخمرة.

= قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 269]: "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن سعيد [وتصحف عنده "سعيد" إلى "سعد،" فانتبه]، ولم أعرفه".

قلتُ: وقبله قال المنذرى في "الترغيب"[1/ 226]: "رواه أبو يعلى، وفى إسناده محمد بن سعيد [وتصحف عنده "سعيد" إلى سعد] المؤذن، لا يدرى من هو؟! " وقد تعقبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 362]، بقوله:"قلت: وثقه البيهقى، وباقى رجال الإسناد ثقات".

قلتُ: وكذلك وثقه الدارقطنى في "سننه"[2/ 6]، وذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 428]، وهو أبو سعيد الطائفى الذي يروى عنه الثورى وجماعة، وهو من رجال أبى داود والنسائى، وشيخه (عبد الله بن عنبسة) رجل مدنى مجهول الصفة، وهو من رجال "التهذيب" ولا أراه سمع من أم حبيبة أصلًا، فهذه علة أخرى، وهناك علة ثالثة، وهى أن يحيى بن سليم الطائفى وإن وثقة جماعة، فقد ضعفه آخرون، وهو من رجال الجماعة؛ وأنا أستخير الله بشأنه، وإن كان القلب ربما مال إلى تحسين حديثه ما لم يخالف أو يأت بما ينكر عليه.

وقد خولف في سنده أيضًا، فقد أشار أبو حاتم الرازى إلى أن محمد بن سعيد المؤذن قد روى هذا الحديث مرة أخرى فقال: عن عطاء بن أبى رباح عن عنبسة عن أم حبيبة، هكذا نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل"[7/ 264/ ترجمة محمد بن سعيد المؤذن].

وقد جاء الإمام الألبانى وأورد هذا الحديث في "الضعيفة"[11/ 95]، من طريق المؤلف به .... ثم قال:"قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن عنبسة، ومحمد بن سعد [كذا وقع عنده، والصواب: "سعيد" فانتبه] الموذن، لم أعرفهما" كذا قال، وقد عرفت ما فيه!.

والحديث: بهذا اللفظ الماضى عند المؤلف والبخارى منكر غير محفوظ، والصواب في لفظه هو ما وقع في طريق عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة مرفوعًا:(من صلى أربعًا قبل الظهر، وأربعًا بعدها حرمه الله على النار) ونحوه

كما مضى وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" وهو حديث قوى بطرقه إن شاء الله. ولم يصب من ضعَّفه البتة.

7131 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [2312]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 482]، وأبو بكر القطيعى في "الألف دينار"[رقم 274]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1591]، والخطيب =

ص: 523

7132 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا محمد بن يزيد بن خُنَيْس، قال: دخلنا على سفيان الثورى نعوده من مرض كان به، فدخل علينا سعيد بن حسان المخزومى، فقال له سفيان: الذي حدثتنى عن أم صالح: اردده عليَّ، قال: فقال سعيدٌ: نعم، حدثتنى أم صالح، عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَلامُ ابنِ آدَمَ كُلُّهُ عَلَيْهِ لا لَه، إلا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْر اللهِ عز وجل".

= في "الجامع"[1/ 204]، من طريقين عن شعبة عن أبى حصين عثمان بن عاصم الأسدى عن يحيى بن وثاب عن أبى عبد الرحمن السلمى عن أم حبيبة به.

قال ابن عساكر: "غريب"، وقال الهيثمى في "المجمع"[2/ 193]، بعد أن عزاه للطبرانى والمؤلف:"ورجال أبى يعلى رجال الصحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ وسنده صحيح إن كان أبو عبد الرحمن السلمى سمع من أم حبيبة، ولا أراه سمع.

وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث! كما في "العلل"[رقم 337]، فقال:"هذا حديث ليس له أصل، لم يروه غير وهب".

قلتُ: وهب هذا: هو ابن جرير الثقة المأمون؛ لكن غمزه ابن مهدى في إكثاره عن شعبة، فالظاهر أن أبا حاتم كان يغلطه في رواية هذا الحديث عن شعبة، وهذا واضح من قوله:"هذا حديث ليس له أصل) يعنى من هذا الطريق؛ وكأن ابن عساكر قد أشار إلى هذا بقوله عقب روايته: (غريب) فإن قيل: قد توبع وهب عليه، تابعه عبيد بن عقيل الهلالى - وهو شيخ صدوق - عند القطيعى في "الألف دينار".

قلتُ: هذه متابعة لا تثبت إلى عبيد أصلًا، وراويها عنه (هو محمد بن يونس بن موسى) أبو العباس الكديمى ذلك الحافظ الهالك، وهو مترجم في "التهذيب وذيوله".

والحديث: صحيح على كل حال: فله شوهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به مثله

مضى منها حديث ابن عباس [برقم 2357، 2703]، وحديث أنس [برقم 2791، 2795]، وحديث أم سلمة [برقم 6884].

7132 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [2412]، وابن ماجه [3974]، والنسائى في مجلسين من "أماليه"[ص 50]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1554]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 14]، والحاكم [2/ 556]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 484]، والبيهقى في =

ص: 524

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الشعب"[1/ 514] و [7/ 4954]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 305]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 691]، وعنه ابن الشجرى في "الأمالى"[2/ 230/ طبعة عالم الكتب]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 320، 433]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[1/ رقم 5/ مع عجالة الراغب]، وابن الأعرابى في "المعجم"[1/ رقم 348/ طبعة ابن الجوزى]، وعبد الله بن أحمد في "الزهد"[22 - 23]، وأبو ذر الهروى في "فوائده"[رقم 16]، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[2/ 411/ طبعة دار طيبة]، والفاكهى في "أخبار مكة"[3/ 328]، وبحشل في تاريخ واسط [ص 246/ 247]، وعبد الغنى المقدسى في "الأمر بالمعروف"[رقم 10]، والمزى في "تهذيبه"[35/ 368]، وغيرهم من طرق عن محمد بن يزيد بن خنيس [وتصحف "خنيس" عند الشجرى إلى "حبيش، " فانتبه]، عن سعيد بن حسان القرشى المكى عن أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة به نحوه.

قال الترمذى: (هذا حديث غريب [وفى نسخة "حسن غريب"]. لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الحافظ في "الأمالى المطلقة"[ص 160]، ثم قال:"هذا حديث حسن غريب".

وقال المنذرى في "الترغيب"[3/ 345]: "رواته ثقات، وفى محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح، وهو شيخ صالح".

قلتُ: قد أصاب في عجز كلامه وأخطأ في صدره، فما ذكره عن محمد بن يزيد بن الأخنس: لا غبار عليه، وهو كما قال، ولم يصب من أعل الحديث به، وأما قوله:"رجاله ثقات" فلا يوافق عليه، وأم صالح في سنده: امرأة مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، لم يرو عنها سوى سعيد بن حسان وحده - وهو ثقة صالح - ولم يؤثر توثيقها عن أحد من الأرض نعرفه، وهى آفة الإسناد هنا؛ وقد أشار ابن مفلح إلى إعلال الحديث بها في الآداب الشرعية [1/ 48]. وقد نقل الزيلعى في تخريج "الكشاف"[1/ 360]، عن الحافظ ابن طاهر المقدسى أنه قال:"إسناده شاذ" يعنى غير محفوظ.

وفى الحديث علة أخرى، فقد أشار البخارى إلى إعلاله بالإرسال، كما تراه في ترجمة ابن الأخنس من "تاريخه"[1/ 261] والله المستعان.

ص: 525

7133 -

حَدَّثَنا عبد الله بن محمد، حدّثنا جويرية، عن نافع، أن سالم بن عبد الله بن عمر حدثه، أن الجراح مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدث عبد الله بن عمر، أن أم حبيبة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الْعِيرَ الَّتِى فِيهَا الجرسُ لا تَصْحَبُهَا الملائِكَةُ".

7134 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكى، حدثّنا سعيد بن حسان، قال: حدثتنى أم صالح، عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ كَلامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لا لَه، إلا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْر اللهِ".

7135 -

حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن سالم بن منقذ، عن عمرو بن أوس الثقفى، قال: دخلت على عنبسة بن أبى سفيان وهو ينزع، فقال: ما أحب أنك، وذاك أنى محدثك حديثًا حدثتنيه، أم حبيبة بنت أبى سفيان حدثتنى، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ صَلَّى ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مَعَ صَلاةِ النَّهَارِ، بَنَى الله عز وجل لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ".

7136 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا همامٌ، حدّثنا نافعٌ، عن سالم، عن أبى الجراح مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رُفْقَةٌ فِيهَا جَرَسٌ لا تَصْحَبُها الملائكَةُ".

7137 -

حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حدّثنا يحيى بن سليم، قال: سمعت محمد بن سعيد المؤذن، عن عبد الله بن عنبسة، يقول: سمعت أم حبيبة بنت أبى سفيان، تقول:

7133 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 7125].

7134 -

ضعيف: انظر قبل الماضى.

7135 -

صحيح: دون قوله: (مع صلاة النهار): مضى سابقًا [برقم 7124].

7136 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 7125].

7137 -

منكر: بهذا اللفظ: مضى الكلام عليه [برقم 7130].

ص: 526

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ بَنَى الله عز وجل لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ".

7138 -

حَدَّثَنَا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز القشيرى التمار، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبى صالح، عن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى الله لَه بَيْتًا فِي الجَنَّةِ".

7139 -

حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا محمد بن عبد الله الشعيثى أبو عبد الله، عن أبيه، عن عنبسة بن أبى سفيان، عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:"مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حرَّمَهُ اللهُ عز وجل عَلَى النَّارِ".

7140 -

حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن عياش، قال: أخبرنى عطاءٌ الخراسانى، عن معاوية بن أبى سفيان، قال: دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا يصلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه، فقلت: يا أم حبيبة، أيصلى النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد؟ فقالت: نعم، وهو الثوب الذي كان فيه ما كان. تعنى: الجماع.

7138 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 7124].

7139 -

قوى: بطرقه: مضى سابقًا [برقم 7130].

7140 -

صحيح لغيره: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[3/ رقم 327/ طبعة العاصمة]، من طريق إسماعيل بن عياش عن عطاء بن أبى مسلم الخراسانى عن معاوية بن أبى سفيان به نحو شطره الأول فقط.

قال العراقى في "المغنى"[2/ 303]: "أخرجه أبو يعلى بإسناد حسن".

قلتُ: وتابعه زوج ابنته النور الهيثمى على تحسين سنده في "المجمع"[2/ 180]، وليس كما قالا، بل هو إسناد واه، فيه إسماعيل بن عياش، وهو مخلط في روايته عن غير أهل بلده من الشوام؛ وشيخه هنا خراسانى مشهور، وهو عطاء بن أبى مسلم البلخى الإمام القدوة، وفيه كلام، إلا أنه صدوق متماسك، لكنه لم يدرك معاوية أصلًا، فالإسناد منقطع مع ضعفه، وإسماعيل وشيخه من رجال "التهذيب". =

ص: 527

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد خولف إسماعيل في سنده، خالفه عبد الجبار بن عمر الأيلى، فرواه عن عطاء فقال: عن يحيى بن أبى المطاع عن معاوية مختصرًا بنحو شطره الأول فقط، فزاد فيه واسطة بين عطاء ومعاوية، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 407]، وفى "مسند الشامين"[3/ رقم 2436]، من طريقين عن عبد الجبار به.

قلتُ: وعبد الجبار هذا شيخ ضعيف منكر الحديث، بل وهاه أبو زرعة الرازى - وقد وثقه من لم يخبر بحاله، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه، لكنه لم ينفرد بهذا اللون من عطاء، بل تابعه عليه: عثمان بن عطاء الخراسانى عن أبيه عن ابن أبى المطاع عن معاوية به نحو سياق المؤلف

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"[3/ رقم 2437]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3075]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 360]، من طرق عن عثمان به.

قلتُ: وعثمان هذا شيخ ضعيف منكر الحديث هو الآخر، وترجمته في "التهذيب" وذيوله؛ وقد تحرف (يحيى بن أبى المطاع) عند ابن عدى وابن أبى عاصم إلى (مطرف بن مطاع) وليس بشئ، ويحيى هذا ثقة معروف من رجال ابن ماجه.

وللحديث: طريق آخر يرويه الأوزاعى عن يعيش بن الوليد عن معاوية بن أبى سفيان به نحو سياق المؤلف

أخرجه المؤلف في الآتى [برقم 7373]، من طريق شيخه إبراهيم بن حسين الأنطاكى عن مبشر بن إسماعيل والحارث بن عطية ومحمد بن كثير ثلاثتهم عن الأوزاعى به.

قلتُ: وهذا إسناد رجاله كلهم موثقون من رجال "التهذيب" سوى شيخ المؤلف (إبراهيم بن حسين الأنطاكى) ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 82]، وقال:"حدثنا عنه أبو يعلى" وهذا توثيق معتمد؛ فالإسناد مستقيم إن كان يعيش قد سمع معاوية، ولا أراه سمع، وقد وجدت ابن رجب قد أعله بهذا في "فتح البارى"[2/ 135]، فقال:"يعيش ثقة، إلا أنى لا أظنه أدرك معاوية".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على الأوزاعى على ثلاثة ألوان، قد ذكرناها في "غرش الأشجار" وهذا الوجه هو أصحها جميعًا. وهناك طرق أخرى عن معاوية: ولا يثبت منها شئ قط، والحديث صحيح على كل حال:

فيشهد الفقرة الأولى: من صلاته صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه: حديث أنس الماضى [برقم 4030]. =

ص: 528

7141 -

حَدَّثَنَا محمد بن بشار، حدّثنا محمدٌ، حدّثنا شعبة، عن أبى بشر، عن أبى المليح بن أسامة، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول المؤذن حتى يسكت.

= وللفقرة الثانية: طريق آخر صحيح الإسناد قد مضى عند المؤلف [برقم 7126] فراجعه هناك.

وقد استوفينا أحاديث الباب في "غرس الأشجار".

7141 -

صحيح: أخرجه أحمد [6/ 326]، وابن أبى شيبة [رقم 2373/ طبعة عوامة]، والنسائى في "الكبرى"[9865]، وابن راهويه [2047] و [2048]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبى بشر جعفر بن أبى وحشية عن أبى المليح بن أسامة الهذلى عن أم حبيبة به.

قلتُ: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ وقد اختلف في سنده على شعبة، فرواه عنه غندر وشبابة ووهب بن جرير والنضر بن شميل وغيرهم كلهم على الوجه الماضى.

وخالفهم ابن مهدى وبهز بن أسد وأبو الوليد الطيالسى وآدم بن أبى رياس وغيرهم، كلهم رووه عن شعبة فقالوا: عن أبى بشر عن أبى المليح عن عبد الله بن عتبة بن أبى سفيان عن عمته أم حبيبة به

فزادوا فيه واسطة بين أبى المليح وأم حبيبة.

هكذا أخرجه ابن خزيمة [413]، والحاكم [1/ 321]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 428]، والمؤلف [برقم 7142]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 143]، وغيرهم من طرق عن شعبة به.

قلتُ: وهذا الوجه أصح، وعليه توبع شعبة عن أبى المليح، تابعه:

1 -

هشيم بن بشير: عند ابن ماجه [719]، وأحمد [6/ 425]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[29/ 368 - 369]، وابن خزيمة [412]، والنسائى في "الكبرى"[9864]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 213]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 268]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن شعبة عن أبى بشر عن أبى المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة به نحوه

وليس عند أحمد ومن طريقه ابن عساكر وابن ماجه قوله: (حتى يسكت) وزادوا جميعًا في أوله: (كان إذا كان عندها في يومها أو ليلتها فسمع المؤذن

) هذا لفظ ابن ماجه.

2 -

وأبو عوانة على نحو رواية هشيم: عند السراج في "مسنده"[ص 52]، وابن المنذر في "الأوسط"[3/ رقم 1189]، والمؤلف [برقم 7146]، وابن أبى شيبة [2359]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 429]، وغيرهم من طرق عن أبى عوانة به. =

ص: 529

7142 -

حَدَّثَنَا بندارٌ، قال: حدثنى عبد الرحمن، وبهزٌ، عن شعبة، عن أبى بشر، عن أبى المليح، عن عبد الله بن عتبة، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كما يقول المؤذن حتى يسكت.

7143 -

حَدَّثَنَا روح بن عبد المؤمن المقرئ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم العوفى، حدثنا أبى، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم بن عبد الله، عن أبى الجراح مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن أم حبيبة بنت أبى سفيان حدثته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى، لأَمَرْتهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ كَمَا يَتَوَضَّؤونَ".

= قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".

قلتُ: وهذا من أوهامه الفاحشة، وقد تعقبه مغلطاى في "شرح ابن ماجه"[1/ 1148]، فقال:"في كلامه نظر من حيث أن عبد الله بن عتبة لم يخرج له ولا واحد منهما، ولا يعرف له راوى غير أبى المليح، وهو كما قال، وقد اغتر البوصيرى بكلام الحاكم، فقال في "مصباح الزجاجة" [1/ 114]: "هذا إسناد صحيح، عبد الله بن عتبة أخرج له ابن خزيمة في "صحيحه" وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقى رجاله ثقات".

قلتُ: ما ذكره عن عبد الله بن عتبة لا ينفعه في تصحيح حديثه؛ لما عرف من تساهل ابن حبان وشيخه في توثيق النقلة والاحتجاج بهم، وابن عتبة هذا أحسن أحواله أن يكون مجهول الحال، وقد قال عنه الحافظ في "التقريب":"مقبول" يعنى إذا توبع، وإلا فهو لين، وهو علة هذا الإسناد هنا.

وللحديث: طريق آخر منكر لا يصح، قد خرجناه في:"غرس الأشجار".

لكن الحديث ثابت على كل حال: فله شواهد عن جماعة من الصحابة، أشهرها حديث معاوية بن أبى سفيان عند البخارى [872]، والدارمى وأحمد والنسائى وجماعة كثيرة، وسيأتى عند المؤلف مختصرًا [برقم 7365]، فراجع تخريجه هناك.

وقد استوفينا شواهد وأحاديث الباب في "غرس الأشجار".

7142 -

صحيح لغيره: انظر قبله.

7143 -

صحيح: دون قوله: (كما يتوضؤون): مضى سابقًا [برقم 7127].

ص: 530

7144 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا أبو مسهر، قال: حدثنى هيثم بن حميد، حدثّنا العلاء، عن مكحول، عن عنبسة بن أبى سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ"، قَالَ الْعَلاءُ: قَالَ مَكْحُولٌ: مَنْ مَسَّهُ مُتَعَمِّدًا.

7144 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [481]، وابن راهويه [2070]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 447، 450، 451]، وفى "مسند الشاميين"[2/ رقم 1516] و [4/ رقم 3632]، وابن أبى شيبة [1724]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 75]، والبيهقى في "سننه"[617، 618]، والدولابى في "الكنى"[3/ رقم 2099]، والترمذى في "علله"[رقم 54]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1257]، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 119]، وغيرهم من طرق عن الهيثم بن حميد الدمشقى عن العلاء بن الحارث الشامى عن مكحول الشامى عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 82]: "هذا إسناد فيه مقال، مكحول الدمشقى مدلس، وقد رواه بالعنعنة، فوجب ترك حديثه، لا سيما وقد قال البخارى وأبو زرعة وهشام بن عمار وأبو مسهر وغيرهم: إنه لم يسمع من عنبسة بن أبى سفيان؛ فالإسناد منقطع

".

قلتُ: وهو كما قال؛ إلا أنه لا يتابع على الإعلال بعنعنة مكحول أصلًا، لأن سلفه في وصفه بالتدليس هو ابن حبان وحده، وقد قال:"ربما دلس" يعنى أنه مقل من التدليس؛ فلا ينبغى الإعلال بعنعنة هذا الضرب من المدلسين على التحقيق؛ ومكحول ثقة إمام فقيه؛ وباقى رجال الإسناد ثقات أيضًا.

وعلة هذا الإسناد: إنما هي من كون مكحول لم يثبت سماعه من عنبسة بن أبى سفيان، وقد نفاه كبار النقاد خلافًا لدحيم وبعض الشوام؛ ولا يقال هنا: المثبت مقدم على النافى؛ لأنه مع كون النافى أعلم وأكثر عددًا من المثبت؛ فإن مكحولًا كان كثير الإرسال، ولم يبت تصريحه بالسماع من عنبسة في هذا الحديث ولا غيره، بل كان بعضهم يدخل بينه وبين عنبسة واسطة، وهذا برهان أبى حاتم الرازى وغيره على كونه لم يسمع منه.

فالحديث: معل بالانقطاع؛ وبهذا أعله البخارى كما نقله الترمذى عقب روايته في (عللَّه) ومثله أعله الطحاوى وغيره. =

ص: 531

7145 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أبو عامر العقدى، حدّثنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن أبى سفيان بن سعيد، عن أم حبيبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مما مست النار.

= ومع هذا: فقد صححه الإمام أحمد وأبو زرعة والحاكم وغير واحد، بل صح عن الإمام أحمد أنه كان يقول:"هو أصح شئ في هذا الباب" كما نقله عنه ابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 193]، ومغلطاى في "الإعلام"[1/ 421].

وهذا التصحيح: محمله على أن يكون بعضهم كان يرى صحة سماع مكحول من عنبسة؛ أو أنه صحيح لما له من الشواهد الثابتة عندهم. وقد صح الحديث من رواية بسرة بنت صفوان عند مالك وأصحاب السنن؛ وصحح حديث بسرة طوائف من أئمة هذا الشأن وأقماره؛ كما أوضحنا ذلك في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك أحاديث الباب وكلام النقاد فيها بما لا مزيد عليه.

وراجع "الإرواء"[1/ 151 - 152]، و "صحيح أبى داود"[175]، و "نصب الراية"[1/ 76 - 77]، و"التلخيص الحبير"[1/ 340 - 346].

7145 -

صحيح: أخرجه النسائي [180، 181]، وأحمد [6/ 327، 328، 426]، وعبد الرزاق [665، 666]، وابن أبى شيبة [551]، وابن راهويه [2051، 2057]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 63]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 462، 463، 464، 465، 466، 467، 468، 469]، وفى "الأوسط"[1/ رقم 167]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة"[رقم 223، 224]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى سفيان بن سعيد بن الأخنس عن أم حبيبة مرفوعًا:(توضؤوا مما مست النار) وفى لفظ: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أن نتوضأ مما مست النار من الطعام).

قلتُ: وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، ذكرناها في "غرس الأشجار" وقد تابعه على هذا الوجه: يحيى بن أبى كثير: عن أبى داود وأحمد وجماعة، وقد خرجنا روايته في المصدر المشار إليه آنفًا.

ومدار إسناده على (زبى سفيان بن سعيد) وهو شيخ مجهول الحال، والحديث صحيح على كل حال، فله شواهد كثيرة ثابتة عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث أبى طلحة [برقم 1429]، وانظر حديث جابر الماضى [برقم 1963، 2017]، وحديث أبى هريرة =

ص: 532

7146 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا أبو عوانة، عن أبى بشر، عن أبى مليح، عن عبد الله بن عتبة، عن عمته أم حبيبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن قال كما يقول حتى يسكت.

7147 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا دراجٌ، عن عمر بن الحكم، أنه حدثه، عن أم حبيبة بنت أبى سفيان، أن ناسًا من اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمهم الصلاة والسنن والفرائض، قالوا: يا رسول الله، إن لنا شرابًا نصنعه من القمح والشعير، قال:"الْغُبَيْرَاءُ؟ " قالوا: نعم، قال:"لا تَطْعَمُوهُ"، ثم لما كان بعد ذلك بيومين ذكروها له أيضًا، قال:"الْغُبَيْرَاءُ؟ " قالوا: نعم، قال:"فَلا تَطْعَمُوهُ"، ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه، فقال:"الْغُبَيْرَاءُ؟ "قالوا: نعم، قال:"فَلا تَطْعَمُوهُ"، قالوا: فإنهم لا يدعونها، قال:"مَنْ لَمْ يَتْرُكْهَا فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ".

= [برقم 6161، 6605]. وقد استوفينا أحاديث الباب في الأمر بالوضوء مما مست النار في كتابنا "غرس الأشجار". والله المستعان.

• تنبيه مهم: سياق المؤلف ظاهر في كون الحديث من فعله صلى الله عليه وسلم، ولا أراه صوابًا، فإن الحديث وقع عند الجميع من قوله صلى الله عليه وسلم:"توضؤوا مما مست النار" ونحو هذا اللفظ؛ ويبدو لى: أن في سياق المؤلف سقطًا.

فإن لم يثبت هذا: فقد صح من فعله أيضًا: الوضوء مما مست النار كما أخرجه أحمد [6/ 321]، وغيره من حديث أم سلمة، وسنده جيد. وهو مخرج في "غرس الأشجار".

7146 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 7141].

7147 -

منكر: أخرجه أحمد [6/ 427]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 490]، من طريق ابن لهيعة عن دراج بن سمعان عن عمر بن الحكم بن رافع المدنى عن أم حبيبة به نحوه

وهو عند الطبراني باختصار يسير.

قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 79]: "رواه أحمد، والطبرانى وأبو يعلى، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد ثقات".

قلتُ: ابن لهيعة ضعيف على التحقيق؛ كما شرحناه في "فيض السماء" إلا أنه لم يتفرد به، =

ص: 533