المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند الفضل بن العباس رضي الله عنه - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٩

[أبو يعلى الموصلي]

فهرس الكتاب

- ‌تابع مسند أبى هريرة - رضى الله عنه

- ‌مسند العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌مسند الفضل بن العباس رضي الله عنه

- ‌مسند فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌مسند الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

- ‌مسند عبد الله بن جعفر الهاشمي رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن الزبير رحمه الله

- ‌حديث فيروز، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث الحكم بن حزن الكلفى عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عياض بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديثه عروة بن أبى الجعد البارقى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عقبة بن مالك الليثى

- ‌حديث رجل غير مسمى (*) عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديت مالك بن هبيرة

- ‌حديث رجل غير مسمى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث صحار

- ‌حديث والد حجاج

- ‌حديث عاصم بن عدى

- ‌حديث أبى سعيد بن المعلى

- ‌حديث عم جارية بن قدامة

- ‌حديث رجل من خثعم لم يُسَمَّ

- ‌حديث مسلم، جد ابن أبزى

- ‌حديث قطبة

- ‌حديثا مالك - أو ابن مالك

- ‌حديث عمرو بن مالك الرؤاسي

- ‌حديث عبد الرحمن بن حبشي

- ‌حديث أبي زيد عمرو بن أخطب

- ‌حديث أشج عبد القيس

- ‌حديث جد هود، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث عمير العبدى

- ‌حديث فروة بن مسيك

- ‌حديث الضحاك بن أبي جبيرة

- ‌حديث خرشة

- ‌حديث نعيم بن همار الغطفاني

- ‌حديث عطية بن بسر

- ‌حديث المستورد بن شداد

- ‌حديث رجل من جذام يقال له: عدي

- ‌حديث معقل بن أبي معقل الأسدي

- ‌حديث سلمة بن نفيل

- ‌حديث أوس

- ‌حديث عروة الفقيمى

- ‌حديث عامر بن شهر

- ‌حديث عقبة بن رافع

- ‌حديث رجل

- ‌حديث عبد الله بن حوالة

- ‌حديث خالد بن عرفطة

- ‌حديث رجل

- ‌حديث أبي الحجاج الثمالى

- ‌حديث الأعشى المازنى

- ‌حديث قيس بن الحارث

- ‌حديثا المطلب بن أبى وداعة

- ‌حديث أبى رهم الغفارى، وآخر

- ‌حديث عمرو بن أمية الضمرى

- ‌مسند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديثا حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

- ‌حديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌حديث سلمى بنت قيس رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها

- ‌حديث خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث صفية بنت حيى بن أخطب - رضى الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين - رضى الله عنهما

- ‌حديث أم عمارة بنت كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث أخت عبد الله بن رواحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث امرأة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث زينب بنت جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حديث رزينة

- ‌حديث حليمة بنت الحارث أم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند تميم الدارى - رضى الله عنه

- ‌حديث أبي وهب الجشمي

- ‌حديث أسيد بن ظهير رضي الله عنه

- ‌حديث المطلب بن أبى وداعة السهمى

- ‌حديث عمرو بن حزم

- ‌حديث بهيسة، عن أبيها

- ‌حديث رزين بن أنس السلمى

- ‌حديث رجل من بلقين

- ‌حديثه المسور بن مخرمة

- ‌حديث خالد بن الوليد

- ‌حديث عامر بن ربيعة

- ‌حديث أبي بصرة الغفاري

- ‌حديث زيد بن حارثة رضي الله عنه

- ‌حديث خباب بن الأرت

- ‌بقية حديث زيد بن رقم

- ‌مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

الفصل: ‌مسند الفضل بن العباس رضي الله عنه

‌مسند الفضل بن العباس رضي الله عنه

- (*)

6716 -

حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، وردفه أسامة بن زيدٍ، وأفاض من جمعٍ، وردفه الفضل بن عباسٍ، قال الفضل: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبى حتى رمى جمرة العقبة.

(*) هو: الفضل بن العباس بن عبد المطلب: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك الهاشمي الجميل الوسيم الحسيب النسيب الشريف المجاهد الشجاع؛ توفى بالشام في طاعون عمواس الشهير، فرضي الله عنه وعن أبيه وأخيه وهذا البيت جميعًا.

6716 -

صحيح: أخرجه النسائي [13055]، وأحمد [1/ 213]، و [1/ 212]، وابن خزيمة [2825]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 712، 711، 713]، والبزار [6/ رقم 2148]، البيهقي في "سننه"[9224]، وأبو عوانة [رقم 3491]، و [3490]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن رباح عن ابن عباس به نحوه

وهو عند النسائي مختصرًا بنحو قول الفضل بن عباس في آخره، مع طرف يسير من آخر الشطر الأول، وهو رواية للطبراني، ومثله عند البزار إلا أنه اكتفى بقول الفضل وحده، وهو عند أبي عوانة والبيهقي ورواية لأحمد والطبراني: في سياق أتم قليلًا

ومثله عند ابن خزيمة أيضًا.

قلتُ: وسنده صحيح مليح؛ وهو من هذا الطريق: عند مسلم [1286]، أيضًا؛ ولكن مختصرًا بقول ابن عباس في أوله فقط.

وقد اختلف في حديث الفضل بن عباس على عبد الملك بن أبي سليمان في سنده، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضي: (عن ابن عباس عن الفضل: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلخ) وخالفهم يحيى القطان، فرواه عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس به نحوه في سياق أتم، وجعله من (مسند ابن عباس) هكذا أخرجه أحمد [1/ 226]، وغيره.

والوجهان محفوظان عن عبد الملك؛ والحديث حديث الفضل بن عباس، ومنه سمعه أخوه (عبد الله بن عباس) إلا أن عبد الله ربما قصر به؛ وأرسله دون أن يذكر فيه أخاه الفضل، هكذا وقع في جملة من طرق هذا الحديث عن ابن عباس؛ وقد بَيَّن أكثر أصحابه: أنه سمعه من أخيه الفضل عن النبي صلى الله عليه وسلم به.=

ص: 111

6717 -

حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن يحيى بن أبي إسحاق، حدّثنا سليمان بن يسارٍ، عن عبد الله بن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، أن رجلًا، قال: يا رسول الله، إن أبى أدركه الإسلام، وهو شيخٌ كبير، إن شددته على الرحل خفت عليه أن يموت، وإن لم أشده لم يثبت، أفأحج عنه؟ قال:"أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ، أَكَانَ يُجْزِيهِ؟ " فقال: نعم، قال:"فَحُجَّ عَنْ أَبِيكَ".

= وقد توبع عليه عبد الملك عن عطاء: تابعه ابن جريج وقتادة وعامر الأحول، وجابر الجعفي، وحبيب بن أبي ثابت وأسامة بن زيد المدني ورباح بن أبي معروف وغيرهم، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وسيأتي المزيد من طرقه عن ابن عباس.

6717 -

صحيح: هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى شيخ المؤلف (زكريا بن يحيى) وهو ابن صبيح الواسطي المعروف بـ (زحمويه) الثقة المتقن؛ وهو في "ثقات ابن حبان"[8/ 253]، وترجمه الحافظ في "التعجيل"[ص 139]، وشيخه (هشيم) وإن كان عريقًا في ضروب التدليس، إلا أن الحديث صحيح محفوظ من غير طريق عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس عن أخيه الفضل به نحوه على اختلاف في متنه يأتي الإشارة إليه.

وقد اختلف في سنده على هشيم، فرواه عنه زكريا بن يحيى الواسطي كما مضى عند المؤلف؛ وخالفه: الإمام أحمد، فرواه عن هشيم فقال: حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس أو عن الفضل بن عباس به نحوه، هكذا شك في شيخ سليمان، أخرجه الإمام في "مسنده"[3/ 321/ طبعة الرسالة].

وخالفهما مجاهد بن موسى، فرواه عن هشيم فقال: عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان عن عبد الله بن عباس به نحوه

، وجعله من (مسند ابن عباس) هكذا أخرجه النسائي [5393، 2640]، ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة"[2/ 522]، فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف على هشيم في سنده، ثم جاء شعبة ورواه عن يحيى بن أبي إسحاق فقال: عن سليمان بن يسار عن الفضل بن العباس به نحوه

وجعله من (مسند الفضل) بعد أن أسقط منه (عبد الله بن عباس) هكذا أخرجه النسائي [5395]، وأحمد [3/ 322/ طبعة الرسالة]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"[1/ رقم 1502]، وعنه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1485]، وغيرهم من طرق عن شعبة به.

قال النسائي: "سليمان لم يسمع من الفضل بن العباس".=

ص: 112

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: قد وقع عند أحمد تصريحه بالسماع منه، وهو غلط من الناسخ أو ممن دون الإمام أحمد في سنده، وقد توبع شعبة على هذا اللون عن يحيى: تابعه محمد بن سيرين إلا أنه ذكر فيه قول السائل: (إن أمى عجوز كبيرة

) بدل: (إن أبي أدركه الإسلام، وهو شيخ كبير

)، أخرجه النسائي [26435، 5394]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 758]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 147]، وابن حزم في "حجة الوداع"[رقم 130]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1487]، وغيرهم من طرق عن هشام بن حسان عن ابن سيرين بإسناده به

وقال في آخره: (فحج عن أمك).

قلتُ: وقد اختلف على ابن سيرين في سنده على ألوان أيضًا، أوردها الدارقطني في "العلل"[10/ 44]، ثم قال:"وقول هشام - يعنى ابن حسان - أشبه بالصواب".

ورواه ابن علية عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان قال: "حدثني أحد بنى العباس: إما عبيد الله، وإما الفضل

) وساقه نحو سياق المؤلف إلا أنه كما شك في سنده؛ شك في متنه أيضًا، فقال فيه: (إن أمى أو أبي

) هكذا أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1483]، حدثنا أبي قال: حدثنا ابن علية به.

ورواه حسان بن إبراهيم الكرماني عن حمادٍ بن سلمة فقال: عن يحيى بن إسحاق عن سليمان بن يسار حدثني عبيد الله بن العباس به

، فجعله من (مسند عبيد الله بن العباس) هكذا (عبيد) مصغرًا، أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 1484]، من طريق يحيى بن أيوب عن حسان الكرماني به.

قلتُ: وخولف حسان فيه، خالفه إبراهيم بن الحجاج السامى وحجاج بن منهال، كلاهما رواياه عن حمادٍ بن سلمة فجعلاه من (مسند عبد الله بن عباس) دون أخيه (عبيد الله) هكذا أخرجه ابن حبان [3990]، والطحاوي في "المشكل"[6/ 148].

ورواه حمادٍ بن زيد عن يحيى بن أبي إسحاق عن سليمان بن يسار فقال: عن عبيد الله بن عباس أو عبد الله بن عباس به نحوه

إلا أنه قال في متنة: (إن أبي أو أمي

) وقال أيضًا: (أرأيت إن كان على أبيك أو أمك

) وقال في آخره: (فحج عن أبيك أو أمك) هكذا شك في سنده ومتنه جميعًا، أخرجه الدارمي [1835]، والطحاوي في "المشكل"[6/ 148]، من طريق مسدد عن حماد به. =

ص: 113

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا اختلاف شديد، وقد جزم الحافظ في "الفتح"[4/ 68]، بكون الاضطرب فيه من سليمان بن يسار، كأنه كان لا يضبطه، ثم أجاب الحافظ عن اضطراب متنه بقوله: "والذي يظهر لى من مجموع هذه الطرق: أن السائل رجل، وكانت ابنته معه؛ فسألت أيضًا، والمسؤول عنه: أبو الرجل وأمه جميعًا

".

قلتُ: وهذا فيه تكلف، وراوى هذا الحديث عن سليمان بن يسار هو (يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي) الشيخ الثقة الصدوق، وهو من رجال الشيخين، لكن قال أحمد:(في حديثه نكارة) وقال ابن معين في رواية: في حديثه بعض الضعف)، فالأشبه: أن يكون هو المضطرب في إسناده ومتنه جميعًا، دون سليمان بن يسار؛ فإن سليمان في الثبت كالاسطوانة، وهو أجل من أن يقال فيه:(ثقة ثبتٌ).

وقد روى الزهري هذا الحديث عن سليمان، واختلف عليه فيه هو الآخر، فرواه عنه معمر وابن جريج وغيرهما فقالوا: عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عباس عن أخيه الفضل بن عباس به نحوه

إلا أنهم جعلوا السائل: امرأة تسأل عن أبيها.

1 -

ورواية معمر: أخرجها أحمد [1/ 212]، والدارمي [1831]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 721]، والمؤلف [برقم 6737]، وغيرهم.

2 -

ورواية ابن جريج: عند البخاري [1755]، ومسلم [1335]، والترمذي [928]، وأحمد [1/ 213]، والدارمي [1832]، والشافعي [488]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 720]، والبيهقي في "سننه"[8411]، وفى "المعرفة"[رقم 2779]، وجماعة من طرق عن ابن جريج به.

قال الترمذي: "حديث الفضل بن العباس: حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهكذا رواه الأوزاعي عن الزهري عند ابن ماجه وجماعة؛ وخالفهم مالك وابن عيينة وسائر أصحاب الزهري، كلهم رووه عنه فقالوا: عن سليمان بن يسار عن ابن عباس به نحوه

وجعلوا السائل امرة تسأل عن أبيها أيضًا

ونقلوا الحديث إلى (مسند ابن عباس) دون أخيه الفضل، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار" وقد مضت رواية ابن عيينة وحده عند المؤلف [برقم 2384]. =

ص: 114

6718 -

حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن يحيى - بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسارٍ، عن عبيد الله، والفضل بن عباسٍ، أن الغميصاء، أو الرميصاء - جاءت تشكو زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: إنه لا يصل إليها، قال: فقال: كذبت يا رسول الله، إنى لأفعل، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا".

= والوجهان: محفوظان عن الزهري؛ وقد نقل الترمذي عن البخاري أنه قال: "أصح شيء في هذا الباب: ما روى ابن عباس عن الفضل بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم" ثم قال البخاري: "ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم روى هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله، ولم يذكر الذي سمعه منه".

قلتُ: وهذا هو الأشبه عندى إن شاء الله؛ وإن كان الحافظ قد صحح الوجهين جميعًا، فقال في "الفتح" [4/ 67]: "ويحتمل أن يكون سؤال الخثعمية - يعنى المرأة السائلة - وقع بعد رمى جمرة العقبة، فحضره ابن عباس، فنقله تارة عن أخيه - يعنى الفضل - لكونه صاحب القصة، وتارة عما شاهده

".

قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس، وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة، وقد استوفينا طرقه وأحاديث الباب في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

6718 -

صحيح: هكذا رواه زكريا بن يحيى الواسطي المعروف بـ (زحمويه) عن هشيم فشك في سنده وقال: (عن عبيد الله أو الفضل بن عباس) وقد خالفه الإمام أحمد في "المسند"[1/ 214]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 727]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4714، 7643/ طبعة دار الوطن]، وسعيد بن منصور في "سننه"[2/ 1984]، وإسماعيل بن سالم عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"[1/ رقم 402]، ويعقوب بن إبراهيم ويعقوب بن ماهان كلاهما عند الطبري في "تفسيره"[4/ رقم 4901/ طبعة الرسالة]، والحسن بن عرفة عند ابن أبي حاتم في المراسيل [ص 117]، وعبد الله بن محمد الوراق عن جده عند ابن قانع في "المعجم"[رقم 1026]، وابن عساكر في "تاريخه"[37/ 471]، كلهم رووه عن هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي عن سليمان بن يسار فقالوا: عن عبيد الله بن عباس به نحوه

بدون شك. =

ص: 115

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد قوي؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" وهشيم قد صرح بالسماع عند أحمد وغيره، وهذا الوجه: هو المحفوظ عنه؛ وعبيد الله بن عباس: هو ابن عبد المطلب، معدود من صغار الصحابة؛ وخالف في هذا أبو حاتم الرازي، وقال:"ليس لعبيد الله صحبة" وخالفه غيره وأثبتوا له الإدراك والسماع، وقد كان عبيد الله أصغر من أخيه (عبد الله بن عباس) بسنة واحدة كما قاله جماعة؛ وقد تعقب الحافظ في ترجمة عبيد الله من "الإصابة"[4/ 397]، قول أبي حاتم الماضي وقال: "لعله أراد حديثًا مخصوصًا؛ وإلا فسنه تقتضى أن يكون له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشر سنين) وقد ساق له الحافظ هذا الحديث من طريق أحمد به

ثم قال: "إلا أنه ليس بصريح أن عبيد الله شهد القصة

".

قلتُ: وغايته أن يكون من مراسيل الصحابة كما جزم به الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "المسند".

وقد تصحف (عبيد الله) عند سعيد بن منصور والنسائي والرواية الثانية عند أبي نعيم إلى (عبد اللَّه) مكبرًا، وكذا تحرف:(يحيى بن أبي إسحاق) عند النسائي إلى: (يحيى عن أبي إسحاق) وقد وقع في سند الحديث: اختلاف على يحيى بن أبي إسحاق، ورواية هشيم عنه هنا: هي أرجح وجوه الاختلاف عليه، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار".

والحديث: جود سنده البدر العيني في "عمدة القارئ"[13/ 197]، وقال صاحبه في "الفتح" [9/ 465]: "رجاله ثقات

".

وقال الهيثمي في "المجمع"[4/ 626]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وإنما ذكره الهيثمي في "المجمع" مع كون النسائي قد أخرجه، فإنما ذاك باعتبار ما وقع في سند المؤلف وحده من الشك بين الفضل بن العباس مع (عبيد الله) في سنده، وهو عند النسائي والآخرين من حديث عبيد الله بن عباس به وحده.

وفى الباب: عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث أنس [برقم 4199]، وحديث عائشة [برقم 4423، 4964، 4965، 4966].

• تنبيه: وقع في إسناد المؤلف من الطبعتين: (عن عبيد الله والفضل بن عباس) هكذا بواو العطف بينهما، والذى نقله الحافظ في "المطالب"[8/ رقم 1707/ طبعة العاصمة]، والبوصيري في "إتحاف الخيرة"[4/ 36، 49/ طبعة الوطن]، عن المؤلف:=

ص: 116

6719 -

حَدَّثَنَا سليمان بن داود الشاذكوني أبو أيوب، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة.

6720 -

حَدَّثَنَا سليمان الشاذكوني، حدّثنا يحيى بن أبي الهيثم، حدّثنا عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: كُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين أبيضين سحوليين.

= (عن عبيد الله أو الفضل بن عباس) هكذا بحرف (أو) بينهما على الشك، وهذا هو الأصح

واللَّه المستعان لا رب سواه.

6719 -

صحيح: أخرجه الذهبي في "سير النبلاء"[10/ 683]، وفى "تذكرة الحفاظ"[2/ 489]، من طريق المؤلف به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ رجاله كلهم ثقات أئمة سوى شيخ المؤلف (سليمان الشاذكوني) وهو حافظ متهم، إلا أنه لم ينفرد به عن حفص بن غياث: بل تابعه عليه جماعة: منهم ابن أبي شيبة وأبو الشعثاء الحضرمي ومسروق بن المرزبان، وسفيان بن وكيع، وأبو كريب وغيرهم عن حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس قال:(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من شن يوم عرفة) وفى رواية: (أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب يوم عرفة) أخرجه ابن أبي شيبة [13382]، وعنه المؤلف [برقم 6729] و [رقم 6736]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 694]، والطبري في "تهذيب الآثار"[1/ رقم 566/ مسند عمر]، وغيرهم من طرق عن حفص به.

قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، وقد صرح ابن جريج بالسماع عند الطبري؛ لكنه معلول، فقد اختلف في سنده على ابن جريج، كما شرحناه في "غرس الأشجار" ولم يسمعه من عطاء، إنما سمعه بواسطة عنه، كلما مضى عند المؤلف [برقم 2744]، وقد اختلف على ابن عباس فيه أيضًا، فرواه عنه بعضهم عن أخيه الفضل كما هنا؛ ورواه الأكثرون عنه به

وجعلوه من "مسنده" وهو الأصح

وهذا اختلاف لا يؤثر في صحة الحديث أصلًا.

وفى الباب عن أم الفضل الهلالية، وحديثها يأتي [برقم 7073].

6720 -

منكر: هذا إسناد تالف، وفيه علل:

1 -

سليمان الشاذكوني: حافظ متهم، وهو من رجال "اللسان".=

ص: 117

6721 -

حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا همام، حدّثنا قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، عن الفضل بن عباس، قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن جمعٍ فلم ترفع راحلته رجلها غادية حتى أتى جمعًا.

= 2 - وعثمان بن عطاء: هو ابن أبي مسلم الخراسانى الشيخ الضعيف المشهور، بل قال الساجي:"ضعيف جدًّا" وقال ابن البرقى: "ليس بثقة" وقال الحاكم: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة" وقال أبو نعيم: (روى عن أبيه أحاديث منكرة) وهو من رجال "التهذيب".

3 -

وأبوه عطاء بن أبي مسلم: مختلف فيه، والتحقيق أنه صدوق متماسك؛ وكان عالمًا عابدًا من أعلام الأمة؛ إلا أنه لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة، بل قال ابن معين:"لا أعلمه لقى أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" نقله عنه العلائي في "جامع التحصيل"[ص 238]، وهو من رجال الجماعة إلا البخاري.

وللحديث: طرق أخرى عن ابن عباس به

وكلها ضعيفة، لا يصح منها شيء أصلًا، والمحفوظ في هذا الباب وأصح شيء فيه: هو حديث عائشة: (كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف

) وقد مضى (برقم 4402]، وكذا [برقم 2828]، وقد خرجنا أحاديث الباب في "غرس الأشجار".

6721 -

ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [1/ 213]، والبيهقي في "سننه"[9315]، وغيرهما من طرق عن همام عن قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن الكوفي عن الشعبي عن الفضل بن عباس به

وزاد أحمد والبيهقي: (قال: وحدثنى الشعبي: أن أسامة - يعنى بن زيد - حدثه أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من جمع فلم ترفع راحلته رجلها غادية حتى رمى الجمرة)

وهذه الزيادة وحدها: عند أحمد أيضًا [5/ 206]، والطيالسي [2/ رقم 670/ طبعة هجر]، والطبراني في "الكبير"[1/ رقم 462]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 64]، وغيرهم من طرق عن همام بإسناده به أيضًا.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، فالشعبى لم يدرك الفضل بن العباس أصلًا، ولم يثبت له سماع من أسامة بن زيد أيضًا، ففى "جامع التحصيل العلائي"[ص 204]، نقل عن إسحاق بن منصور أنه قال:"قلت ليحيى بن معين: الشعبي أن الفضل - يعنى ابن عباس - حدثه، وأن أسامة يعنى بن زيد حدثه، قال: لا شيء) قال العلائي: "وكذلك قال أحمد بن حنبل وعليّ بن المديني".=

ص: 118

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: فالإسناد معل بالانقطاع من طريق الشعبي عن الفضل وأسامة جميعًا.

فإن قلتُ: قد وقع تصريح الشعبي بالسماع من الفضل وأسامة معًا: عند أحمد والبيهقي، فما هذا!

قلنا: هذا خطأ لا ريب فيه، وهو ممن دون الشعبي قطعًا، وقد سئل أبو حاتم الرازي كما في "العلل"[رقم 822]، عن تصريح الشعبي بسماعه من أسامة بن زيد في هذا الحديث! فقال:"هذا خطأ، الشعبي لم يسمع من أسامة شيئًا فيما أعلم" وسئل أيضًا عن هذا الحديث كما في "المراسيل"[ص 159 - 160]، فقال:"لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة هذا؛ ولا أدرك الشعبي: الفضل بن العباس".

قلتُ: والقول ما قال هذا الناقد الجهبذ؛ وللحديث شاهد بنحوه من رواية ابن عباس عند أبي داود والبيهقي وأحمد وأبي نعيم والطيالسي وجماعة في سياق أتم، وفيه قول ابن عباس: (قال: فما رأيتها رافعة يديها عادية حتى أتى جمعًا

) وهو من طريق الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس به.

قلتُ: وهذا إسناد معلول، أعله البخاري في "تاريخه الأوسط" - المطبوع باسم "الصغير" -[ص 295]، فقال: (حديث الحكم هذا عن مقسم مضطرب

ولا ندرى الحكم سمع هذا من مقسم أم لا).

قلتُ: قد جزم جماعة من النقاد بكون الحكم لم يسمع من مقسم إلا أربعة أحاديث أو خمسة، ولم يذكروا هذا الحديث منها، وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك: ما وقع فيه من الخلاف سندًا ومتنًا.

وقد صح الحديث عن الفضل بن العباس وأخيه ابن عباس وأسامة بن زيد ثلاثتهم قالوا في وصف إفاضة النبي صلى الله عليه وسلم: (فلما أفاض: سار على هيئته حتى أتى جمعًا، ثم أفاض من جمع

) وهو في سياق أتم؛ وهو حديث واحد اختلف على ابن عباس في سنده، فوقع عند النسائي [3017]، وجماعة من (مسند الفضل بن عباس) وسيأتي عند المؤلف [برقم 6732]، وقد مضى أيضًا [برقم 6716]، ولكن دون موضع الشاهد فيه هنا، ووقع عند مسلم [1286]، وجماعة من (مسند أسامة بن زيد). =

ص: 119

6722 -

حَدَّثَنا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، حدّثنا محمد بن أبي حرملة، عن كريبٍ مولى ابن عباسٍ، عن أسامة بن زيدٍ، أنه كان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفاتٍ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ، قال: ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ، قلت: الصلاة يا رسول الله! قال: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ"، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة فصلى، ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمعٍ.

6723 -

قَالَ كريبٌ: فأخبرني عبد الله بن عباسٍ، عن الفضل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبى حتى بلغ الجمرة.

= أعنى قول الماضي: (

سار على هيئته حتى أتى جمعًا) ولفظ مسلم هناك: (قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى أتى جمعًا) فهذا القدر وحده: عنده من (مسند أسامة) والباقى (من لمسند ابن عباس).

ووقع الحديث عند أحمد [1/ 226]، وغيره من (مسند ابن عباس) وهذا كله اختلاف غير مؤثر؛ والحديث صحيح على كل حال، وفيه إفاضته صلى الله عليه وسلم من عرفة ناقته حتى أتى مزدلفة؛ فعرفة: هي الجمع الأول، ومزدلفة: هي الجمع الثاني المذكور فى الحديث.

وقد استوفينا: طرق الحديث وألفاظه في "غرس الأشجار".

* والحاصل: أن الحديث هنا ضعيف بهذا اللفظ في وسطه: (فلم ترفع راحلته رجلها غادية

) والباقى صحيح محفوظ.

6722 -

صحيح: أخرجه البخاري [1586]، ومسلم [1280]، وأبو عوانة [رقم 3481]، وأبو نعيم في "المستخرج"[رقم 2948]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة المدني القرشي عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد به.

قلتُ: وهو في حديث إسماعيل بن جعفر [برقم 317]، وقد توبع ابن أبي حرملة عليه عن كريب؛ وخالفه غيره، فرواه عن كريب عن ابن عباس عن أسامة به، وقد استوفينا الكلام عليه وتخريجه في "غرس الأشجار".

6723 -

صحيح: هذا موصول الإسناد قبله

وهو جزء منه.

ص: 120

6724 -

حَدَّثَنَا كاملٌ، حدّثنا الليث، حدّثنا أبو الزبير، عن أبي معبد مولى ابن عباسٍ، عن عبد الله بن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، وكان ردف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال في عشية عرفة وغداة جمعٍ:"أيُّهَا الناسُ - حين دفعوا - عَلَيْكُمْ بالسَّكِينَة" وهو كافٌ ناقته حتى إذا دخل محسرًا، وهو من منًى، قال:"عَلَيْكُمْ بِحَصَى الخَذَفِ الذِى يُرمَى بِهِ الجمْرةُ"، ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبى حتى رمى الجمرة.

6724 - حسن: أخرجه مسلم [1282]، والنسائي [3020]، وأحمد [1/ 210]، وابن حبان [3872]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 686]، والبيهقي في "سننه"[9316]، وأبو الشيخ في "ما رواه أبو الزبير عن غير جابر"[رقم 128]، وأبو عوانة [رقم 3542]، وأبو نعيم في المستخرج [رقم 2951]، وابن حزم في "حجة الوداع"[رقم 134]، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد"[رقم 433]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 54]، وابن عساكر في "تاريخه"[48/ 321]، وغيرهم من طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير المكي عن أبي معبد مولى ابن عباس عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وأبو الزبير: صدوق متماسك أحد العلماء الأعلام؛ وكان لا يدلس إلا عن جابر بن عبد الله وحده، راجع ما علقناه بشأنه بذيل الحديث الماضي [برقم 1769]، وقد توبع عليه الليث: تابعه ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس عن الفضل بن عباس به نحوه.

إلا أنه لم يقل فيه: (ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رمى الجمرة) وزاد: (والنبى صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يحذف الإنسان) أخرجه مسلم [1282]، والنسائي [3052، 3058]، وأحمد [1/ 210، 213]، والمؤلف [برقم 6730]، والدارمي [1891]، وابن خزيمة [2843، 2860]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 687]، والبزار [6/ رقم 2162]، وأبو عوانة [رقم 3540، 3541]، وأبو نعيم في "مستخرجه"[رقم 2952]، وجماعة من طرق عن ابن جريج به

وهو عند الدارمي وابن خزيمة باختصار يسير.

قلت: وهكذا رواه يحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن الحارث المصرى، وعبد الله بن عامر الأسلمي كلهم عن أبي الزبير به نحوه

وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". =

ص: 121

6725 -

حَدَّثَنَا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبي، عن شعبة، عن مشاشٍ، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ضعفة بنى هاشمٍ أن ينفروا من جمعٍ بليلٍ.

6726 -

حدَّثَنَا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن جريجٍ، حدّثنا محمد بن

6725 - صحيح: أخرجه النسائي [3034]، وأحمد [1/ 212، 340]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 695]، والبزار [6/ رقم 2153]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"[رقم 64]، والدولابى في "الكنى"[1/ 337 - 338]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 245 - 246]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 115]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن مشاش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن الفضل بن عباس به.

قال البزار: "وهذا الحديث: لا نحفظه عن مشاش أبي الأزهر إلا عن شعبة عنه".

قلتُ: هكذا رواه أصحاب شعبة عنه على هذا الوجه؛ ورواه عنه بعضهم فأسقط منه (الفضل بن عباس) وجعله من (مسند ابن عباس)، والمحفوظ عن شعبة هو الأول؛ وشيخه (مشاش) هو أبو الأزهر، ويقال له أيضًا:(أبو ساسان) السليمى البصري، الشيخ الثقة الصدوق، وثقة أبو حاتم الرازي وابن معين وابن حبان وغيرهم؛ وقال أبو زرعة:"لا بأس به" وقد جعله بعضهم: اثنين، والتحقيق أنه لا مشاش إلا رجل واحد، فالإسناد: صحيح مليح؛ إلا أن الترمذي قد علق هذا الحديث في "جامعه"[3/ 240]، ثم قال:"وهذا حديث خطأ، أخطأ مشاش، وزاد فيه: (عن الفضل بن عباس) وروى ابن جريج وغيره هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس، ولم يذكروا فيه (عن الفضل بن عباس) ومشاش بصرى روى عنه شعبة".

قلتُ: ورواه أيضًا غير واحد عن عطاء وجعلوا من (مسند ابن عباس) وهو خلاف لا يؤثر في صحة الحديث كما ترى؛ وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"

واللَّه المستعان.

6726 -

منكر: أخرجه النسائي [753]، وأحمد [1/ 211]، والدارقطني في "سننه"[1/ 369]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 754]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 459]، والبيهقي في "سننه"[3322]، وابن المنذر في "الأوسط"[1065]، والطبري في "تهذيب الآثار"[رقم 496، 497/ طبعة دار المأمون/ الجزء المفقود]، وغيرهم من طريقين عن ابن جريج عن =

ص: 122

عمر بن علي، عن العباس بن عبيد الله بن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم العباس في باديةٍ لنا، فإذا كلبٌ وحمارٌ لنا يرعى، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، وهما بين يديه ولم يُزجرا ولم يؤخَّرا.

6727 -

حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو الأحوص، عن خصيف، عن

= محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن العباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب عن عمه الفضل بن عباس به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف وحديث منكر، قال أبو محمد الفارسي في "المحلى"[4/ 13]، بعد أن ساق الحديث:"هذا بأطل، لأن العباس بن عبيد الله لم يدرك عمه الفضل" وأقره الحافظ في تر جمة عباس من "التهذيب"[5/ 108]، فقال:"وهو كما قال"؛ وعدم إدراك العباس لعمه واضح جدًّا، قد بيناه في "غرس الأشجار".

وهذا الانقطاع: هو علة الحديث مع نكارة متنه، وقد أعله ابن القطان بجهالة العباس والراوي عنه، وليس بشئ، أما العباس: فشيخ صدوق صالح، روى عنه جماعة من الثقات منهم أيوب السختياني - وحسبك به، فقد صح عن الإمام أحمد أنه قال:"لا تسأل عمن روى عنه أيوب" وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" والراوي عنه: (محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب) روى عنه حشد من الثقات أيضًا؛ ونقل ابن رجب في "فتح الباري"[2/ 711]، توثيقه عن الدارقطني؛ وهو توثيق عزيز، أغفله المزي والحافظ والذهبي في ترجمته من "التهذيب وذيوله"، وكذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الكاشف":"ثقة" وقال الحافظ: "صدوق".

وقد اختلف في سند الحديث على ابن جريج، إلا أنه توبع على الوجه الأول

كما بينَّا هذا في "غرس الأشجار".

والحديث: ضعفه عبد الحق الإشبيلى وابن القطان الفاسي وغيرهما من المحققين؛ وتساهل النووي وبعضهم وحسنوا إسناده، وقد رددنا عليهم في المصدر المشار إليه آنفًا

وذكرنا هناك: كيف أن من الحديث منكر أيضًا، واللَّه المستعان.

6727 -

صحيح: أخرجه النسائي [3080، 3081]، وابن ماجه [3040]، وأحمد [1/ 214]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 675، 676، 703]، وابن أبي شيبة [13986]، وغيرهم من طرق عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري عن مجاهد [وقرن معه غير واحد عند النسائي =

ص: 123

مجاهد قال: قال ابن عباس: قال الفضل بن عباس كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زلت أسمعه يلبى حتى رمى جمرة العقبة فلما رمى قطع.

= والطبراني] عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس به

وليس عند أحمد قوله: (فلما رمى قطع).

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، آفته (خصيف بن عبد الرحمن) وهو شيخ ضعيف مضطرب الحديث جدًّا، كان يروى ما لا يدرى، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"، ولم ينفرد به، بل تابعه عبد الله بن أبي نجيح وأبان بن صالح كلاهما عن مجاهد عن ابن عباس عن الفضل به نحوه

أخرجه الطبراني في "الكبير"[18/ رقم 678]، بإسناد صحيح إلى ابن إسحاق به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ لولا أن ابن إسحاق لم يذكر فيه سماعًا، وهو وحش التدليس.

لكن رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري وعمرو بن على الفلاس وأبو بشر بكر بن خلف ثلاثتهم عن صفوان بن عيسى القرشي عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن مجاهد عن ابن عباس عن الفضل به نحوه في سياق أتم دون قطع التلبية في آخره، أخرجه البزار [6/ رقم 2158]- وهو عنده مختصر - والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 677]، والفاكهى في "أخبار مكة"[4/ 314 - 315]، وغيرهم من طرق عن صفوان به.

قلتُ: وهذا إسناد مقبول؛ رجاله كلهم ثقات سوى (الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب) فهو صدوق فيه كلام، وأراه قد اضطرب في سنده، فقد رواه الإمام أحمد ونصر بن عليّ الجهضمي، وبكار بن قتيبة وغيرهم عن صفوان بن عيسى فقالوا: عن عبد الرحمن بن الحارث عن مجاهد عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود به نحوه في سياق أطول:

هكذا أخرجه أحمد [1/ 417]، وابن خزيمة [2806]، والحاكم [1/ 632]، وعنه البيهقي في "سننه"[9387]، وغيرهم من طرق عن صفوان به ....

قلتُ: وتوبع صفوان على هذا الوجه: تابعه عبد العزيز الدراوردي على نحوه باختصار: عند الطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 225]، وفى "أحكام القرآن"[2/ 184]، وكذا رواه ابن المبارك أيضًا عن الحارث على هذا اللون باختصار عند الشاشي [رقم 851]، والطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 225]، وفي "أحكام القرآن"[2/ 183]، وغيرهم.

قلتُ: وقد صَوَّب أبو حاتم الرازي: هذا الوجه كما في "العلل"[رقم 837/ طبعة الحميد]، وقال الحاكم عقب روايته:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم".=

ص: 124

6728 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن جعفرٍ، عن أبيه، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبى حتى رمى جمرة العقبة، فرماها بسبع حصياتٍ، يكبر مع كل حصاةٍ.

= قلتُ: وهم الرجل كعادته، ولم يخرج مسلم حديثًا بتلك الترجمة قط، فإن كان الحارث بن عبد الرحمن لم يضطرب فيه، فالإسناد صالح وحسب.

والحديث صحيح على كل حال: فله طرق ثابتة عن ابن عباس وعن أخيه الفضل وغيرهما به نحوه؛

مضى بعضها [6716]، وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

6728 -

صحيح: أخرجه النسائي [3079]، وأحمد وابنه [1/ 212]، وابن خزيمة [2881، 2887]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 672]، والبزار [6/ رقم 2142]، وابن أبي شيبة [13989، 15085]، والبيهقي في "سننه"[9386]، والطحاوي في "أحكام القرآن"[2/ 187]، وفى "المشكل"[8/ 208]، والمحاملى في "أماليه"[رقم 33].

وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 435]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 3907/ طبعة الفاروق]، والفاكهى في "أخبار مكة"[4/ 285 - 286]، وغيرهم من طرق عن حفصر بن غياث عن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن على بن أبي طالب عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن ابن عباس عن الفضل به

وهو عند البيهقي والفاكهى ورواية لابن خزيمة في سياق أتم.

قال البزار: "لا نعلم رواه إلا عليّ بن الحسين عن ابن عباس عن الفضل، ولا نعلم حدَّث به عن جعفر إلا حفص بن غياث".

قلتُ: وظاهر سنده الصحة، إلا أنه معلول عندى، فحفص بن غياث وإن كان أحد الثقات الأثبات الأعلام الفقهاء؛ إلا أن جماعة من النقاد قد تكلموا في حفظه؛ لكونه كان قد تغير بآخرة قليلًا؛ ولم يختلط قط، وقد روى هذا الحديث مرة أخرى فقال: عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله به في سياقه الطويل لحجة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه مسلم وجماعة من طريق حفص به.

قلتُ: وهذا الوجه هو الصحيح المشهور الذي توبع عليه حفص: تابعه عليه حاتم بن إسماعيل: عند مسلم وجماعة كثيرة أيضًا، وهكذا رواه وهيب بن خالد وجماعة عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد، وهو المحفوظ عندى إن شاء الله.=

ص: 125

6729 -

حَدَّثَنا أبو بكرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم شرب يوم عرفة.

6730 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو خالدٍ، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي معبدٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، ومن جمعٍ، وعليه السكينة حتى أتى منًى، فلما هبط محسرًا، قال:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ حَصَى الحذْفِ"، يعنى: حصى الجمار، يشير بيده، حصى الخذف.

6731 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ عبد الله بن محمدٍ، حدّثنا قبيصة بن عقبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابيٌ معه ابنةٌ له حسناء، فجعل يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاءً أن يتزوجها، قال: فجعلت ألتفت إليها، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ برأسى فيلويه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبى حتى رمى جمرة العقبة.

= فالذي يبدو لى: أن حفصًا قد غلط في الإسناد الأول، ودخل عليه حديث في حديث، وقد جَرَّبنا عليه ذلك في مواطن! ويبعد عندى أن يكون الوجهان محفوظين عن جعفر مع انفراد حفص بالوجه الثاني عنه، فهذا لا يجئ في نفسى، ولست بابن المديني!.

وقد بسطت الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار".

وفى الباب: عن جماعة من الصحابة

قد ذكرناها هناك.

6729 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 6719].

6730 -

حسن: مضى قريبًا [برقم 6724].

6731 -

منكر بهذا السياق: أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 13]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[18/ رقم 740]، من طريق قبيصة بن عقبة عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل بن عباس به

وهو عند الطبراني بطرف من أوله فقط، ولم يسقه بتمامه.

قال الهيثمي في "المجمع"[4/ 509]: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".

وقال الحافظ في "الفتح"[4/ 68]: "رواه أبو يعلى بإسناد قوي".=

ص: 126

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: ما هو بقوى ولا حسن، بل ضعيف معلول، فيه أبو إسحاق السبيعي: وهو إمام حجة؛ إلا أنه كان إمامًا في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، وكان قد اختلط بآخرة أيضًا، وسماع ابنه يونس: منه إنما كان بآخرة، كما أشار إليه الإمام أحمد وغيره؛ بل نقل الأثرم عن أحمد أنه كان يضعف حديث يونس عن أبيه، ويقول:"حديث إسرائيل أحب إليَّ منه".

قلتُ: وقد تابعه ابنه إسرائيل على سنده؛ إلا أنه خالفه في بعض متنه، فلم يذكر فيه عرض الأعرابى ابنته على رسول الله صلى الله عليه وسلم:(رجاء أن يتزوجها)، أخرجه أحمد [1/ 213]، وابن خزيمة [2832]، والبزار في "مسنده"[6/ رقم 2143]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 739]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل به.

قلتُ: وهو من هذا الطريق في "تاريخ ابن أبي خيثمة"[رقم 2615/ طبعة مكتبة الفاروق]، حدثنا خلف بن الوليد قال: حدثنا إسرائيل به

وزادوا في أوله من قول الفضل: (حين أفاض من المزدلفة

) وليست هذه الزيادة عند الطبراني.

قال البزار: "ولا نعلم روى أبو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل إلا هذا الإسناد".

قلت: وهذا إسناد ضعيف أيضًا، إسرائيل مما سمع من جده بآخرة أيضًا، كما نص عليه الإمام أحمد وابن معين وغيرهما؛ وأشار إليه يحيى القطان أيضًا، ولا ينافى هذا كون إسرائيل كان من أعلم الناس بحديث جده أبي إسحاق وأحسنهم لسياقه؛ حتى كان الذهبي يلقبه بـ (عكاز جده) كما في ترجمته من "سير النبلاء"[7/ 359].

ثم إن أبا إسحاق لم يذكر سماعه فيه من سعيد بن جبير، وقد مضى أن أبا إسحاق كان إمامًا في التدليس، مكثرًا منه؛ بحيث لا يقبل منه إلا ما قال فيه:(حدثنا) و: (أخبرنا) كما نص عليه غير واحد من الأئمة المتقدمين كابن إدريس وأبي جعفر الطبري وجماعة قد سردنا أسماءهم في مكان آخر؛ ردًا على من أنكر هذا من أبناء العصر.

وقد صح الحديث من طرق أخرى ثابتة عن ابن عباس به نحوه

دون قوله: (فجعل يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها) فهى زيادة منكرة كما عرفت؛ وقد شرحنا ذلك شرحًا مستوفيًا في "غرس الأشجار" وقبلنا الإمام في "الضعيفة"[رقم 5325، 5959]، والرد المفحم [ص 58 - 61]، واللَّه المستعان.=

ص: 127

6732 -

حدَّثَنا أبو بكرٍ، حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفاتٍ وأسامة ردفه، فجالت به الناقة وهو واقفٌ، فضربها قبل أن يفيض وهو رافعٌ يديه لا تجاوزان رأسه، فلما أفاض، سار على هينته حتى أتى جمعًا، ثم أفاض من جمعٍ والفضل ردفه، فقال الفضل؛ ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

6733 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الكعبة، ولم يركع، ولم يسجد.

= • تنبيه: مضى شاهد ثابت من حديث ابن عباس في "مسنده"[برقم 2441].

6732 -

صحيح: مضى مختصرًا [برقم 6716]، فراجع الكلام عليه هناك

وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

6733 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 210، 214]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 744]، وابن حبان في "الثقات"[8/ 491]، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 286]، وغيرهم من طرق حمادٍ بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل بن عباس به

وزادا فيه: (يسبح ويكبر ويدعو ويستغفر) لفظ الطبراني، بعد قوله:(قام في الكعبة).

قلتُ: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" وقد توبع عليه حماد بن سلمة: فرواه ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن الفضل بن عباس أخبره: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت ولم يصل

) أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 389]- واللفظ له - وعبد الرزاق [9057]، وعنه أحمد [1/ 212]، والطبراني في "الكبير"[18/ رقم 743]، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 289]، والحافظ في التغليق [1/ 413]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج بإسناده به في سياق أتم.

قلت: وقد صرح ابن جريج بالسماع عند الجميع، فالإسناد صحيح أيضًا، ثم جاء حماد بن زيد وخالف ابن جريج وحماد بن سلمة في سنده، فرواه عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال:(لم يصل النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة، ولكنه كبر في نواحيه) فجعله من (مسند ابن عباس) وأسقط منه (الفضل بن عباس).=

ص: 128

6734 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن مشاشٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفة بن هاشمٍ أن تتعجلوا من جمعٍ بليلٍ.

6735 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن جعفرٍ، عن أبيه، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فرمى جمرة العقبة بسبع حصياتٍ، فكبر مع كل حصاة.

6736 -

حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ، عن الفضل بن عباسٍ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب يوم عرفة.

6737 -

حَدَّثَنَا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا معمرٌ، عن الزهري، عن سليمان بن يسارٍ، عن ابن عباسٍ، حدّثنا الفضل بن عباسٍ، قال: أتت امرأةٌ من خثعم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله في الحج، وهو شيخٌ كبيرٌ لا يستطيع أن يثبت على دابته، قال:"فَحُجِّي عَنْ أَبِيكِ"، قال. معمرٌ: وكان يحيى بن أبي إسحاق، يحدث أنه سمع سليمان بن يسارٍ، أنها امرأةٌ سألت عن أمها.

= هكذا أخرجه النسائي [2913]، والترمذي [874]، وغيرهما من طريق قتيبة بن سعيد عن حمادٍ به .... واللفظ للنسائي.

قلتُ: وقد رواه غير واحد من أصحاب ابن عباس عنه به

وجعلوه من (مسنده) فالظاهر: أن ابن عباس كان قد سمعه من الفضل؛ ثم صار يرسله بعد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يذكر فيه الفضل، والحديث صحيح على كل حال.

6734 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 6725].

6735 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 6728].

6736 -

صحيح: مضى سابقًا [6719].

6737 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 6717].

ص: 129

6738 -

حَدَّثَنَا هارون، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: أخبرني الليث، عن عبد ربه بن سعيدٍ، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل بن عباسٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ مُسْتَقْبِلًا فِي كُلِّ

6738 - : أخرجه الترمذي [385]، وأحمد [1/ 211] و [4/ 167]، والنسائي في "الكبرى"[1440]، والبزار [6/ رقم 2169]، وابن خزيمة [1213]، والطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8632]، وفى "الدعاء"[قم 210]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 53]، وفى "الزهد"[رقم 1152]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 133/ مختصر المقريزي]، والبيهقي في "سننه"[4353]، والبخاري في "تاريخه"[3/ 283/ ترجمة ربيعة بن الحارث]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 95 - 96]، وغيرهم من طرق عن الليث بن سعد عن عبد ربه بن سعيد بن قيس المدني عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس به نحوه.

قال البزار: "لا نعلم روى ربيعة بن الحارث عن الفضل إلا هذا الحديث) وقال الطبراني: (لم يُجَوِّد إسناد هذا الحديث أحد ممن رواه عن عبد ربه بن سعيد إلا الليث، ورواه شعبة عن عبد ربه بن سعيد؛ فاضطرب في إسناده".

قلتُ: هو كما قال؛ وقد جزم البخاري وأبو حاتم الرازي وغيرهما باضطراب شعبة في هذا الحديث، وصوَّبوا رواية الليث؛ وقد توبع عليه الليث: تابعه ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد به كما رواه الليث به.

ورجال الإسناد كلهم ثقات مشاهير، سوى (عبد الله بن نافع بن العمياء) وهو مجهول لا يعرف، ونكرة لا تتعرف، وقد جهله ابن المديني وجماعة، وبه أعل البخاري هذا الحديث، وقال في ترجمته من "تاريخه" [5/ 213]:"لم يصح حديثه" وقال في ترجمة "ربيعة بن الحارث": (هو حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع هؤلاء بعضهم من بعض" والحديث:"أنكره العقيلي وابن عدي على ابن نافع" وساقاه في ترجمته من "الضعفاء" و"الكامل".

والحديث: ضَعَّفه النووي في "الخلاصة"[1/ 477]، وتابعه جماعة من المتأخرين، وقد قال العقيلي بعد أن ساقه من طريق شعبة والليث جميعًا قال: (في الإسناد جميعًا نظر والأسانيد ثابتة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح؛ فأوتر بركعة".=

ص: 130

رَكَعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ وَتَخَشُّعٌ وَتَسْاكُنُ، ثُمَّ تُقْنِعُ يَدَيْكَ"، يَقُولُ: "تَرْفَعُهُمَا إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبلًا بِبُطُونِهِمَا وجْهَكَ، وَتَقُولُ: يَا رَبَ! يَا رَبِّ! مَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِىَ خِدَاجٌ".

* * *

= قلتُ: وهو كما قال، وحديث ابن عمر قد مضى عند المؤلف [برقم 2623، 5431، 5494، 5618، 5620، 5635]، وقد استوفينا تخريج حديث الفضل في "غرس الأشجار".

ص: 131