الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - النواهى والمباحات:
أما النواهى، فيخرج الإنسان من عهدتها بتركها. وإن لم يشعر بها، فضلًا عن القصد إلى ذلك الترك (1). وكذلك الأمر فى المباحات، فإنها ليست مفتقرة إلى نية وإن كانت لا تكون عبادة إلا إذا نوى بها العبادة: كالأكل والشرب يقصد بهما التقوى على الطاعة، والجماع يقصد به إعفاف نفسه وزوجه وحصول نسل يعبد اللَّه تعالى، وترك الزنا والخمر مثلا يقصد به امتثال نهى الشارع.
وهكذا كل فعل يصح أن يكون عبادة لا بد فيه من القصد؛ ليكون عبادة يترتب عليها الثواب، وإليه يشير حديث "إنما الأعمال بالنيات"(2). وهذا الحديث متفق عليه، فيبقى استحضار النية عند المباحات والعادات؛ ليثاب عليها ثواب العبادة، ولا مشقة عليه فى القيام بها، بل هى مألوفة لنفسه مستلذة (3).
* * *
(1) المرجع السابق ص 23.
(2)
وفيه: "وإنما لعل امرئ ما نوى". وقد خرجه النسائى فى سننه (2/ 102) فى كتاب الطلاق عن علقمة عن عمر -رضى اللَّه عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم.
(3)
الحسينى، نهاية الإحكام: ص 12.