الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - المكتبات:
أما المكتبات العلمية، فقد وجد منها بهذا العصر عدد كبير ملحق بالمدارس التى أنشئت فى عصر المماليك، ومن قبلهم، ومنها:
(1)
"المكتبة الظاهرية": وهى التى ألحقها الظاهر بيبرس بمدرسته بخط بين القصرين سنة 662 هـ (1263 م)، وقد اشتملت على أمهات الكتب فى شتى العلوم (1).
(2)
"المكتبة المنصورية": وهى التى بناها المنصور قلاوون بمدرسته المنصورية التى أسسها سنة 688 هـ بخط بين القصرين، وقد أمدها السلطان بالمصاحف وكتب الفقه والتفسير والحديث وجميع الفنون (2).
(3)
"المكتبة الناصرية": وهى التى ألحقها الناصر محمد بن قلاوون بمدرسته الناصرية (3).
(4)
"المكتبة التنكوتمرية": وهى التى أنشأها تنكوتمر بمدرسته التى شيدها سنة 698 هـ (1298 م)(4).
(5)
"المكتبة الطيبرسية": وهى التى أنشأها الأمير علاء الدين بن طيبرس الخازندار، نقيب الجيوش، بمدرسته الطيبرسية التى أنشأها سنة 709 هـ (1309 م)(5).
(6)
مكتبة سيف الدين آل ملك الجوكندار الناصرى: وكانت تجاه داره بخط المشهد الحسينى (6).
(7)
"مكتبة خوند بركة": أم السلطان شعبان التى ألحقتها بمدرستها التى
(1) المقريزى، (السلوك 1/ 504)، (الخطط 2/ 1379).
(2)
انظر: القاهرة: 131.
(3)
المرجع السابق.
(4)
المرجع السابق.
(5)
المرجع السابق.
(6)
المرجع السابق.
بنتها سنة 771 هـ (1369 م)، وقد احتوت على الكتب القيمة والمصاحف الشريفة (1).
(8)
"مكتبة الخوندية": التى أنشأتها خوند ابنة السلطان محمد بن قلاوون، وكانت ملحقة بمدرستها التى أنشأتها سنة 761 هـ (1359 م)، وكانت عامرة بمختلف العلوم (2).
(9)
"المكتبة الصرغتمشية": وهى التى أنشأها الأمير صرغتمش وألحقها بمدرسته الصرغتمشية، وقد ذخرت هذه المكتبة بكتب الفقه الحنفى، والحديث والمصاحف (3).
هذه بعض نماذج للمدارس والمكتبات التى ساعدت على ازدهار الحركة العلمية لهذا القرن، وهى تعطيك صورة مشرفة لما كان عليه ذلك العصر من تشجيع للعلم والعاملين فيه.
ولقد ساهمت أسرة جمال الدين الأسنوى بنصيب وافر فى ازدهار هذه الحركة، وسنوضح ذلك فى الباب الثانى عند الكلام عن الأسنوى، كما ساهمت إسنا أيضًا بنشاط كبير ودور عظيم فى ازدهار هذه الحركة، فحياة المدنية التى كانت تموج بها ساعدت على نحو هذا الإزدهار، فهى بلدة كبيرة حسنة العمارة مرتفعة الأبنية، بها مدرستان علميتان، وبيوتها معروفه بالأصالة والرياسة والفضائل، قبل الإسلام وبعده. ولقد خرجت "إسنا" كثيرًا من الفقهاء والعلماء والشعراء، حتى أنه قيل:"إنه كان بها فى وقت واحد سبعون شاعرًا". وقد خرج منها إلى البلاد الأخرى جمع كبير لنشر هذا العلم.
فإسنا غدت تحكى العراق وقد غدا
…
أبو الفضل ذو الرأى الرشيد رشيدا (4)
ومن هؤلاء العلماء ابن الأسناوى: جمال الدين عبد الرحمن بن على بن الحسين
(1) المرجع السابق 132.
(2)
المرجع السابق.
(3)
انظر: المرجع السابق.
(4)
راجع الطالع السعيد ص: 37.
ابن غيث الأموى الأسنوى، القوصى، صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيس، وقد ولد بها سنة 550 هـ. وتوفى سنة 627 هـ (1).
وكفاها فخرًا ولادة الإمام الفقيه المالكى، جمال الدين "أبو" عمر بن أبى بكر بن يونس (المعروف بابن الحاجب) الذى صنف فى أصول الفقه (2).
ومن فقهائها أيضًا، أبو الفضل جعفر بن حسان بن على الأسنوى، المتوفى سنة 612 هـ (3).
ومن فقهاء الشافعية فيها: نور الدين على بن هبة اللَّه بن إبراهيم بن حمزة المعروف بابن الشهاب الأسنوى، المتوفى سنة 756 هـ (4).
ومنهم نجم الدين محمد بن أحمد بن عبد القوى الأسنوى الذى ألف فى علوم متعددة، والمتوفى سنة 763 هـ (5).
ومن فقهائها أيضًا جمال الدين: محمد بن عبد اللَّه، القزوينى الأصل الأسنوى الحنفى، المتوفى بالقاهرة فى حدود سنة 680 هـ.
ومنهم العماد الأسنوى: محمد بن الحسن الفقيه، وأخوه جمال الدين الأسنوى (6).
وقد كانت "إسنا" مأوى للفارين والهاربين من سطوة الملوك وظلم الحكام، كما أنها كانت تتميز بالحركة التجارية والصناعية المزدهرة؛ ولهذا كثرت فيها الحرف والصنائع، كصناعة النسيج من القطن والصوف ومعاصر الزيوت إلى غير ذلك من الصناعات المختلفة (7).
(1) الخطط التوفيقية 8/ 61 وما بعدها.
(2)
المرجع السابق.
(3)
الخطط التوفيقية 8/ 63.
(4)
المرجع السابق.
(5)
المرجع السابق.
(6)
المرجع السابق ص: 64.
(7)
الخطط التوفيقية: 8/ 60.
كما كان يوجد بها سوق كبير كل يوم أحد تجتمع فيه الأهالى، والعرب وتباع فيه جميع السلع، كما كانت تعتبر مركزًا رئيسيًا للتجارة الخارجية التى كانت ترد إلى البلاد المصرية (1).
كما ازدهرت فيها الأعمال الفنية المختلفة، ومن أخصها فن الزخرفة والرسوم الفلكية (2) والبناء.
* * *
(1) المرجع السابق ص: 61.
(2)
المرجع السابق.